تأجيل ملف” الأم المتهمة بمحاولة قتل أبنائها الثلاثة” أمام جنايات البيضاء

مرة أخرى، لم تتمكن غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف، أول أمس الاثنين، من مناقشة الملف رقم (2020/2610/28) المتعلق ب ” الأم المتهمة بمحاولة قتل أطفالها الثلاثة”، والمتابعة في حالة اعتقال من أجل محاولة القتل العمد.
والسبب هو تشبت دفاعها بمحاكمتها حضوريا، عوض محاكمتها عن بعد، لأن ذلك من شأنه أن يقلل في نظره من فرصة تخفيف العقوبة عليها، مما جعله يلتمس من هيئة المحكمة، تأجيل الملف إلى حين توفر الشروط المواتية، لاستقدام موكلته من السجن، وهو الملتمس، الذي استجابت له المحكمة، وقررت تأجيل الملف إلى يوم 23 نونبر الجاري.
وعلاقة بالموضوع، قالت المحامية مريم جمال الإدريسي، عضو هيئة دفاع المتهمة، إن المحاكمة العادلة تقتضي حضور المتهم ومثوله أمام القاضي، وهو ما لا يتسنى بإجراء محاكمة عن بعد، خصوصا في القضايا الجنائية.
وأضافت في تصريح لبعض وسائل الإعلام، أن المتهمة تعيش وضعا نفسيا صعبا، يستوجب خضوعها للخبرة القضائية، وبالتالي فإن إجراء محاكمة لها عن بعد لا يمكن أن يساهم في تكوين قناعة القاضي.
وتعود وقائع هذا الملف، إلى يوم 13أكتوبر 2019، مماين أقدمت المتهمة على رمي أطفالها الثلاثة، من سطح بيتها بحي أناسي بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء، في وقت كان فيه زوجها الذي يعمل بائعا للفواكه، خارج المنزل.
وخضع طفلان يبلغان من العمر 6 و8 سنوات، ورضيع، مباشرة بعد هذا الحادث، لعدة علاجات بمستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي، حيث أصيبوا بكسور ورضوض على مستوى الجمجمة وعدة أطراف، قبل أن تستقر حالتهم الصحية، بعد شهور من العلاج.
وكانت المتهمة، قد كشفت أثناء الاستماع إليها من طرف المحكمة، أن علاقتها مع زوجها، طوال 10 سنوات، كانت متوترة، إذ حاول مرارا الاعتداء عليها بواسطة الضرب، مما دفعها إلى طلب الطلاق منه أكثر من مرة، مشيرة في نفس الوقت إلى أن والدته بدورها كانت تعاملها بشكل سيئ.
وأضافت في تصريحاتها، أن المشاكل، التي كانت تنشب بينها وبين زوجها، طوال سنوات، تتعلق أساسا بكون زوجها لا يعطيها مصروفا كافيا لتغطية الحاجيات اليومية من أكل وملبس أبنائها، ناهيك عن معاملته القاسية لها.
وعن سؤال لرئيس الهيئة القضائية، حول الأسباب، التي دفعتها إلى رمي أطفالها الثلاثة، أجابت، بكونها لا تتذكر شيئا عن موضوع رمي أطفالها، واكتفت بذرف الدموع.
هذا، وكانت المحكمة قد أجرت بحثا اجتماعيا حول المتهمة ربيعة، فاتضح لها أنها عاشت طفولة مفككة، وهذا ما أكدته المعنية بالأمر نفسها، إذ أشارت، وهي تجيب عن أسئلة القاضي، إلى أن والدتها تخلت عنها، وعاشت في كنف جدها، وعمتها، فضلا عن أنها لم تستطع متابعة دراستها.
وأشارت ربيعة، أيضا، أنها حاولت الانتحار، ودخلت في حالة اكتئاب أمام الضغط النفسي، الذي كانت تعيشه رفقة زوجها، ولفتت الانتباه إلى أنها كانت مخطوبة إلى أحد أقربائها، الذي توفي قبل أن تتزوج بأب أطفالها الثلاثة، الذي تنازل عن متابعتها أمام القضاء.

  < حسن عربي

Related posts

Top