خطوة جزائرية بليدة

الخطوة الغبية الجديدة التي أقدمت عليها السلطات الجزائرية عندما منعت وفدا أمنيا مغربيا من المشاركة في أشغال «المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب»


التي جرت في العاصمة الجزائرية، كشفت مرة أخرى على حجم الجنون الذي يميز النظام العسكري في البلد الجار.
لقد جوبه القرار الجزائري بانتقادات واسعة على الصعيد العالمي، كما أدانته الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا اللتان ترأسان بشكل مشترك المنتدى المذكور، واعتبرتا أن هذا القرار يتعارض مع روح ومبادئ هذه الهيئة والمتمثلة في الانفتاح والاندماج، كما قامت الأمانة العامة للمنتدى بسحب دعمها المالي والإداري لتنظيم أشغال الاجتماع في العاصمة الجزائرية…
وعندما نطالع كل هذه الردود الدولية والانتقادات التي وجهت للسلوك الجزائري، ونربطها بالوضع المرتبك لأجهزة النظام هناك، نخلص إلى أن سلطات الجار الشرقي للمملكة اختارت فعلا ضرب مصالح بلادها، وبالتالي ممارسة اللعبة الانتحارية مثل سائر المجانين.
إن منع وفد مغربي من ولوج التراب الجزائري لحضور مؤتمر دولي ليس فيه ما يسيء للمملكة، أو ينقص من أهمية دورها في المنطقة، ولكن هو قرار أخرق يضرب مصداقية البلد المنظم ويسيء إلى التزاماته تجاه المجتمع الدولي، وبالتالي يجعله طرفا يفتقر إلى الحد الأدنى من الجدية.
لقد أصر النظام الجزائري منذ سنوات على إقصاء الرباط من كل تنسيق إقليمي ودولي يروم مواجهة مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة، وسعى ليبرز لوحده على هذا الصعيد، ولكن مناوراته كلها باءت بالفشل، ولم ينجح في استمالة المنتظم الدولي لفائدة أطروحته، ومن ثم، فإن الخطوة الأخيرة ليست سوى رعونة جديدة لا تختلف عن سابقاتها.
من جهة ثانية، لقد جرب النظام الجزائري مناورات مختلفة ضد المملكة بدءً من استهداف وحدتها الترابية طبعا، ثم إغراق المدن الشرقية بالأقراص المهلوسة وغيرها، ومؤخرا بإبعاد لاجئين سوريين فارين من جحيم النظام الديكتاتوري ببلادهم نحو مدن المغرب، وكل هذا لم يمس المغرب في شيء، وإنما فضح طبيعة النظام العسكري العقيم في البلد الجار، وهو صار اليوم يمثل خطرا حقيقيا على أمن المنطقة برمتها وعلى استقرارها، كما أنه لا يبالي لا بمصلحة الشعب الجزائري، ولا بصورة بلاده ومصداقيتها أمام العالم.
منع وفد مغربي من المشاركة في منتدى دولي انعقد بالجزائر لن يغير من مواقف المملكة المناهضة للإرهاب والمصرة على مواجهته بتعاون مع بلدان المنطقة ومع المجتمع الدولي، كما أن ذلك لن يؤثر على تنامي حضور المملكة على صعيد إفريقيا وفي العالم، وفي نفس الوقت فمثل هذه الخطوات الهوجاء التي يرتكبها النظام الجزائري لن تضلل العالم، ولن تلهي الشعب الجزائري الذي يعرف الحقائق، ولن تغطي عن الجرائم المرتكبة هذه الأيام من لدن البوليساريو وعناصر الجيش الجزائري في مخيمات تيندوف
المغرب ثابت على مواقفه، وعلى نظام البلد الجار أن يقر بالحقيقة ويعالج نفسه من… الجنون.

Mahtat5gmail.com

Top