القوات المسلحة الملكية تتعهد بإنجاز مختلف مشاريع التعاون المدرجة لسنة 2023

تم، أول أمس الأربعاء بالرباط، تسليط الضوء على إنجازات “مبادرة 5 + 5 دفاع” في إطار الرئاسة المغربية برسم سنة 2022، وذلك بمناسبة الاجتماع الـ35 للجنة التوجيهية للمبادرة.
وهكذا فقد أشاد الكولونيل لوك داريو، رئيس الوفد الفرنسي، خلال افتتاح أشغال هذا الاجتماع، المنعقد تنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يومي 23 و24 نونبر الجاري، بالجهود التي بذلها المغرب لفائدة مبادرة “5 + 5 دفاع”.
وأكد أن تنظيم حوالي 50 نشاطا، بحلول نهاية السنة الجارية، طبقا لمخطط العمل لـ2022، “يبرهن عن قوة المبادرة، واستدامتها، ومرونتها، وقابلية تكيفها، ومستوى الثقة والتفاهم السائد بين الدول الأعضاء”.
وفي معرض حديثه عن السياق الإقليمي “الموسوم بعدم اليقين”، اعتبر رئيس الوفد الفرنسي أن هذه المبادرة تتيح تعزيز الثقة والتضامن بفضل تقاسم التجارب.
ودعا، في هذا الصدد، إلى تعميق التعاون من أجل التصدي للتهديدات المشتركة، بما فيها الإرهاب، والجريمة المنظمة، والهجرة السرية، والتغيرات المناخية.
وأبرز الجنرال، إسماعيل مخلوف ميلاد، رئيس الوفد الليبي، من جهته، “النجاح المتواصل” للمغرب خلال ترؤسه لمبادرة 5 + 5 دفاع، معربا عن الارتياح لمشاركة بلاده في مختلف الأنشطة المبرمجة في هذا الإطار.
وبعد أن جدد التزام ليبيا بالتعاون في إطار هذه المبادرة لتحقيق أمن واستقرار ضفتي البحر الأبيض المتوسط، أكد المسؤول العسكري الليبي على ضرورة مواصلة العمل المشترك في مختلف المجالات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب.
ونوه رئيس الوفد الموريتاني، الكولونيل سيدي أحمد ولد الفريك، من جانبه، بالعمل الذي أنجزته المملكة المغربية لصالح هذه المبادرة وبالترتيبات التي وضعتها لاستكمال مخطط عمل السنة الجارية، رغم الإكراهات المرتبطة بالسياق الدولي الحالي المطبوع بالأزمات والتوترات.
واغتنم هذه الفرصة للإشادة بالجهود الحثيثة التي تبذلها الدول الأعضاء لكي تواصل مبادرة “5 + 5 دفاع” طريقها بكل دينامية واقتناع وحزم في أفق تحقق الأهداف المشتركة.
أما الجنرال دوبريغاد ألفونسو غارثيا باكيرو برادال، رئيس الوفد الإسباني، فأشاد برئاسة المغرب الدورية، مبرزا أن هذه المبادرة المبنية على الثقة المتبادلة بين الدول الأعضاء، تهدف في المحصلة إلى تقاسم التجارب بغية الإسهام في استقرار منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
وقال، في تصريح للصحافة، إن “الهدف يتمثل في تمكين مجتمعاتنا من تحقيق التنمية، وهي تنعم بالسلم والأمن، خاصة في ظرفية دولية تطبعها كثرة التحديات المرتبطة على الخصوص بالفقر والإرهاب والتغيرات المناخية”.
وأشاد رئيس الوفد الإسباني بروابط الصداقة التي تجمع بين المغرب وإسبانيا، مضيفا قوله “إننا نعيش في الوقت الراهن حالة عدم استقرار متنامية، وهو ما يفرض تقوية روابط الصداقة والتعاون هاته، لاسيما في إطار مبادرة 5 + 5 دفاع”.
وهنأت رئيسة الوفد البرتغالي، إليزابيث غوميز، من جهتها، المغرب بهذه المناسبة، على “رئاسته خلال سنة 2022، والتي وصفتها بأنها كانت “دينامية للغاية”.
وسجلت أن بلادها، التي ستتولى رئاسة المبادرة برسم سنة 2023، تعتزم، مواصلة جهود الحوار الصريح بين ضفتي المتوسط حول قضايا الأمن ذات الاهتمام المشترك.

وأكد الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، أن القوات المسلحة الملكية ستقدم الدعم اللازم من أجل إنجاز مختلف المشاريع المقترحة في إطار مبادرة “5 زائد 5 دفاع”.
وأبرز الجنرال دوكور دارمي، في كلمة تلاها نيابة عنه الجنرال دو بريغاد، محمد حيال، أن القوات المسلحة الملكية لن تدخر جهدا من أجل إنجاح الأنشطة المدرجة في مخططات العمل المعتمدة بشكل مشترك، بهدف تعزيز روح التعاون التي تقوم عليها المبادرة.
وأكد الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق أنه لا يمكننا المساهمة في استباق الرهانات الأمنية والمخاطر المحتملة العابرة للحدود في فضائنا الجغرافي، بشكل مشترك، إلا من خلال تضافر الجهود.
وقال إن انعقاد هذا الاجتماع، المنظم تنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يؤكد مجددا التشبث القوي للمملكة المغربية بروح هذه المبادرة وبمبادئها التأسيسية، وكذا التزامها الصادق بالمساهمة في جهود السلام والأمن في غرب البحر الأبيض المتوسط.
واغتنم الجنرال دوكور دارمي، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، هذه الفرصة للتنويه بجهود جميع الدول الأعضاء التي تساهم بشكل فعال في دينامية هذه المبادرة التي تشكل فضاء متميزا للحوار والثقة المتبادلة والتفكير وتقاسم التجارب في مجال الأمن والدفاع والتي تعزز التآزر بين القوات المسلحة في ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
وأشار إلى أن السياق الإقليمي يتسم بتهديدات وتحديات متعددة تؤثر على فضائنا وترتبط بشكل خاص بالإرهاب والهجرة السرية والجريمة السيبرانية والاتجار غير المشروع بجميع أنواعه والأوبئة وعدم الاستقرار في منطقة الساحل، مسجلا أن هذه التهديدات والتحديات تضاعفت بفعل تأثير التغيرات المناخية وتداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولا سيما على الصعيد الطاقي والغذائي.
وأوضح الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق أن هذا الوضع يحثنا على زيادة تنسيق عملنا من أجل استدامة مبادرة “5 زائد 5 دفاع”، من خلال توطيد روابط التعاون وتضافر الجهود بهدف تحقيق الأهداف المتوخاة. وبفضل العزم الذي يحذو أعضاءها ومن أجل التكيف مع تطور التحديات الأمنية، أبرز أن المبادرة انخرطت في مسلسل تطور مستمر وتدريجي من خلال زيادة عدد أنشطتها، وتوسيع التعاون ليشمل مجالات جديدة، مثل الدفاع السيبراني والقوات الخاصة والطائرات بدون طيار وتنويع المشاريع المعتمدة.
وبخصوص مخطط العمل 2022، الذي تم اعتماده خلال الاجتماع السابع عشر لوزراء الدفاع، المنعقد في 16 دجنبر 2021، سلط الجنرال دوكور دارمي، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، الضوء على أنشطة المملكة المغربية، مسجلا أنها نفذت وفق الجدول الزمني المقرر. وفي ما يتعلق بمخطط العمل لسنة 2023، أبرز الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق أن القوات المسلحة الملكية تعتزم، طبقا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وعلى غرار مساهمتها في مخطط العمل لسنة 2022، تنظيم سبعة أنشطة للتعاون، من بينها تدريب للبحث والإنقاذ ، ووحدتان للتكوين، فضلا عن ثلاث ندوات واجتماع لمجموعة التنسيق البحري.
وأكد أن هذه المساهمة تعكس التزام المغرب لصالح هذه المبادرة، وكذا تشبثه بأهدافها، باعتبارها ركيزة أساسية للتعاون بين القوات المسلحة لبلداننا.

Related posts

Top