نظم مهنيو النقل، أمس الاثنين، إضرابا وطنيا، احتجاجا على الارتفاع المتزايد في أسعار المحروقات، وعجز الحكومة عن تسقيفها بعد عملية التحرير الكلي.
وأكد منير بنعزوز، الكاتب العام للنقابة الوطنية لمهنيي النقل الطرقي (CDT)، أن جل المشتغلين في القطاع انخرطوا في الإضراب الوطني، الذي سيمتد إلى غاية يوم غد الأربعاء، مع إمكانية تمديده، في إطار البرنامج التصعيدي للنقابات.
وأوضح منير بنعزوز، في تصريح لجريدة بيان اليوم، أن الهيئات النقابية لم تتلق أي اتصال من الحكومة، منذ الاجتماع الأخير خلال الأسبوع الماضي، مع وزير النقل واللوجستيك محمد عبد الجليل الذي لم يقدم أي حلول عملية لوقف نزيف الأسعار الملتهبة للمحروقات.
وذكر بنعزوز أن النقابات حانقة من تغاضي الحكومة عن هذا الملف الذي يؤثر بشكل مباشر على أثمنة المواد الغذائية الأساسية التي ارتفعت أيضا، محملا الحكومة مسؤولية تدهور الوضع المعيشي للمغاربة الذين يكتوون بنار الأسعار.
وتطالب الهيئات النقابية، بحسب منير بنعزوز، بضرورة إيجاد حل للزيادات في الأسعار الصاروخية للمحروقات، مشددا على ضرورة تسقيفها، أو تقليص أرباح الشركات، معتبرا اقتراح “الدعم” غير منصف لجميع المهنيين، خصوصا الذين لا يمتلكون شركات منظمة.
وذكر بنعزوز أن النقابات انتظرت ما ستؤول إليه مخرجات المجلس الحكومي ليوم الخميس الماضي، ومدى التفاعل الإيجابي مع مطالب المهنيين، بيد أنها لم تحرك ساكنا بشأن تهديدات النقابات بفرملة عجلات عرباتهم، بل إنها لم تكلف نفسها عناء التواصل لتوضيح خطتها وتصورها لإصلاح قطاع المحروقات.
وذكر أن المهنيين متشبثين بقرار الإضراب لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد، مشيرا إلى أن جميع المكاتب النقابية بالأقاليم والجهات، انخرطت في هذه الخطوة، التي لن تكون احتجاجية فقط، بل ستبقى مفتوحة إلى حين تحقيق الملف المطلبي، الذي على رأسه الأسعار الفاحشة للمحروقات.
وأوضح بلاغ صحافي مشترك لتنسيقية نقابات قطاع النقل الطرقي بالمغرب (الكونفدرالية الديمقراطية للشغل- الاتحاد العام للشغالين بالمغرب- الاتحاد المغربي للشغل- الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب- الفيدرالية الديمقراطية للشغل)، أن خطوة الإضراب أملتها الأزمة الخانقة التي يعرفها القطاع بمختلف أصنافه، وذلك في “ظل تجاهل السلطات الحكومية للدعوات الموجهة إليها من أجل الجلوس لطاولة الحوار ومعالجة المشاكل التي يتخبط فيها المهنيون”.
وأكدت النقابات، في بيانها الذي توصلت جريدة بيان اليوم بنسخة منه، أن الارتفاع “المهول لأسعار المحروقات”، أثر بشكل مباشر على التوازنات المالية للمهنيين، مما أدى بالعديد منهم لإشهار إفلاسهم.
ودعت النقابات كافة المهنيين إلى المشاركة المكثفة والقوية في هذه المحطة النضالية، ورص الصفوف في مواجهة المحاولات الرامية إلى زرع التفرقة بين المهنيين إلى حين تحقيق المطالب العادلة والمشروعة”.
يوسف الخيدر
تصوير: أحمد عقيل مكاو