جرائم بصيغة المؤنث

ارتبطت الجريمة عموما بالرجل، والدليل على ذلك، أن أغلب السجون مكتظة بهم، فيما ظلت نسبة النساء المجرمات ضئيلة جدا مقارنة مع الرجال. لكن الملاحظ، أنه في العقدين الأخيرين، بدأ الحديث عن الجريمة بصيغة المؤنث يعرف تصاعدا، وهذا مرده، إلى كون الجرائم التي كانت مقصورة على الرجال، أضحت مشتركة وبدأت تعرف تورط النساء بدورهم، حيث تزايدت جرائمهن في مجال السرقة وتهريب المخدرات والدعارة والقوادة وقتل أزواجهن بل أبنائهن أيضا. وقد بيّنت بعض الدراسات أن المرأة في المغرب والجزائر وتونس مسؤولة عن نحو 6 في المائة من الجرائم مقارنة بالجرائم التي يرتكبها الرجل. وهذا ما جعل العديد من النساء خلف القضبان.
وهكذا لم يعد السجن خاصا بالرجال، كما كان في الماضي، بل أصبحت المرأة تتقاسمه مع الرجل ، إذ بلغ مجموع الساكنة السجنية بالمغرب خلال سنة 2019 ، 86 384 سجينا ضمنها 2,34 في المائة نساء، حسب تقرير المندوبية العامة للسجون لسنة 2019، ولتقريب القارئ من الجرائم المقترفة بصيغة المؤنث، سنكشف في هذه الحلقات عن مجموعة من النساء المجرمات اللواتي اشتهرن بجرائمهن، سواء داخل المغرب أو خارجه.

< إعداد: حسن عربي

الحلقة الرابعة

ثلاث جرائم “بطلاتها” نساء وضحاياها رجال
نقف اليوم، بمصر، للحديث عن جرائم مروعة، المتهمة الرئيسية فيها هي المرأة، فيما الضحية هو الرجل بل زوجها بالتحديد. التفاصيل

1- زوجة تتفق
مع عشيقها على قتل زوجها بقنبلة

بدأت تفاصيل الواقعة، عندما تلقى قسم شرطة حلوان، بلاغا يفيد بانفجار قنبلة داخل سيارة وإصابة شخص، أمام جامعة حلوان بمصر، وبالانتقال والفحص، تبين أن الانفجار وقع داخل سيارة ضابط شرطة برتبة مقدم  بإدارة شرطة النقل والمواصلات، بمحيط جامعة حلوان، كما تبين أن الانفجار نجم عن قنبلة بارود، ما أسفر عن إصابته بإصابات طفيفة.
وكشفت تحريات المباحث، أن الزوجة وراء الواقعة بالاتفاق مع آخرين بوضع قنبلة داخل سيارته، بسبب خلافات عائلية مع زوجها، وألقي رجال المباحث القبض على المتورطين في وضع قنبلة، واعترفوا أن الزوجة هي من خططت للجريمة، واتفقت معهم بسبب خلافات زوجية مع المجني عليه، وزعمت أن إرهابيا وضع قنبلة داخل السيارة.
2- ربة بيت تتفق مع عشيقها على قتل زوجها

حررت ربة منزل محضرا بتغيب زوجها في بداية عام 2016  في ظروف غامضة، وتم البحث عنه، وأغلقت القضية ضد مجهول، وبعد مرور عام ونصف حصلت الزوجة “أنسام.ج.أ”، 27 سنة ربة منزل مُقيمة في منطقة المطرية بدولة مصر، على حكم بالطلاق من زوجها، بحيثية تغيبه منذ الفترة ذاتها، وتزوجت من شخص آخر، وهو ما أثار شكوك والد زوجها، فتقدم ببلاغ للتحقيق في وفاة نجله والاعتماد على روايات الجيران، التى أكدت نشوب خلافات مستمرة بين الزوجة وزوجها السابق، أيضا تردد العشيق “الزوج الثاني” عليها أثناء غياب زوجها السابق في عمله، أثار الشكوك من جديد.
بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة، كشفت التحريات والتحقيقات عن اتفاق بين الزوجة وعشيقها، قبل زواجهما، على قتل زوجها الأول ودفنه في صحراء القطامية، لإخفاء معالم الجريمة، وتوصلت قوات الأمن لمكان الجثة، لكنهم لم يجدوا منها سوى العظام وحذاء وجورب وقميص.
وقالت الزوجة فى محضر الشرطة، إنها كانت على علاقة بالمشتبه فيه الثاني “محمد.ك”، 32 سنة عاطل ومُقيم بمنطقة الوايلي، قبل عام من قتل الزوج الأول، مضيفة أنها نظرا لوجود خلافات مستمرة بينها وبين الضحية، واعتياده التعدي عليها بالضرب، وارتباطها بالمتهم الثاني، اتفقا على قتله من خلال استدراجه بزعم شراء سيارة للعمل عليها، واصطحابه لمنطقة نائية والتخلص منه.
واعترف المتهم بتفاصيل الجريمة، وأرشد الشرطة إلى مكان الجثة بالمنطقة الصحراوية المتاخمة للطريق الدائري، دائرة قسم شرطة القطامية، وعُثر على رفاته، بقايا عظام آدمية، وبعض متعلقاته، حذاء، جورب، قميص.
وعقب ذلك أصدر قاضي المعارضات قرارا بحبسهما لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد المقترنة بالسرقة.
3- ربة منزل تقتل
زوجها وتتهم ثوار
“ثورة يناير”

حاولت ربة منزل الهروب من قتل زوجها، فاستغلت الأحداث، التي وقعت عقب ثورة 25 يناير وقتلت زوجها بمساعدة عشيقها، ليخلوا لهما الجو للزواج، وادعت أن زوجها قتل بالرصاص أثناء مروره من أحداث وسط القاهرة بالقرب من ميدان عبد المنعم رياض.
وكشفت مباحث الجيزة غموض مقتل محاسب بأحد البنوك الشهيرة الذي نقلته زوجته إلى مستشفى معهد ناصر، وزعمت أنه أصيب بطلق ناري أثناء مروره أمام ماسبيرو، إلا أن شقيقه شك فى أمرها عندما وجد دماء على السرير في شقتها، وتبين أن الزوجة اتفقت مع عشيقها الذي يعمل لديها فى” كافية” أن يقتلا زوجها  ونقل الجثة داخل  سيارة ملاكي من مسرح الجريمة بمنطقة بولاق الدكرور إلى منطقة الساحل.

Related posts

Top