النداء التقدمي من أجل الدار البيضاء

الصرخة / النداء التي أطلقها التنظيم الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بالدار البيضاء حول واقع ومستقبل العاصمة الاقتصادية تستحق الانتباه والاهتمام من لدن مختلف الجهات المسؤولة عن شأننا العمومي، وأيضا من لدن الفاعلين على مختلف الواجهات.
أولا، لأن الأمر يتعلق بمدينة الدار البيضاء، باعتبارها الواجهة التنموية والحداثية للمملكة. وثانيا، لأن الصرخة التقدمية تشدد على مسؤولية الطبقة السياسية نفسها، وذلك من خلال الدعوة إلى «إعادة إحياء تجربة التنسيق والعمل السياسي المشترك وتوسيعه على أساس أرضية نضالية يتم التوافق حولها»، فضلا على ضرورة السعي، بموازاة مع ذلك، إلى بناء ائتلاف مدني واسع يضم أكثر ما يمكن من الفعاليات المجتمعية والمهنية والحقوقية والاقتصادية والثقافية والفنية…
الفكرة هنا، أن الدار البيضاء اليوم بحاجة إلى مناضلين فعلا، أي إلى تجميع واسع لكل الطاقات المناضلة والغيورة على مستقبلها، وتوحيد عملها ومبادراتها من أجل «نقاش واسع حول مخطط إنقاذ يمكن من القيام بخطوات ملموسة وحقيقية، على طريق تصحيح الوضع في مدينة عانت، لسنوات طوال، من سوء التدبير، ومن الفساد والتلاعب بمصالح السكان».
لم يعد محتملا إذن انتظار حلول المواسم الانتخابية لكي تتحرك جهات متعددة، بما في ذلك الشناقة ولوبيات الفساد والريع والنهب، ويصير الجميع مرتديا قناع الإصلاح كأن «أولاد عبد الواحد كلهم واحد»، وتقوم الجذبة، وفور ظهور النتائج، تعود الرتابة لتبسط هيمنتها على المكان، وتواصل أوضاع الدار البيضاء ترديها وتعقدها، ولكن المطلوب اليوم هو إحداث القطيعة، وذلك من خلال بناء تكتل سياسي ومدني وشعبي واسع وقوي، يقوم على أرضية مشتركة تكون قادرة على تعبئة المواطنات والمواطنين حولها، وتعزيز التحرك السياسي والإعلامي والمدني وأيضا الانتخابي للنهوض بالبيضاء كفضاء عيش مشترك، وكقاطرة تنموية للمغرب الحديث.
إننا عندما نراقب اليوم السلوك السياسي والتدبيري لمنتخبي الدار البيضاء، في مجالس المقاطعات ومجلس المدينة، الذي أعقب خطاب جلالة الملك، نكتشف أن حليمة لم تغير كثيرا من عاداتها القديمة، ولازال البيضاويون يعانون يوميا في الطرقات والشوارع وداخل أحيائهم، وعلى صعيد مختلف المرافق الاجتماعية بالمدينة، كما تتواصل ذات الصراعات بين المنتخبين، وتجري تصفية الحسابات بينهم…
لقد عانت المدينة جراء سوء التدبير وانعدام الكفاءة لدى أغلب منتخبيها، ولكن عندما بدأت تخرج للنور بعض المشاريع التنموية الكبرى التي تحظى بمتابعة جلالة الملك، وعندما بدأت تنبعث بعض القرارات من هنا وهناك عقب التغيير الإداري على رأس العاصمة الاقتصادية، بدا أن الدار البيضاء تعاني أيضا من الفساد والنهب، وبالتالي فمن المستحيل اليوم أن يصنع المفسدون الذين نهبوها التغيير، أو يساهمون في التأسيس لانطلاقتها المتجددة، ومن ثم من مسؤولية القوى السياسية الجدية إذن التفكير اليوم بعقلية مختلفة بلا حسابات صغيرة، والانكباب على وضع مرتكزات تعبئة كبرى من أجل إنقاذ المدينة.
التقدم والاشتراكية يدق اليوم، كما فعل من قبل، جرس الإنذار لينبه إلى خطورة ما تعانيه الدار البيضاء وساكنتها، ويطالب بتفعيل دينامية سياسية ومدنية وشعبية مختلفة لمواجهة الفساد والمفسدين.
[email protected]

Top