«جمعة الكرامة» بسوريا ردا على أحداث درعا

الأسد يحاول امتصاص غضب الشارع السوري عبر رفع أجور موظفي القطاع العام
في أعقاب تصدي السلطات السورية بعنف للمحتجين المطالبين بإصلاحات ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى واعتقال المئات، تزايد غضب الشارع السوري، وقد وردت دعوات للخروج في مظاهرات حاشدة في مختلف المدن السورية في يوم «جمعة الكرامة»، كما ذكرت وكالة «رويترز».
هذا ونددت الولايات المتحدة أول أمس الخميس ب»القمع الوحشي» للتظاهرات في سوريا ومقتل مدنيين وتوقيفات جديدة للمدافعين عن حقوق الإنسان. وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد أول أمس الخميس أمرا يقضي بإخلاء سبيل جميع الموقوفين على خلفية الأحداث التي جرت في درعا مؤخرا.
وذكر التلفزيون السوري في شريط إخباري عاجل انه «تم إخلاء سبيل جميع الموقوفين بالأحداث الأخيرة (التي جرت في درعا) بتوجيه من الرئيس السوري (السوري بشار) الأسد».
في وقت قالت الولايات المتحدة الخميس إنها تريد من سوريا التحرك باتجاه تنفيذ التعهدات التي أطلقتها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بدراسة احتمال رفع حالة الطوارئ وإعداد قانون للأحزاب في سوريا.
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين عقب الإعلان السوري عن الإصلاحات، أن «الكلمات تظل كلمات. ونحن بالتأكيد نبحث عن أفعال».
وأضاف «نحن كنا وما زلنا نشعر بالقلق الشديد من العنف ومقتل المدنيين خاصة في مدينة درعا، بأيدي قوات الأمن.. وسنرى ما سيحدث على الأرض». وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الخميس عقب مؤتمر عبر الهاتف مع نظرائه الأميركي والفرنسي والبريطاني أن الحلف الأطلسي سيتولى قيادة العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف في ليبيا.
وقال الوزير إن «التحالف الذي تشكل بعد اجتماع في باريس سيسلم مهامه بالسرعة الممكنة على العملية بأكملها إلى الحلف الأطلسي»، طبقا لما أوردته وكالة الأناضول للأنباء. وقال للصحافيين في أنقرة انه «تمت تلبية مطالب ومعالجة مخاوف تركيا».
وكانت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ذكرت أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر مرسوما تشريعيا يقضي بزيادة الأجور والرواتب والمعاشات. وأفادت الوكالة أن الأسد أصدر مرسوما تشريعيا ب»زيادة الرواتب والأجور الشهرية المقطوعة بمبلغ وقدره 1500 ليرة سورية (30 دولارا) للراتب المقطوع».
وإضافة إلى هذه الزيادة قرر المرسوم زيادة بنسبة 30 بالمئة للرواتب والأجور دون 10 آلاف ليرة سورية (200 دولار) وزيادة قدرها 20 بالمئة من الراتب أو الأجر الشهري البالغ 10 ألاف ليرة سورية فما فوق. كما اصدر الأسد مرسوما بمنح أصحاب المعاشات التقاعدية من العسكريين والمدنيين 1500 ليرة سورية إضافة إلى زيادة بنسبة 25 بالمئة.
واصدر الرئيس السوري أيضا مرسوما تشريعيا يقضي بتعديل معدل الضريبة على الرواتب والأجور ورفع الحد الأدنى المعفى من الضريبة من الدخل الصافي إلى 10 آلاف ليرة سورية. وأكدت مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد في مؤتمر صحافي اليوم انه لا توجد خلافات بين الحكومة والشعب في سوريا. وقالت بثينة شعبان إن الإعلام يضخم الأحداث في سوريا. وقالت إن أحداث درعا تستهدف وحدة واستقرار سوريا.
ونقلت شعبان تعازي الرئيس السوري في قتلى درعا. وقالت شعبان إن الأسد « لا يهون عليه إراقة قطرة الدماء «من الشعب السوري». وقالت إن قرارات قيادة الشعب هي توفير أفضل الخدمات للسوريين، ومنها زيادة رواتب العاملين في الدولة وتوفير الموارد اللازمة لزيادة فرص العمل للعاطلين عن العمل.
وأكدت مستشارة الرئيس السوري الخميس أن سوريا تنوي إعداد مشروع لقانون الأحزاب في سوريا وتقديمه للحوار السياسي والجماهيري ودراسة إنهاء العمل بقانون الطوارئ «بالسرعة الكلية». ووجهت شعبان «التهنئة» إلى الأكراد في سوريا في عيد النيروز. ودعت بريطانيا الحكومة السورية الخميس إلى السماح بالتظاهر السلمي وسط تقارير من نشطاء بان أكثر من مئة من المتظاهرين المعارضين للنظام السوري قتلوا بنيران الشرطة في مدينة درعا.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمام مجلس العموم «ندعو الحكومة السورية إلى احترام حق شعبهم في التظاهر السلمي واتخاذ إجراءات لمعالجة تظلماتهم المشروعة». وأضاف «نحن كذلك ندعو جميع الأطراف بما فيها قوات الأمن السورية، إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال التظاهرات التي تمت الدعوة إليها غدا في سوريا».
وأكدت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان الخميس أن سوريا ستشهد «قرارات مهمة تلبي طموحات جماهيرها» وذلك بعد أسبوع من اندلاع موجة احتجاجات لا سابق لها في درعا جنوب البلاد. وقالت شعبان في لقاء مع الصحافيين «أن سوريا ستشهد قرار مهمة تلبي طموحات جماهيرنا»، مؤكدة أن «جماهيرنا ستكون مشاركة في القرار وصنع القرار ومشاركة في أي قرار يتخذ».

Top