حسبان ..” Basta “

تتواصل أزمة فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، وتعددت أوجهها، بل كبرت مساحاتها لتمتد لفئات واسعة، لم تكن منخرطة أو طرفا، وسط مستنقع أزمة عمر طويلا، وعصف بالرجاء العالمي ضمن متاهات ودروب مظلمة، لا يمكن الخروج منها بأقل الخسائر.
تطور الأزمة وصل إلى حدود المواجهة المفتوحة، واستعمال كل الوسائل الممكنة، حتى تلك المحرمة أخلاقيا وحتى إنسانيا، إلا أن الغريب هو الوصول كل الفرقاء إلى ما يشبه الإجماع، على ضرورة تنحية الرئيس الحالي سعيد حسبان عن المنصب، وفتح المجال أمام من يريد الترشح لتحمل مسؤولية فريق منهار على جميع المستويات .
وكالعادة، فقد تم استعمال الجمهور من خلال تعدد الوقفات المطالبة بالرحيل الجماعي للمسؤولين الحاليين وعلى رأسهم حسبان، بل تم استعمال حتى اللاعبين الذين دخلوا في إضراب عن خوض الحصص التدريبية، وهو خطأ قد تكون له انعكاسات مستقبلية، عندما يجد أي رئيس نفسه مستقبلا، مجبرا على تحمل رغبات ونزوات فئة من الجمهور واللاعبين معا…
فالجمهور مهمته الأساسية تشجيع الفريق، ومن حقه أن يحتج، لكن بطرق حضارية، لا تتجاوز فضاء ملعب المباراة، نفس الشيء بالنسبة للاعبين بصفتهم إجراء، لهم حقوق وعليهم واجبات، ورفض خوض الحصص التدريبية يعتبر خطأ مهنيا يحاسبون عليه، دون نسيان تأثير ذلك على مردوديتهم داخل الملعب، مع يترتب عن ذلك من إساءة لصورة النادي أمام الرأي العام الرياضي.
الحل الذي توصل إليه مختلف الفرقاء حاليا داخل الرجاء هو ضرورة رحيل سعيد حسبان، وإذا كان هذا هو الحال، فلما لا يقبل حسبان بالتضحية من أجل مصلحة الخضراء.
قد تكون تضحية بشخص لم يحسب عليه أن أساء للفريق مقبولة، رغم أنه تحمل المسؤولية في ظروف صعبة، وواجه حروبا بلا هوادة من طرف أناس يدعون حبهم الرجاء، وهم في الحقيقة فئة قليلة لا يحبون سوى مصالحهم الخاص، حتى ولو كان ذلك على حساب المصالح العليا لنادي يروق لجمهوره تسميته بـ “النادي العالمي “.
ففي أقل من سنة ونصف، استطاع حسبان أن يقود الفريق إلى نوع من الاستقرار، لكنه هش، هش بفعل الضربات الموجعة التي تلقاها الفريق في عهده، الهدف منها إجباره على ترك الجمل بما حمل، إلا انه صمد في ظروف صعبة، ورغم ذلك حقق الفريق تحت قيادته، نتائج تبقى مقبولة في ظروف الظروف التي نعرفها جميعا .
حقق الموسم الماضي المرتبة الثالثة بمنافسات البطولة، ومجموعة من المعطيات، تؤكد أن الرجاء كان بإمكانها الفوز باللقب، لولا عمليات التخريب التي مورست من الداخل مع سبق الإصرار والترصد، للحيلولة دون تحقيق لقب يقوي من حظوظ حسبان في البقاء، نعرف كذلك كيف حورب المدرب بنشيخة ليفضل الانسحاب مبكرا، وكيف حورب المدرب الإسباني غاريدو، لكنه فضل الصمود.
وبالرغم من قلة الإمكانيات، تم جلب لاعبين مجربين من بينهم شاكير وياجور، وقام بمعسكرات تدريبية استعدادا للموسم، ويحتل بعد عشر دورات من البطولة مرتبة متقدمة، كما فاز بكاس العرش، ويقدم مقابلات جيدة تشذ عشاق الأداء الجميل .
وإذا الحل بالنسبة الرجاء هو رحيل حسبان، فليرحل بصفة مستعجلة، قصد تسهيل إيجاد الحلول، وتسريع وثيرة الصلح بين كل الأطراف، فالرجاء لا يمكن أن تكون قوية إلا بعائلتها الموحدة دون تفرقة ولا إقصاء، وهذه هي الرجاء التي عرفناها، وكل رجاوي صادق مطالب بالعمل في هذا الاتجاه…
ففي عز الأزمة يظهر المعن الأصيل، وإذا من الضروري التضحية بحسبان من أجل مصلحة الرجاء، فلما لا…، لان مصحلة الرجاء فوق كل الاعتبار، شريطة أن تكون هذه الاستقالة مفتاحا لعودة الهدوء للعائلة الرجاوية…

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top