القذافي تحت الضربة العسكرية – اليوم الثامن

الثوار يسيطرون على أبجاديا والبريقة ويتجهون نحو سرت وفرنسا تبحث عن حل سياسي للأزمة
عمرو موسى: «القذافي راجل حمار صحيح.. وكحيان»

حقق الثوار الليبيون انجازا، أول أمس السبت، حيث سيطروا على مدينتي اجدابيا والبريقة بعد أسبوع من بدء التدخل العسكري الدولي ضد قوات معمر القذافي، وهم يواصلون تقدمهم غربا.
ومع ساعات الفجر الأولى استعاد الثوار الليبيون مدينة اجدابيا التي كانوا فقدوها الأسبوع الماضي، وفرت القوات التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي منها نحو الغرب على الطريق الساحلية.
وكان القصف الجوي لقوات التحالف استهدف عصر الجمعة الماضية مواقع قوات القذافي في اجدابيا التي تشكل محور طرق شرق البلاد، فاغتنم المتمردون هذا الدعم لشن هجوم مضاد ودخلوا المدينة التي تبعد 160 كلم جنوب بنغازي معقل المعارضة.
وبذلك تصبح اجدابيا أول مدينة يستعيدها الثوار منذ بداية هجوم الائتلاف الدولي في 19 مارس.
واستعاد الثوار عصر أول أمس السبت السيطرة على مدينة البريقة النفطية، وأكدت صحافية ترافقهم أنهم باتوا موجودين في وسط المدينة الواقعة على بعد 80 كلم غرب اجدابيا.
وقال احد الثوار عبد السلام المعداني في اتصال هاتفي مع فرانس برس «نحن في وسط البريقة بعد انسحاب قوات القذافي منها».
بدوره، أكد رمضان البرقي احد سكان المدينة السيطرة على البريقة، وقال «الأمور لغاية 360 كلم من بنغازي كلها تحت السيطرة»، موضحا أن «الثوار وصلوا إلى مدخل راس لانوف».
ولاحقا، افادت الصحافية التي ترافق الثوار أن هؤلاء واصلوا تقدمهم غربا وسيطروا أيضا على منطقة البشر التي تبعد 30 كلم غرب البريقة، لافتة إلى أنهم وصلوا الى بوابة العقيلة حيث تستمر المواجهات وسمع إطلاق نار.
وكان المتمردون الليبيون اضطروا في 13 مارس إلى الانسحاب من البريقة اثر قصف كثيف من قوات القذافي، وأعلن التلفزيون الليبي يومها «تطهير» المدينة.
وروى احد سكان مدينة اجدابيا عمر باشي ان «المواجهات كانت الجمعة من دون انقطاع ثم توقف كل شيء في الساعة 23,30، وبعيد منتصف الليل رحل رجال القذافي» من المدينة.
وتابع «دخل الثوار اجدابيا بعد ذلك بقليل وقالوا لنا ان كل شيء قد انتهى، لقد وصلوا في الوقت المناسب لانه لم يبق لنا سوى الارز ناكله منذ عدة ايام».
وارتفع في المدينة التي سادها الهدوء، صوت منبهات سيارات الثوار الذين كانوا يرفعون أيديهم بإشارات النصر.
وصرح المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي شمس الدين عبد مولاه للصحافيين أن «قوات القذافي باتت في وضع دفاعي لأنها فقدت التغطية الجوية ودعم الأسلحة الثقيلة» بعد أسبوع من الهجمات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي.
وأفاد احمد خليفة وهو ناطق آخر باسم المعارضة أن تسعة مدنيين قتلوا وجرح تسعة آخرون في معارك اجدابيا.
وأفاد مصدر طبي أول أمس السبت العثور على 21 جثة لمقاتلين من قوات العقيد معمر القذافي في الصحراء قرب اجدابيا (شرق) اثر الهجمات الجوية التي شنها الائتلاف الدولي.
وأكد عبد مولاه أن هجمات الائتلاف «جهزت ميدان المعركة» للثوار متحدثا عن انشقاق ضباط وجنود من صفوف قوات العقيد القذافي منذ الخميس الأمر الذي لعب دورا حاسما في إسقاط اجدابيا.
وأضاف أن العسكريين نسقوا هجماتهم مع الائتلاف وشنوا هجمات بين الغارة الجوية والأخرى.
وتواصل قوات الائتلاف الضغط على مواقع أخرى من البلاد، فقصفت مساء الجمعة مدينة زليطن (160 كلم شرق العاصمة) ومنطقة الوطية (غرب) وموقعا عسكريا في تاجوراء في ضواحي طرابلس بحسب التلفزيون الليبي واحد الشهود.
وهناك مواقع عسكرية كثيرة في هذه الضاحية الشرقية للعاصمة التي تستهدفها يوميا غارات الائتلاف.

قوات القذافي رفضت الاستسلام  في اجدابيا
عرض الثوار الليبيون أكثر من مرة على القوات الموالية للعقيد معمر القذافي في اجدابيا إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم لكنهم رفضوا ما أدى إلى الهجوم عليهم كما صرح متحدث باسم الثوار السبت في بنغازي.
وقال العقيد احمد عمر باني في مؤتمر صحافي أن «قوات الثورة حاولت أكثر من مرة إقناعهم بإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم. بعضهم وافق على إلقاء السلاح لكنه رفض الاستسلام. وكان هذا شيئا لا يمكن قبوله».
وأضاف «لذلك تمت مهاجمتهم. أجبرناهم على التقهقر واستولينا على جزء من عتادهم».
وتحت وطأة القصف الجوي المكثف لقوات التحالف الدولي اضطرت قوات القذافي إلى الانسحاب من اجدابيا، المدينة الإستراتيجية التي تبعد 160 كلم جنوب بنغازي، ليل الجمعة السبت.
وعلى الطريق بين اجدابيا والبريقة، على بعد 80 كلم غربا، شاهد صحافيون في وكالة فرانس برس صباح السبت عشرات الدبابات والشاحنات والآليات العسكرية المدمرة بصواريخ جو ارض وقنابل.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أول أمس السبت أن القوات الجوية البريطانية شاركت الجمعة في عمليات قصف في ليبيا طاولت مواقع لقوات معمر القذافي في إطار عمليات التحالف الدولي.
وقالت وزارة الدفاع في بيان أن مقاتلة من طراز تورنايدو «شاركت في عملية إطلاق منسقة لصواريخ على وحدات تابعة للقوات العسكرية للعقيد القذافي».
وأضافت أن «المقاتلة أطلقت صواريخ بريمستون ودمرت ثلاث مدرعات في مصراتة ومدرعتين اخريين في اجدابيا».

المقاتلات  الفرنسية دمرت  خمس  طائرات  في ليبيا
دمرت المقاتلات الفرنسية أول أمس السبت في مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) خمس طائرات «على الأقل» من طراز غالب ومروحيتين قتاليتين من طراز ام آي 35 تابعة لقوات معمر القذافي، بحسب ما أعلنت هيئة أركان الجيش الفرنسي على موقعها الالكتروني.
من جهة أخرى،  كتبت صحيفة واشنطن بوست  أن التدخل العسكري في ليبيا سيكون اقل كلفة مما هو متوقع في الولايات المتحدة، متحدثة عن «مئات ملايين الدولارات» بالنسبة إلى الموازنة الأميركية.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن «التدمير السهل للدفاعات الجوية الليبية وكون الحلفاء مسؤولين عن قسم كبير من الهجمات الجوية ساهما على الأرجح في الحد من النفقات المتوقعة أصلا بحيث لن تتجاوز مئات ملايين الدولارات».
وأضافت أن «البنتاغون قد يكون قادرا على استيعاب هذه الكلفة من دون طلب إذن خاص» من الكونغرس.
وقبل بدء العمليات العسكرية في 19 مارس، قدر مركز التقويم الاستراتيجي والمالي في العاصمة الأميركية كلفة فرض منطقة الحظر الجوي بما بين 400 و800 مليون دولار مع كلفة أسبوعية لاحترام هذا الحظر تراوح بين ثلاثين ومائة مليون دولار.
لكن مسؤولا في المركز رجح للصحيفة أن تكون النفقات أدنى من هذه التقديرات.

سيناريو نقل السلطة إلى سيف الإسلام
قالت مصادر ليبية وعربية متطابقة إن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يسعى لإقناع قوات التحالف التي تشن منذ أكثر من أسبوع سلسلة من الغارات الجوية والهجمات الصاروخية ضد قواته العسكرية، بالقبول بمشروع يجري تداوله سرا بين مندوبين عن القذافي وعدة جهات غربية وأميركية، يقضي بتنازل القذافي عن السلطة لصالح نجله الثاني سيف الإسلام ومنحه مهلة زمنية لنقل السلطة سلميا.
وقال مسؤول ليبي على اطلاع بكواليس هذه الاتصالات لـصحيفة »الشرق الأوسط« التي أعدت التقرير حول الخطة، إن سيف الإسلام القذافي أجرى سلسلة من الاتصالات مع مسؤولين في الحكومتين الفرنسية والبريطانية بشكل غير معلن ليطرح فكرة تنازل والده عن السلطة وتوليه هو الحكم لفترة انتقالية من عامين إلى ثلاث سنوات، مقابل وقف القصف الجوي والصاروخي والجلوس إلى مائدة مفاوضات مع الثوار المناوئين لنظام حكم والده.
وكشف النقاب عن أن نجل القذافي يطرح ضرورة الحصول على ضمانات تؤكد عدم ملاحقة القذافي أو أسرته بشكل خاص قانونيا أو قضائيا، وعدم المساس بهم بأي شكل من الأشكال. وأشار إلى أن خطة سيف الإسلام تتضمن تهيئة فترة انتقالية لنقل الدولة الليبية من مرحلة الثورة الشعبية إلى الدولة الملتزمة بمعايير الديمقراطية الغربية واحترام الحريات العامة وتحرير الاقتصاد.

عمرو موسى والقذافي من جديد
قالت صحيفة «النهار الجديد» الجزائرية إن عمرو موسى، رد على اتهامات القذافي، المتعلقة أساسا بالحصول على رشوة، ومجاملته لأبناء رموز النظام البائد بتعيينهم في الجامعة العربية واستغلاله من قبل نظام مبارك بإطفاء الثورة، متهما بدوره القذافي بالتخطيط لاغتياله، تعقيبا على تصريح لهذا الأخير، يؤكد فيه أن موسي لن يصل لحكم مصر.
وحسب الصحيفة فقد كذّب عمرو موسى ادعاءات العقيد القذافي بإهدائه سيارة ثمنها 42 ألف يورو وأعطاه بعض الأموال، موضحا أن السيارة مهداة للجامعة، بسعرها 42 ألف يورو، مستظهرا الرخصة التي تؤكد أن السيارة مرخصة باسم الجامعة وليست باسمه، أما فيما يتعلق بمنحه أموالا، فقال إنه ‹›يتحدى القذافي أن يثبت أنني أخذت منه مليما واحدا، ثم إن القذافي ده راجل كحيان››، مشيرا إلى امتناعه عن دفع مساهمات ليبيا في الجامعة حتى القمة الماضية و››أخذنا الفلوس منه بخلع الضرس››.
وبخصوص اتهام نظام القذافي له على تلفزيون الجماهيرية بأنه خلال الأزمة اللبنانية بين سعد الحريري وحزب الله، أن الحريري كان يرسل له طائرته الخاصة ويدفع له عشرة آلاف دولار مقابل تدخله لحل الأزمة، قالت الصحيفة إن عمر موسى، أجاب: ‹›ده راجل حمار صحيح.. كان يقول إني أخذت مليون جنيه عشان تبقى محبوكة، نعم أنا ركبت طائرة الحريري الخاصة مرة واحدة، ولكن كثير من القادة والملوك العرب يرسلون لي طائراتهم الخاصة كأمين للجامعة لقضاء بعض المهام والعودة في نفس اليوم، وأؤكد أنني ركبت طائرات خاصة سعودية ولبنانية ومصرية ولو كنت ركبت طائرة الحريري مرة فقد ركبت طائرة القذافي عشر مرات، أما فيما يختص بالعشرة آلاف دولار فأنا زعلان لأن ده ثمن رخيص جدا لأن ثمني أغلى من كده ولأني مش رخيص للدرجة دي.. هذا بافتراض صحة ادعاءاته.. وإذا حسبناها فإن اليوم بتاعي أغلى من الذهب والماس››.

Top