احتجاج الرجاء…

جدل كبير أعقب مباراة فريقي نهضة بركان والرجاء البيضاوي بمنافسات دور المجموعات لكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، جدل وصل إلى حد التشكيك في كل شيء، كما أن شرارته امتدت إلى أطراف لا علاقة لها بالمباراة من قريب أو بعيد.
الرجاء تعرضت بالفعل إلى ظلم تحكيمي جائر خلال المباراة المذكورة، والتي شهدت احتجاجات عديدة من طرف لاعبي الرجاء على قرارات الحكم الكاميروني أنطوان ماكس إيفا، والذين طالبوا أكثر من مرة باحتساب ضربات جزاء لصالحهم.
وكانت الواقعة الأبرز عندما نزع أحد مدافعي نهضة بركان قميص بدر بانون عميد الرجاء داخل منطقة الجزاء، دون أن يوجه الحكم ولو ورقة صفراء للاعب الذي ارتكب الخطأ، لتصل الأمور إلى قمة الاستغراب بإلغاء هدف مشروع سجله محسن ياجور في الوقت بدل الضائع من اللقاء.
حالات لا يمكن لأي فريق إلا أن يحتج عليها بقوة، وهذا ما قامت به الرجاء عن طريق بلاغ رسمي عندما طالبت بفتح تحقيق مستقل حول ما أسماه البلاغ بـ “المجزرة التحكيمية” وإعادة الحق للنادي الجماهيري، مع احتفاظ الرجاء بحقها في اتخاذ كل الإجراءات المطلوبة للدفاع عن مصالحها، والتي بإمكانها أن تصل إلى بحث إمكانية الانسحاب من جميع المسابقات الإفريقية، بما في ذلك كأس السوبر الإفريقي في الدوحة المقرر إقامته يوم 29 مارس الجاري.
كل هذا يعتبر مسألة عادية، ومن حق الرجاء الدفاع عن حقها بطرق حضارية ومشروعة، إلا أن المنحى هو ما آلت إليه الأمور إلى درجة التشكيك في كل شيء، ومهاجمة فوزي لقجع بصفته رئيسا لنهضة بركان، وهو في نفس الوقت رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بل هناك من ذهب إلى حد إلى الطعن في مصداقية مجموعة من النتائج المحققة على أكثر من صعيد.
الشرارة وصلت أيضا إلى الغريم التقليدي فريق الوداد البيضاوي البعيد كل البعد عن كل ما جرى، وتوجيه الاتهام بطبخ النتائج وشراء الألقاب و…و…و…
كل هذا لفائدة من؟ ولماذا هذه الحملة التشكيكية في حق الأجهزة لمجرد تعرض الفريق لظلم تحكيمي يجمع كل المتتبعين على رفضه؟
الحقيقة أن الرجاء تعيش وضعية صعبة، ومرحلة الفراغ طالت، وهذا ما يتم استغلاله حاليا من طرف البعض للقيام بحملة ممنهجة ضد المكتب المسير الحالي، الشيء الذي يخلف نوعا من الارتباك داخل الإدارة التسييرية للفريق الأخضر.
هذا الارتباك هو ما يفسر حالة الغليان الذي يعيشه حاليا النادي من الداخل، إلى درجة الشعور دوما بأن الفريق مستهدف .. بالفعل ارتكبت أخطاء تحكيمية في حق الرجاء، لكن كل الفرق نالت نصيبها من هذه الأخطاء سواء من طرف حكام مغاربة أو أفارقة، لكنها لم تقم القيامة…
نعم من حق الرجاويين الدفاع فريقهم، لكن لا للتشكيك في مصداقية الأجهزة…

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top