الملك في الداخلة

في خضم كل التفاعلات الدولية ذات الصلة بقضية وحدتنا الترابية التي جرت في الأيام الأخيرة، تربع حدث تواجد جلالة الملك بمدينة الداخلة في الصدارة، ولفت انتباه الكل.
ليس توقيت الزيارة الملكية أو سياقها هو ما يميزها، وإنما معناها ودلالات الموضوع وتفاصيله كلها…

الملك في الداخلة وسط شعبه.
الملك في الداخلة برفقة أسرته…
الأسرة الملكية في الأسواق، وسط الناس وفي لحظة الاستمتاع بالعطلة…
هي حياة عادية ونمط سلوك يتجسد في جنوب المملكة كما في شمالها أو شرقها أو غربها…
ليس أبلغ من قضاء عطلة والاستمتاع بحميميتها وانطلاقتها للتأكيد على وحدة الأرض واستقرار المكان وعدم قابليته لأي تقسيم.
عندما اختلطت الألوان مؤخرا في بعض المحافل الدولية، ولما ارتبكت الرؤى، اختار جلالة الملك أن يكون هو في… الداخلة، وأن يترك الإشارة تبعث رسائلها للجميع…
وعندما يتحرك بعض الواهمين لفبركة الصور عبر مواقع العالم الافتراضي عن توتر متخيل في الداخلة أو في غيرها من مناطق الصحراء المغربية، يصر جلالة الملك على أن تكون الصورة واقعية جدا، ومن قلب الداخلة، وبرفقة أفراد أسرته الكريمة، ووسط أهل الداخلة وسكان حاضرتها، ليبلغ للعالم أن حبل الكذب قصير، وأن الثابت هو الاستقرار والوحدة، وأيضا الثقة والاطمئنان.
في السياق ذاته، فان زيارة الملك إلى الداخلة، في الدلالة والظرفية وفي باقي التفاصيل المحيطة بها، هي لا تختلف عن زيارات جلالته لباقي جهات المملكة، كما أنها تكرس الحرص الملكي على تحفيز النهوض التنموي لمختلف مناطق البلاد، وأيضا الاهتمام بالأوضاع الاجتماعية لشعبنا بمختلف الأقاليم والعمالات، أي أن الداخلة هي مثلها مثل الدار البيضاء أو مراكش أو طنجة أو تطوان أو وجدة…
زيارة الملك إلى الداخلة إذن هي لتأكيد وحدة الأرض والأفق والمشاعر، وعند ارتباطها مثلا هذه الأيام بتحرك جلالة الملك تجاه المنتظم الدولي للتذكير بثوابت المملكة في الدفاع عن وحدتها الترابية، ثم قبل ذلك بالمشاريع الكبرى(الجهوية، النموذج التنموي الجديد…)، وبالأوراش الاقتصادية والاستثمارية والتنموية التي يجري هذه الأيام تفعيلها في المنطقة، فهي تصير عنوانا دالا عن منظومة متكاملة تتجاوز البعد السياسي الديبلوماسي، لتمثل جوابا مغربيا عن مختلف المؤامرات والدسائس التي يقترفها الخصوم ضد وحدة البلاد واستقرارها.
في الداخلة مارس جلالة الملك أيضا مهامه الرسمية، حيث استقبل الوزير الايفواري، وبعث رسالة التهنئة للرئيس الجزائري، وبمسجد السلام أدى جلالته صلاة الجمعة، كما أفادت مصادر محلية أن الملك  تجول في شوارع الداخلة، وعاش عطلته الربيعية مع أسرته، تماما كما تفعل أي أسرة مغربية أخرى، وبالذات هذه هي الصورة المجسدة اليوم لدلالة تواجد الملك في الداخلة.

 

Top