القذافي تحت الضربة العسكرية – اليوم الثاني عشر

استقالة وزير الخارجية الليبي والإخوان المسلمون بليبيا يدخلون على الخط
واشنطن تلمح إلى إمكانية تسليح الثوار وسط تأييد فرنسي وبريطاني ورفض روسي

فيما نقلت قناة العربية عن ناطق باسم الثوار قوله إن قوات القذافي تقصف مصراته بقذائف عنقودية، قال مسؤولون حكوميون لرويترز إن الرئيس الاميركي باراك أوباما وقع أمرا سريا يجيز تقديم دعم حكومي أمريكي سري لقوات المعارضة الليبية التي تسعى للاطاحة بالزعيم معمر القذافي.
وقالت أربعة مصادر حكومية أميركية مطلعة إن أوباما وقع الامر الرئاسي خلال الاسبوعين أو الثلاثة الاخيرة، وهذه الأوامر شكل أساسي من التوجيهات الرئاسية التي تستخدم للسماح بعمليات سرية للمخابرات المركزية الامريكية.
ورفضت المخابرات المركزية الامريكية والبيت الابيض التعليق على الفور، إلا أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أكدت للصحافيين أن اوباما لم يتخذ قراراً يقضي بتسليح الثوار الليبيين.

رفض روسي لتسليح الثوار ودفاع فينزويلي عن القذافي
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لا يحق لأي دولة أن تسلح الثوار في ليبيا، بموجب التفويض الذي وافق عليه مجلس الأمن.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع نظيره النمساوي «منذ وقت ليس ببعيد أعلن وزير الخارجية الفرنسي أن باريس مستعدة لمناقشة إمدادات الأسلحة إلى المعارضة الليبية مع شركائها في التحالف».
وأضاف «وعلى الفور رد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس راسموسن بأن العملية في ليبيا تهدف إلى حماية الناس وليس تسليحهم. ونحن نتفق تماما في هذا مع راسموسن».
وفي بكين قال الرئيس الصيني هو جينتاو لنظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يزور البلاد هذه الأيام إن الأزمة بليبيا يمكن حلها فقط عن طريق الحوار لا القوة.
وتابع لساركوزي في حديثهما عن ليبيا وفقا للتلفزيون الصيني «التاريخ أثبت مرارا أن استخدام القوة ليس حلا للمشاكل، الحوار والسبل السلمية هي الحل للمشاكل».
وعلى صعيد آخر، دافع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز عن حليفه العقيد الليبي معمر القذافي الذي يقوم على حد رأيه «بما يتوجب عليه القيام به: وهو مقاومة عدوان امبريالي»، ولا ينوي مغادرة بلاده منفيا الى اي مكان.
وقال تشافيز في مؤتمر صحافي بمناسبة زيارة الى مونتيفيديو «أعتقد أن القذافي يقوم بما يتوجب عليه القيام به: وهو مقاومة عدوان امبريالي. سواء كنا نشاطر ما يفعل القذافي او يفكر به أم لا، فان فيدل (كاسترو) كتب بوضوح: لا اشاطر كل ما يقول او يفعل -لا يمكن ان نرد عما يفعل هناك- لكن(…) حتى ولو كان رئيس دولة اسوأ الطغاة، فمن غير المبرر لمجموعة دول قصفه والبدء بقتل ابرياء باسم السلام».
وأضاف تشافيز عدو الولايات المتحدة اللدود والذي اعيد انتخابه ثلاث مرات منذ 1998 رئيسا لفنزويلا «انا مستبد بالنسبة الى كثيرين وحتى قاتل، لكن (الرئيس الاميركي باراك) اوباما حاز جائزة نوبل للسلام وهو الذي امر بالقصف. وفي العراق وافغانستان، كانت حكومة الولايات المتحدة، والان ليبيا».
وحول إمكانية نفي القذافي الى فنزويلا، قال تشافيز إنه تحدث معه مرتين. وقال «لقد قال في عدة مناسبات أنه لن يغادر ليبيا».

استعدادات فرنسية وقطرية
في إحدى سفن الاسطول القتالي 115 في قاعدة «لو سود الجوية» البحرية بجزيرة كريت، ينهمك أكثر من 200 جندي قطري على مدار الساعة إلى جانب مئة جندي فرنسي منذ 24 مارس لتأمين مهمتين مشتركتين يوميا نحو ليبيا.
ومنذ وصوله قبل أسبوع من الدوحة، مقر قيادته، يستغل قائد المفرزة الفرنسي الكولونيل انطوان غويلو خبرته المستمرة منذ سنتين في مجال التعاون مع الجنود القطريين في جزيرة كريت.
وأشار الى ان التعاون «ممتاز على الارض»، وذلك على هامش زيارة الاربعاء قام بها وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي، الذي اشاد بالدور «الاساسي» لقطر، اول بلد عربي يشارك في العملية الدولية ويعترف بالمجلس الوطني الانتقالي للثوار الليبيين.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أنه «كان من الضروري الإسراع في إقامة قاعدة فرنسية وأخرى قطرية وتركيب كل الاجهزة العملانية الملائمة وأنظمة الاتصالات والانظمة الالكترونية لتأمين مهمات مشتركة من أجل مراقبة منطقة الحظر الجوي» فوق ليبيا.
وقد بدأ هذا التعاون منذ أكثر من خمسة عشر عاما في الواقع بفضل استعمال الانواع نفسها من الطائرات والتجهيزات اللوجستية التي باعتها فرنسا الى قطر.

استقالة وزير الخارجية الليبي موسى كوسا
أعلن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا استقالته من الحكومة الليبية لدى وصوله الى لندن مساء أول أمس الاربعاء، كما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية.
وقالت الخارجية البريطانية في بيان «يمكننا ان نؤكد ان موسى كوسا وصل الى مطار فارنبورو في الثلاثين من مارس اتيا من تونس».
وأضاف البيان «لقد وصل الى هنا بملء ارادته. وقال لنا انه استقال من مهامه».
ووصل كوسى الى بريطانيا بعد تمضية يومين في تونس في «زيارة خاصة»، حسبما أعلن رسميا.
وأوضح بيان الخارجية البريطانية أن «موسى كوسا هو احدى الشخصيات المهمة في حكومة القذافي وكان دوره تمثيل النظام في الخارج وهو امر لم يعد يرغب القيام به».
وختم البيان «نشجع الذين يحيطون بالقذافي على تركه والعمل من اجل مستقبل افضل لليبيا يتيح عملية انتقالية سياسية واصلاحا حقيقيا يستجيب لتطلعات الشعب الليبي».
هذا ووصف المندوب الليبي السابق لدى الامم المتحدة عبد الرحمن شلقم بـ»المرتزق» وزير خارجية نيكاراغوا السابق ميغيل ديسكوتو الذي كلف تمثيل نظام القذافي في الامم المتحدة.
وقال شلقم الذي انشق عن نظام القذافي «ان القذافي يستخدم المرتزقة جنودا في ليبيا، وها هو الان يشغل دبلوماسيين مرتزقة».
وأكد أنه لا يزال مع نائبه ابراهيم الدباشي الذي انشق أيضا، يعملان في إطار البعثة الليبية لدى الامم المتحدة.
ويعمل شلقم والدباشي حاليا مع المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية ضد القذافي.
يشار إلى أن رئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا من بين الزعماء النادرين الذين دافعوا عن العقيد الليبي معمر القذافي بعيد اندلاع الأحداث الدامية في ليبيا، وأعلنت السلطات في نيكاراغوا ان ديسكوتو سيكون من الان فصاعدا ممثل ليبيا لدى المنظمة الدولية.
وأوضحت حكومة نيكاراغوا ان ليبيا لجأت الى تعيين ديسكوتو بعد ان فشل علي التريكي الذي عين خلفا لشلقم بالحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة.

إخوان ليبيا يلمحون إلى المشاركة السياسية بعد سقوط القذافي
سياسياً، قال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا محمد عبد الملك «إننا نريد المشاركة في الحياة السياسية للبلد فى مرحلة ما بعد القذافي نريد من الغرب ان ينظر لنا كحزب سياسي وليس كملا (أفغاني) يرتدي العمامة»، على حد تعبيره.
وأضاف فى ندوة أول أمس بروما أنه «بسبب سياسة القمع ضد أعضاء الحركة من جانب القذافي فالاعضاء إما ألقي القبض عليهم أو فروا إلى الخارج، أو اضطروا لمزاولة نشاطاتهم سرا في ليبيا» وتابع «نحن نريد خدمة بلدنا حيثما كان ذلك ضروريا».
وأشار القيادي الإخواني الذى يعيش خارج بلاده إلى أن « الاخوان المسلمين مع الديمقراطية والعمل من اجل نظام ديمقراطي»، ولفت منوها إلى وجود الأحزاب الديمقراطية المسيحية على المستوى الأوروبي، وقال في هذا الصدد «نحن نريد أن نقدم انفسنا كالديمقراطيين المسلمين». وتابع عبد الملك «حركتنا تريد إشراك المرأة في السياسة وان تلعب دورا في منظمات المجتمع المدني».
وقال إن «الإخوان المسلمين هى أكثر الحركات ديمقراطية فى ليبيا، وإذا أخذنا دورا فى الحياة السياسية فسوف نحترم جميع المعاهدات الدولية وكذلك تلك الخاصة بالنفط، فنحن بحاجة لتسويق البترول لأن أمامنا عشر سنوات لبناء البلد» من جديد. واختتم بالقول «سنواصل الاستثمار والعلاقات مع ايطاليا، وسوف نتصدى لمشكلة الهجرة غير الشرعية لأنها في إطار الاهتمام المتبادل» بين البلدين.

المحكمة الإفريقية لحقوق الانسان تدعو إلى وقف استهداف المدنيين
دعت المحكمة الافريقية لحقوق الانسان ومقرها في اروشا (تنزانيا)، المسؤولين الليبيين الى وقف الهجمات على المدنيين «فورا»، وذلك في بيان نشر الاربعاء. ودعت المحكمة المسؤولين الليبيين «الى الامتناع فورا عن اي عمل يمكن ان يسبب خسائر بشرية او يشكل اساءة جسدية الى الاشخاص في انتهاك للشرعة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب او الهيئات الدولية الاخرى لحقوق الانسان التي تنتمي اليها الجماهيرية العربية الليبية».
وعالجت المحكمة أثناء دورتها العادية الاخيرة بين 14 و25 مارس «طلبا تقدمت به المفوضية الافريقية لحقوق الانسان والشعوب تتضمن مزاعم حول انتهاكات خطيرة وكثيفة لحقوق الانسان من قبل حكومة الجماهيرية العربية الليبية»، بحسب البيان.
وأضاف البيان ان «المحكمة درست الطلب المذكور خلال جلستها واعتبرت انه استنادا الى الطابع الخطير والملح لهذه المسألة كان من الضروري الاعلان عن إجراءات موقتة لتجنب وقوع اذى كبير للاشخاص موضوع الطلب».
وتعمل المحكمة الافريقية منذ نوفمبر 2006 بموجب بروتوكول للشرعة الافريقية حول حقوق الانسان والشعوب تم تبنيه في 1998. وأوضحت المحكمة على موقعها الالكتروني أنها «تتمتع بصلاحية اتخاذ قرارات نهائية والزامية حول انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها دول اعضاء في الاتحاد الافريقي». وعلى الرغم من ان الدول الاعضاء ال53 في الاتحاد الافريقي صادقت كلها على هذه الشرعة الافريقية لحقوق الانسان، الا ان 25 دولة فقط صادقت على البروتوكول الذي يتناول انشاء المحكمة وبينها ليبيا.
وندد معارضون ليبيون أمام النيابة الفدرالية البلجيكية بعمليات نقل اموال مشبوهة من حساب مصرفي بلجيكي فتحه مقربون من العقيد الليبي معمر القذافي، كما ذكرت مجلة لو فيف-لكسبرس البلجيكية الاسبوعية على موقعها الالكتروني الاربعاء.
وأوضحت المجلة ان هؤلاء المعارضين المقيمين في بلجيكا «مقتنعون» بان «مبالغ مالية كبيرة» تم تحويلها من هذا الحساب البلجيكي الى مصارف في دول افريقية في الايام التي سبقت تبني قرار مجلس الامن 1973 الذي يفرض تجميدا على ارصدة واصول النظام الليبي.
وقد نقل المحامي جورج هنري بوتييه هذه الشبهات الاثنين إلى المدعي الفدرالي البلجيكي، بحسب المجلة. وقالت المتحدث باسم النيابة الفدرالية لين نويتس «لقد تسلمنا بالفعل هذه الرسالة، لكننا لا ندلي باي تعليقات بشان متابعة المسالة».
وجمدت مليارات اليورو من الارصدة الليبية في دول اوروبية مختلفة: ما بين ستة الى سبعة مليارات في ايطاليا و3.1 مليارات يورو في هولندا واكثر من مليار في السويد وعدة مليارات في المانيا بموجب العقوبات التي اصدرها الاتحاد الاوروبي.

لا عناصر من القاعدة في صفوف الثوار
نفى متحدث باسم الثوار الليبيين نفيا قاطعا أن يكون هناك عناصر من تنظيم القاعدة في صفوف الثوار الذين يقاتلون نظام العقيد معمر القذافي، مثلما المح إليه قائد عسكري في الحلف الاطلسي. وقال العقيد أحمد باني متحدثا لصحافيين في بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا «لا وجود لهذا التنظيم في ليبيا لان ثقافته مختلفة عن ثقافتنا».
وأضاف «إن كان الليبيون ارتبطوا بنظر العالم بالقاعدة او ان كان هناك وجود للقاعدة اليوم في ليبيا، فهي بالتالي تقاتل لحساب (السلطات) الليبية، هذا ان كان له اي وجود اساسا».
وأكد المتحدث خلال المؤتمر الصحافي ذاته ان الثوار انسحبوا أول أمس الاربعاء من بعض المدن الساحلية التي كانوا سيطروا عليها لانهم واجهوا الالاف من عناصر الحرس الجمهوري التشادي.
وقال «رأينا أن افضل رد ممكن هو القيام بتراجع تكتيكي حتى يتسنى لنا وضع استراتيجية رد افضل»، مقدرا عديد هذه القوة ما بين 3200 و3600 عنصر مدجج بالسلاح.
واعلن القائد الاعلى للقوات الحليفة في اوروبا (ساكور) الاميرال الاميركي جيمس ستافريدس الثلاثاء ان الحلف «ليس له ممثل» في ليبيا لاقامة اتصال مع قوات الثوار ولكنه رصد «اشارات» عن وجود محتمل لناشطين من القاعدة او من حزب الله الشيعي اللبناني في صفوف الثوار.
ويتهم القذافي الحاكم منذ 42 عاما الثوار بتلقي تعليمات من القاعدة.

«إنقسامات» وراء غياب الاتحاد الافريقي عن مؤتمر لندن
من جهة أخرى، أوضح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امام النواب ان «انقسامات» داخل الاتحاد الافريقي تفسر غيابه الثلاثاء عن المؤتمر الدولي حول ليبيا.
وخلافا لما كان متوقعا، لم يحضر رئيس الاتحاد الافريقي جان بينغ المؤتمر الذي ضم 36 دولة إضافة الى الامم المتحدة والجامعة العربية والحلف الاطلسي والاتحاد الافريقي.
وقال هيغ «حصلت انقسامات داخل الاتحاد الافريقي حول مشاركته»، مضيفا في الوقت نفسه انه «على اتصال مستمر مع الاتحاد الافريقي».
والاتحاد الافريقي الذي تاسس في 1999 في سرت، مسقط رأس العقيد الليبي معمر القذافي، انتقد التدخل العسكري الخارجي الذي سمح به مجلس الامن الدولي في 17 مارس، وهو يدفع باتجاه حل تفاوضي.
وقد يضطلع الاتحاد الافريقي بدور كبير في البحث عن دولة تستقبل العقيد القذافي في حال سلك طريق المنفى، وهو حل دافعت عنه دول عدة مثل ايطاليا واسبانيا.
من جهة اخرى، قال هيغ ان «الجامعة العربية ممثلة بشكل جيد في المؤتمر». وان امينها العام عمرو موسى «لم يتمكن من الحضور واوضح لي سبب ذلك، لكنه اوفد رئيس مكتبه… لا احد يمكنه ان يشكك في موقف الجامعة العربية».

Top