سبع عيون: مشروع بالملايين عصف به سوء التدبير

من مظاهر سوء التدبير، والتبذير غير المبرر للمال العام بمدينة سبع عيون، مشروع كلف عشرات الملايين بغية إيواء المهنيين والصناع في منطقة خاصة بهم تفاديا لعدد من المشاكل المرتبطة بانتشارهم العشوائي في كل أرجاء المدينة. لكن النتيجة أن الميزانية صرفت على مقاول يتفنن في التربص بمثل هذه المشاريع ولا تتردد البلدية في تجديد الثقة به رغم كل شيء في ارتباط مفضوح، ولا مشاكل السكان مع الصناع والمهنيين حلت، فالمحلات بنيت جدرانها وتركت لعابري السبيل منذ ما يقارب الأربع سنوات، أي منذ سنة  2006 (الصورة)، واندثر المشروع ليتعرض للنسيان وتبقى دار لقمان على حالها في انتظار فرصة تمرير مبلغ آخر قصد تحويله إلى ممتلكات خاصة.

وعن المشروع فهو يضم ثمانية عشر محلا، لكنه برمج بجانب تجزئة سكنية وملتصق بمقر سكنى باشا المدينة وبمدرسة ابتدائية، وهو ما يظهر عيبا آخر في التخطيط، بحيث لو كتب النجاح للمشروع فسوف يخلق متاعب أخرى للسكان وسيصبح غيابه خير من وجوده.

هذا ما تتفنن فيه عبقريات المجلس المحترم، لكن إذا ظهر السبب، بطل العجب، والسبب بكل بساطة هو أن الجشع أعمى بصائرهم وصاروا لا يتقنون شيئا غير تبذير مال العام دون تحقيق أي مصلحة تذكر. فهل تحقق لجنة الافتحاص التي حلت بالبلدية بداية الشهر الجاري، أم أنها ستغمض أعينها كسابقاتها وتتآمر علينا كما يفعل المجلس  البئيس؟

Top