بعد جواب المجلس الدستوري

بإصدار المجلس الدستوري لحكمه في الطعن الذي كان قد رفعه إليه فريق البام ضد تشكيل فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب، وهو القرار الذي نبرزه في مكان آخر من هذه الصفحة، يكون من حق حزب التقدم الاشتراكية اليوم أن يعود ليدقق النظر في وجوه كل من اشتركوا في حملة التشنيع ضد الحزب والضغط عليه، سواء أثناء الانتخابات التشريعية أو في الأسابيع التي أعقبتها، أو أثناء انتخاب هياكل مجلس النواب…
ما موقفكم الآن؟
لقد قلنا منذ البداية بأن الأمر لم يكن حرصا على تنزيل مقتضيات الدستور، ولم يكن غيرة على القانون، ولا دفاعا عن تخليق الحياة السياسية، وشرحنا للكل بأن الأمر يندرج ضمن حملة منظمة يقوم بها أصحاب الجرار تستهدف الحزب المتشبث بقراره المستقل، لكن مع ذلك وجد هؤلاء داخل البرلمان وفي بعض صحفنا المستقلة وهما وعسفا من يسخن لهم الطعارج عن جهل، وهم اليوم مطالبون بدهيا بنقد ذاتي، أو على الأقل بالاعتذار عن جهلهم.
وفي السياق، كنا قبل ذلك قد شرحنا هنا، وفي أكثر من مكان، بأن العتبة ليست مقدسة، وأوردنا أمثلة من برلمانات أوروبا وأمريكا ومن السند والهند، وشددنا على أن الهدف هو تقوية المقاربة الإدماجية في حياتنا السياسية وفي منظومتنا المؤسساتية، وإبعاد التفكير الاقصائي، وهي قناعة دافعنا عنها لما طرح للنقاش موضوع القوانين الانتخابية، وخلال الإعداد للدستور الجديد، وأثناء مناقشة النظام الداخلي الجديد لمجلس النواب، ونصر عليها أيضا بالنسبة لعتبة تشكيل المجموعات النيابية، وهذا يبين أن الأمر يرتبط بقناعات مبدئية، وبنظر استراتيجي لتطورنا السياسي، ولا علاقة له بالحسابات الذاتية الحزبية التي لا ترتفع عن الأنوف.
من اللازم اليوم أن تعيد مقررات المجلس الدستوري العقل إلى العقل، ويقتنع الفرقاء كلهم أن مسؤوليتهم تكمن أساسا في الاهتمام بجوهر القضايا المطروحة على حياتنا السياسية والتنموية، بدل التيه في جذبات الصراخ والعنتريات التي قد تنجح أحيانا في حجز صور الصفحات الأولى، لكنها حتما لا تصمد أمام «المعقول».
بالنسبة لفريق التقدم الديمقراطي، وبالرغم من كل الهجمات والضربات والضجيج الذي أحاط به، فقد نجح، بشهادة الكثيرين، في إبراز أداء طافح بالجدية والرزانة والالتزام، وهو أداء يقوده نواب شباب إلى جانب رفيقات ورفاق لهم راكموا تجارب سياسية وانتخابية تسند بالخبرة عمل الفريق ككل، وأغلب أعضاء الفريق يعرفهم المغاربة من خلال هويتهم الحزبية التقدمية، ومن خلال مساراتهم الحزبية والجمعوية، وربما ما تعرضوا له من ضغوط واستفزازات من لدن بعض الذين رمت بهم تزكيات آخر ساعة إلى داخل القبة، لم يزدهم إلا صلابة وضوء والتزاما.
والآن؟
هل سنرى عملا جديا في برلماننا الجديد؟

[email protected]

Top