الإبهار المغربي متواصل

… وتستمر أعراس كرة القدم المغربية، بالتأكيد على الحقبة الذهبية التي تمر منها، بعد سنوات عجاف أبعدتها طويلا عن دائرة الضوء قاريا ودوليا، وذلك عقب إحراز المنتخب المغربي مساء أول أمس الأحد لقب النسخة الخامسة لكأس أمم إفريقيا للمحليين “الشان”.
فبعد تتويج فريق الوداد البيضاوي بكأس عصبة الأبطال الإفريقية، بعد غياب دام 25 سنة كاملة، ثم جاء التأهيل التاريخي للمنتخب الوطني الأول لمونديال روسيا 2018، ليعلن للعالم أن عودة كرة القدم المغربية للواجهة، وراءها رجال وتخطيط وعقول تفكر، وبرامج تنفذ على نحو أمثل.
احتضن المغرب منافسات “الشان” بعد أن عجزت كينيا عن التنظيم، وأكد لإفريقيا أن المملكة يمكن أن يعتمد عليها، بفضل قوة تجربتها، وتجهيزاتها المتطورة، وأطرها المدربة على أعلى مستوى، والمستعدة على الدوام لركوب التحدي، دون أن ننسى أن هناك جمهورا رائعا وسخيا، يشجع بكل تلقائية وبدون حسابات خاصة.
وجاء الختام على نحو أكثر من رائع بتتويج منتخبنا المحلي بالكأس القارية، بعد مسيرة متوازنة وبدون تلقي أي هزيمة، سجل 16 هدفا في 6 مباريات، ولم تتلق مرماه سوى هدفين فقط، مع تتويج أيوب الكعبي هدافا للدورة برصيد 9 أهداف، وفوز في كل مباراة بجائزة أحسن لاعب في المقابلة.
إنها قمة الاستحقاق وشهادة ميلاد جديدة للكرة الوطنية التي تعيش مرحلة مهمة في تاريخها، مرحلة ناجحة ليس فقط على مستوى النتائج، ولكن بصفة أساسية على مستوى تحسين البنيات التحتية، وهيكلة الأندية وتكوين المدربين والأطر بمختلف التخصصات، والزيادة في الدعم المالي للفرق.
وليس هذا فقط، بل هناك نجاح على مستوى التمثيل القاري بالدخول القوي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف”، والتغيير الذي طالب به الأفارقة طويلا وعجزوا عن الوصول إلي تحقيقه، إلى أن جاء الاجتياح المغربي الذي أحدث انقلابا إيجابيا داخل منظومة كرة القدم الإفريقية، وحول “الكاف” من لوبي في يد حفنة من الانتفاعيين، إلى كيان فعال يضع نفسه في خدمة إفريقيا، وشبابها ومواهبها ونجومها.
بين هذا وذاك، ننتظر حدثين هامين يدخلان في سياق نفس الدينامية التي نعيشها هذه الأيام، أولها ترشيح المغرب لاحتضان مونديال سنة 2026، وكل الأمل أن ينصف هذه المرة الملف المغربي بعد تجارب مريرة في أربع مناسبات، لعبت فيها عوامل كثيرة دورها بما في ذلك الرشاوي والفساد الذي كان معشعشا في دواليب الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”.
بالإضافة إلى الترشح الخامس، ننتظر حضورا لافتا لـ “أسود الأطلس” في مونديالهم الخامس كذلك، والعناصر الوطنية تبدو في قمة الاستعداد لكتابة فصل جديد من فصول الإبهار المغربي، وهذه المرة بالأراضي الروسية حتى في وجود كبار القارة الأوروبية إسبانيا والبرتغال.
إنه التحدي المغربي في أبهى صوره، والذي يدفعنا لكي نواصل العمل، ونثق أكثر في كفاءة أطرنا الوطنية، لأنها تستحق كل التقدير والإعجاب والاحترام .. برافو …

محمد الروحلي

Related posts

Top