‎دعوة إلى إدماج الموروث الثقافي الحساني في المقررات التعليمية

الملتقى الثاني  لمنتدى الألفية الثالثة
دعا المشاركون في الجلسة الختامية للملتقى الثاني  لمنتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة، مساء الجمعة الماضي بالداخلة، إلى إدماج  الموروث الثقافي الحساني في المقررات التعليمية باعتباره جزء لا يتجزأ من الرأسمال  الثقافي المغربي.
وأكدوا خلال الجلسة الختامية لهذا الملتقى الشبابي، المنظم تحت الرعاية السامية  لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة  200 شابة وشاب من جميع جهات المملكة  وثلة من الباحثين والخبراء المتخصصين في قضايا التنمية، على ضرورة مأسسة الموروث  الثقافي الحساني من خلال إحداث مؤسسة وطنية تعنى بهذا التراث وتعمل على إشعاعه  وتطويره وتوثيقه وتدوينه.
كما دعا المشاركون في هذا الملتقى، الذي نظمه منتدى الشباب المغربي للألفية  الثالثة وجمعية الأبحاث والدراسات للتنمية بشراكة مع وكالة التنمية بالأقاليم  الجنوبية والجمعية الدولية الفرنكوفونية للذكاء الاقتصادي، إلى تبني تشريعات  لحماية هذا الموروث الثقافي الحساني.
وشددوا على تثمين الرأسمال المحلي لما له من انعكاسات إيجابية على التنمية  باعتبار الطابع الخصوصي الذي تتميز به الأقاليم الجنوبية، مؤكدين على نهج سياسة  إعلامية تروج للصورة الحقيقية للثقافة الحسانية بمختلف مكوناتها وتأخذ بعين  الاعتبار خصوصيات المنطقة. وأشاروا إلى أن هذا الملتقى، المنظم تحت شعار “تنمية الأقاليم الجنوبية: الموقع  الحالي والدور المستقبلي  للرأسمال غير المادي”، في إطار انطلاق أشغال الجامعة  المفتوحة للداخلة، يسعى إلى مساءلة خلفيات وأسس وأبعاد الرأسمال اللامادي، والوقوف  عند رهاناته وأدواره  الفعلية في إنتاج الثروة في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وقد شكلت الجامعة المفتوحة للداخلة ، فضاء جديدا وواسعا للحوار البناء بين مختلف  الشباب، وكذلك فضاء للتعبير المسؤول والتفاعل الإيجابي مع الأوراش الكبرى التي  أطلقها جلالة الملك والتي تهدف إلى المشاركة في إيجاد حلول جماعية وخلاقة للقضايا  التنموية الكبرى للبلاد، والانخراط الجماعي في مجهود التنمية والمساهمة بشكل  إيجابي في النقاش العمومي. وقد مكنت تعبئة الذكاء الجماعي للشباب من إبراز شروط الوعي الشبابي بالتحديات التي  يفترضها هذا الفهم الجديد لقياس الثروة، وطرق الانخراط في فضاءات العمل المدني  والعمومي للمساهمة الفعلية في المجهودات التنموية الكفيلة بتحسين الحياة في  الحاضر، وابتكار وإنتاج أشكال جديدة تمتلك ما يلزم من شروط الاستمرار والاستدامة  حتى يتسنى للأجيال القادمة الاستفادة منها و تجاوزها في الآن نفسه. وعرف برنامج هذا الملتقى الشبابي، المنظم بدعم من وزارة التعليم العالي والبحث  العلمي وتكوين الأطر، وولاية وادي الذهب الكويرة والمجلس البلدي لمدينة الداخلة،  تنظيم محاضرات حول مواضيع..”الرأسمال اللامادي، تساؤلات وتمظهرات”، و”تطبيق منهجية  الذكاء الاقتصادي في مجال الرأسمال غير المادي، حالة الرأسمال الثقافي  والاجتماعي”، و”مكانة الرأسمال غير المادي في النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم  الجنوبية”.
‎ كما نظم خلال هذا الملتقى، الذي حضره على الخصوص وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ورئيس الجمعية الدولية  الفرنكوفونية للذكاء الاقتصادي، ورئيس جمعية الدراسات والأبحاث للتنمية، موائد  مستديرة من تنشيط الشباب حول مواضيع “رهانات تنمية الرأسمال الثقافي” و”الرأسمال  البشري وإمكانات تطويره” و”التراث اللامادي والثقافة الحسانية” و”مواقع وأدوار  المرأة في تنمية الأقاليم الجنوبية”.

Top