ذكرى 11 يناير

تحل يومه السبت الذكرى السبعون لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، وهي من أبرز المحطات المفصلية في مسار النضال الوطني التحرري لشعبنا، وفي المقاومة التي خاضها شعبنا والحركة الوطنية من أجل الحرية والاستقلال.
تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 1944 بقي في ذاكرة ووعي المغاربة كدلالة على مرحلة تاريخية حاسمة عاشتها في ذلك الوقت الحركة الوطنية، وخاضت غمارها إلى أن تم الانعتاق من الاستعمار، ومن ثم احتفظ الحدث بمعنى الجرأة والشجاعة والمقاومة، واستمر يقدم الدروس الى اليوم.
ذكرى 11 يناير 1944، تحفظ إلى اليوم إذن قيمتها التاريخية ومحوريتها في المسار العام لمقاومة شعبنا ضد الاستعمار، وهي تستحق من أجل ذلك الاحتفاء والتخليد، لكنها أيضا لا تخلو من دروس ودلالات هي حاضرة إلى اليوم كمهام وطنية وأوراش لابد من الاستمرار في العمل من أجل انجاحها وكسب رهاناتها.
لقد جسدت وثيقة 11 يناير تطلع الشعب المغربي إلى الاستقلال، لكن أيضا لاستكمال الوحدة الترابية للبلاد، وبناء الديمقراطية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إطار وطن حر مستقل وموحد، وهي الرهانات الوطنية التي يواصل المغرب خوضها إلى اليوم ضمن شروط عامة وتاريخية متجددة.
في العام السبعين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال يحضر إذن رهان صيانة الوحدة الترابية للمملكة كمهمة وطنية يصر عليها كامل الشعب المغربي، ويتطلع إلى تحقيقها في إطار اجماع وطني واسع حول عدالة الحقوق الوطنية للمغرب.
وفي العام السبعين أيضا يواصل المغرب خوض مسلسل تمتين البناء الديمقراطي، وإنجاح الاصلاحات السياسية والمؤسساتية والديمقراطية والحقوقية، وذلك بما يعزز تميز النموذج المغربي قياسا لما يجري في بلدان الجوار، وبما يحفظ الاستقرار العام في المجتمع.
وفي العام السبعين ثالثا تستمر الحاجة إلى تقوية السير بغاية تحقيق الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، التي من شأنها تفعيل التنمية وتوفير شروط العيش الكريم لشعبنا وتحقيق التقدم والعدالة الاجتماعية والمساواة، وهي الأهداف الوطنية التي كانت دائما مقترنة بالنضال الوطني من أجل الاستقلال، أي أنها كانت مجسدة في عمق مضمون وثيقة المطالبة بالاستقلال القائم على الربط بين الاستقلال والديمقراطية والتنمية.
إن الاحتفال اليوم بذكرى 11 يناير 1944 هو استحضار للدلالة التاريخية للحدث أولا، واحتفاء بصناعه وبالحركة الوطنية وبالنضال التحرري لشعبنا من أجل الحرية، ولكنه أيضا هو استلهام للدروس وللمغزى، وتذكير باستمرار حاجة بلادنا إلى ترسيخ الشعور الوطني من أجل إنجاح مسلسلات البناء الديمقراطي والتنموي، وكسب تحديات الوحدة الترابية والاستقرار والتقدم والحداثة.
[email protected]

Top