موسكو تدعم نصرها في سوريا بحزام إقليمي

 تعمل روسيا على تثبيت النتائج التي أفضى إليها انتصار حلب، وتفردها بالحل في سوريا، من خلال البحث عن حزام إقليمي داعم لحوار سوري-سوري وفق مقاسات ما بعد حلب.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أول أمس في بيان لها أنها تجري اتصالات مع السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات بهدف “وقف القتال في سوريا وإنعاش العملية السياسية للتوصل إلى حل للنزاع”.
وأشار البيان إلى أن “العمل مستمر في إطار العملية السياسية–الدبلوماسية لإطلاق الحوار السوري-السوري الشامل، من دون شروط مسبقة”.
واعتبر متابعون للشأن السوري أن القيادة الروسية تريد أن تستثمر ما تحقق في حلب لبناء حالة سياسية جديدة تفضي إلى حل سوري يراعي التغييرات الميدانية، ويتماشى مع رؤية موسكو للحل، والتي تقوم على الحوار بين ممثلي النظام السوري وفصائل المعارضة المعتدلة التي تنأى بنفسها بشكل واضح عن المجموعات المتشددة.
وقال المتابعون إن توسيع دائرة المعنيين بإنجاح الحل في سوريا لتشمل دولا بعضها لا يخفي دعمه لفصائل معينة من المعارضة السورية مثل السعودية وقطر، خطوة ذكية لأنها تجعل الحل في سوريا يحوز على دعم إقليمي أوسع، ولا يقتصر على مساندة تركيا وإيران.
وسبق لروسيا أن فتحت قنوات اتصال مع دول الخليج في السنتين الأخيرتين حول الملف السوري. وأنتج هذا التواصل تقاربا واضحا خاصة لجهة التأكيد على أن الأولوية ستكون لمواجهة التيارات المتشددة، والحفاظ على وحدة سوريا وعدم تفكيك مؤسسات الدولة، مع خلاف وحيد يتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وسيسهل إشراك دول إقليمية في ضبط معالم الحل في سوريا، العمل على إقناع الفصائل المقربة منها بالاشتراك في سياق الحل الروسي، خاصة أن موسكو صارت هي الجهة الوحيدة الماسكة بمختلف مفاتيحه.
وستجد المعارضة، التي ترفض الدخول في الحوار قبل تنحي الأسد، نفسها مجبرة على اللحاق بالتحرك الروسي إن كانت راغبة في أن يكون لها دور في صناعة مستقبل سوريا.
وقالت أوساط مقربة من قياديين معارضين مقيمين في تركيا إن فصائل المعارضة المقربة من أنقرة بدأت تستعد للتأقلم مع الوضع الجديد، خاصة أن حسابات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الملف السوري صارت كلها مرتبطة بروسيا ورؤيتها للحل، ومن ثمة لا خيار أمام الفصائل سوى الانتظام وفق هذه الرؤية.
ويعتقد مراقبون سوريون أن تطويع مختلف الأطراف للقبول بالرؤية الروسية لن يقف على المعارضة المقربة من أنقرة أو الدوحة أو الرياض، وأن الأمر سيشمل ضغوطا على إيران والأسد لتقديم التنازلات الكافية التي تعبد الطريق إلى حل شامل.
وأشار المراقبون إلى أن إشادة الإيرانيين بنجاحات حزب الله اللبناني في سوريا منذ أيام كان الهدف منها الرد على مطالب روسية بأن يلتزم الحزب بمقاسات التسوية، وألا يعطل الاتفاقات التي يتم الإعلان عنها روسيا.

Related posts

Top