تغيير المدربين إشكالية مطروحة داخل الرجاء منذ التأسيس

انفصل المكتب المديري لفريق الرجاء البيضاوي مرغما عن مدربه البلجيكي مارك فيلموتس بعد تجربة لم تتجاوز في عمرها 91 يوما، مدة كافية كشفت فيها فعاليات الرجاء خطأ الاختيار وبعد البلجيكي عن هوية الفريق الأخضر.

ففي المباريات العشرة التي قاد فيها الفريق حقق 4 انتصارات ومثلها تعادلات وهزيمتين وكان الخسارة القاسية في لقاء كأس السوبر الإفريقي بالدوحة حيث أضاع الرجاء اللقب بسوء تدبير المدرب “العالمي” للمواجهة أمام نادي الأهلي المصري.

  واختارت إدارة الرجاء تصحيح الأخطاء بالرجوع إلى المدرب رشيد الطاوسي وضمه بترخيص من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والتعاقد معه لمدة سنة ونصف.

وقد سبق للطاوسي أن أشرف على تدريب الرجاء في الفترة بين 5 نونبر 2015 و 9 غشت 2016 (248 يوما)، بعدما راهن الرئيس السابق محمد بودريقة على التعاقد معه آنذاك خلفا للهولندي رود كرول مباشرة بعد خروج  من منافسات كأس العرش في دور سدس العشر بهزيمة في الإياب أمام فريق الفتح بنتيجة 2-0 (4 نونبر 2015) .

وعند بداية الموسم الموالي تعامل الطاوسي مع سعيد حسبان رئيسا، لكن تم الانفصال بين الطرفين بعد حوالي شهرين مباشرة بعد التجمع التدريبي الذي أقامه الفريق في إفران.

وتابع الجميع كيف كانت نهاية تلك الرحلة، وكيف أغلق حسبان الباب في وجه الطاوسي، وكيف اتهمه بارتكاب أخطاء في تجمع إفران، وبدوره الطاوسي ومساعداه عزيز الخياطي وطارق الجرموني حولوا ملفهم إلى غرفة النزاعات.

ويعود الطاوسي إلى الرجاء في ظروف مغايرة، وهو ثالث مدرب يشتغل مع المكتب المديري برئاسة أنيس محفوظ، ويراهن الرجاويون على تحسين المردود الفني وتحقيق الأفضل، ولا خيار غير التنافس في الصدارة.

وأمام اللا-استقرار الذي تشهده الإدارة الفنية في الرجاء حيث في العقد الأخير (من 2012 إلى 2022) تعاقب على الفريق ستة رؤساء (بودريقة وحسبان وأوزال والزيات والأندلسي ومحفوظ) و12مدربا.

 ويبدو أن إشكالية تغيير المدربين في الرجاء مطروحة باستمرار، وعلى امتداد التاريخ منذ تأسيس الفريق سنة 1949 إلى 2022، إذ أشرف على تأطير النادي 54 مدربا ضمنهم 19 مغربي فقط.

من الحاج عبد القادر جلال الذي جمع التركيبة الأولى في ملعب الحويط – الجريد (مقر إدارة الدرك في 2 مارس بالدار البيضاء )، ثم قاسم قاسمي الذي قاد الفريق في منافسات السد إلى تحقيق الصعود إلى القسم الوطني الأول  1954.

والتحق محمد بلحسن العفاني “الأب جيكو” بالفريق الأخضر بعد هذه الفترة ودربه لمدة عشر سنوات وضع فيها الأسس في التنقيب والتكوين وكذا هوية النادي وأسلوب اللعب الفرجوي بفضل كفاءته وثقافته وحضوره الوازن، لكن -وللأسف- لم يحرز الرجاء ألقابا آنذاك.

وقراءة في الألقاب الـ32 في خزانة الرجاء، ثلاثة مدربين مغاربة فقط فازوا بألقاب، محمد التيباري قاد الفريق للفوز بكأس العرش سنة 1974 وهو أول لقب للفريق، وامحمد فاخر الذي قاد الفريق للفوز بأربعة ألقاب محلية (كأس العرش 1996 و2012 والبطولة الوطنية في موسمي 2010-2011 و2012-2013) وجمال السلامي الذي توج مع الفريق بلقب البطولة الوطنية 2020.

الألقاب الأخرى كان وراءها مدربون أجانب من مدارس مختلفة، حيث الأرجنتيني الراحل أوسكار فيلوني المدرب الأكثر تتويجا مع الرجاء بخمسة ألقاب.

محمد أبو سهل

Related posts

Top