المؤتمر الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بالحي الحسني الدار البيضاء يجدد الثقة في مصطفى منظور ويؤكد التعبئة الجماعية من أجل إنجاح المؤتمر العاشر

في إطار التحضير الجاري للمؤتمر الوطني العاشر لحزب التقدم والاشتراكية، المزمع انعقاده في 11/12/13 ماي المقبل، ببوزنيقة، تجري على الصعيد الوطني إعادة تجديد الهياكل وانتخاب الهيئات والمكاتب الإقليمية الممثلة لحزب الكتاب بمجموع التراب الوطني.
هذه العملية التي انطلقت منذ نهاية مارس الماضي، وتستمر إلى أواخر أبريل الجاري، تأتي في إطار الدينامية التي أطلقها حزب “المعقول” من أجل تنظيم البيت الداخلي وانتخاب المؤسسات المشكلة للحزب في أفق الخروج من المؤتمر الوطني العاشر برؤيا موحدة بين مناضلات ومناضلي الحزب وتجميع القوى من أجل الدفاع عن القضايا الاجتماعية الأساسية والمواقف السياسية والأيديولوجية للحزب، بالإضافة إلى العمل على تنزيل خطة “تجذر” التي أطلقها الحزب السنة الماضية.
في هذا الإطار، عقد الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بالحي الحسني الدار البيضاء، مؤتمره الإقليمي، أول أمس الأحد، والذي جدد الثقة في الكاتب السابق للحزب بالفرع مصطفى منظور.
وعرف المؤتمر إلقاء مجموعة من الكلمات، كانت أرضية لمداخلة عبد الواحد سهيل، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية الذي أكد أن المؤتمر الوطني العاشر المزمع انعقاده في ماي المقبل يشكل لحظة تأمل وإلقاء نظرة فاحصة وثاقبة على حصيلة حزب التقدم والاشتراكية منذ المؤتمر التاسع إلى اليوم..
وأضاف عبد الواحد سهيل الذي كان يتحدث أمام حشد من مناضلات ومناضلي فرع حزب الكتاب بالحي الحسني بالدار البيضاء، أن المؤتمر الوطني يشكل، أيضا، فرصة للتداول في الشأن السياسي الوطني الذي اعتبره “يحتاج لتفكير عميق ورصين”، مشيرا إلى أن مهمة الحزب من خلال المؤتمر تكمن في تبسيط الفهم للمواطنات والمواطنين عبر تحليل دقيق وبسيط لمجريات الوضع السياسي الراهن من أجل مواصلة بناء المغرب الجديد المتجدد.
وأضاف سهيل، باسم الديوان السياسي لحزب المعقول أن انعقاد المؤتمر الوطني خلال شهر ماي المقبل، يأتي في ظروف استثنائية، يشهدها العالم، والعربي منه على الخصوص، مشيرا إلى التدخل العسكري الثلاثي الأخير للولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وبريطانيا، ضد نظام بشار الأسد بسوريا.
وهاجم سهيل، أيضا، الاحتلال الإسرائيلي، “الذي لازال متغطرسا في تعامله واعتدائه على الشعب الفلسطيني، لاسيما وأن ساكنة عزة تتعرض خلال هذه الأيام لهجمات مسلحة ومداهمات ليلية بشكل متكرر من طرف قوات الاحتلال”.
وشدد عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي الحي الحسني، الذي حضرته النائبة البرلمانية ثرية الصقلي، ومناضلات ومناضلو الحزب، على ضرورة الدفاع عن “القضايا الإنسانية العادلة التي تهم كل الشعوب، بما فيها المغربي، الذي يتطلع إلى العيش في ظروف إنسانية كريمة، حيث مراكز الصحة، والتعليم، وفرص شغل كافية، ومحيط بيئي نظيف..”، موضحا أن هذه الأمور “لن تتأتى إلا من خلال جو ديمقراطي حر وسليم”.
وأبرز المتحدث ذاته، أن المؤتمر الوطني لحزب الكتاب، سينعقد بنفس جديد، حاملا معه مشاريع وملفات كبيرة، كالدفاع عن الحريات، والمساواة بين الرجل والمرأة، وتقليص الفوارق بين المدن الغنية والفقيرة..
وزاد عبد الواحد سهيل في كلمته، أن الهدف من المؤتمر كذلك، هو “مناقشة الأوراق السياسية للحزب، علاوة على انتخاب هياكل جديدة، ستتكفل بتدبير شأن حزب المعقول”، مسجلا أن هذا الأخير، “تشهد هياكله في هذه اللحظات سجالات طويلة، ونقاشات ساخنة، ثم أيضا، انتقادات مختلفة تحمل تصورات جديدة يمكن اعتمادها في المستقبل، وهذا أمر صحي”.
ويتساءل الحزب، دائما وفق سهيل، في مؤتمره الوطني، عن “ما الذي نريده لوطننا ؟ ولجهاتنا ؟ وأقاليمنا ؟ ومدننا ؟..”، داعيا من مركزه “الفاعل السياسي بمختلف توجهاته إلى ضرورة الاستماع للمواطنين المغاربة الذين لهم حاجيات ومطالب اجتماعية بسيطة من قبيل؛ التعليم والصحة والشغل”.
وأشار عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، إلى أن هذا الأخير، يضع مصلحة الشعب على رأس أولوياته، عكس بعض الأحزاب التي تتخذ من الشعب مطية للوصول إلى مصالحها السياسية والاقتصادية، قائلا: “إن المغرب اليوم في حاجة إلى من يساهم في بناء مؤسساته بشكل ديمقراطي، خصوصا وأن البلاد تعيش خلال هذه الأيام على وقع تهديدات حقيقية من طرف أعداء الوحدة الترابية الذين يسعون إلى إشعار فتيل الحرب بالمنطقة”.
ودعا عبد الواحد سهيل، كل القوى الوطنية إلى التصدي للمناورات الخارجية، استنادا إلى تكوين وحدة وطنية والالتفاف على جبهة داخلية، قوامها التنمية الاقتصادية، والحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، “فنحن نريد حل مشكل الصحراء بشكل نهائي وسلمي، وأرضية هذا الحل موجودة في نظامنا السياسي الديمقراطي، ودستورنا المتقدم، وشعبنا القوي”.
ونبه سهيل، إلى أن المغرب لا زالت تنتظره معارك أخرى قوية، كالمطالبة بخروج المستعمر الإسباني من الجزر المغربية، ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، موضحا أن القوانين والأعراف الدولية، لم تعد تقبل بمثل هذه الممارسات اللاعقلانية.
وحث عضو الديوان السياسي لحزب الكتاب، عبد الواحد سهيل، في ختام مداخلته، على ضرورة الانكباب على مشاريع تنموية حقيقية، تستجيب لتطلعات المواطن المغربي، وتحل مشاكله الاجتماعية، والاقتصادية، والإدارية، والقانونية.
من جانبه، هنأ الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية، بحي الحسني بمدينة الدار البيضاء، مصطفى منظور، كل الكتاب الإقليميين الذين كلفوا بإدارة الحزب على المستوى المحلي، وتحملوا مسؤولياتهم كاملة في تنفيذ برنامج الحزب وتصوراته على المستوى المحلي والإقليمي.
واستعرض مصطفى منظور، خلال كلمته في المؤتمر الإقليمي، جملة من المشاكل التي تعترض المنتخب المحلي، انطلاقا من تجربة حزب التقدم والاشتراكية، بحي الحسيني، حيث الصراع على أشده بين باقي الأحزاب السياسية الأخرى، التي تدبر الشأن المحلي بالمنطقة، موضحا أن الأمر يحتاج إلى كثير من اليقظة والفطنة والذكاء، في السهر على شؤون ومصالح الساكنة.
ودعا المتحدث ذاته، إلى العمل من أجل المصلحة الوطنية، “لا سيما وأن البلاد تستهدف من طرف دعاة الفكر الانفصالي، الذين يتربصون بمصالح المغرب في المنطقة”، حاثا باقي المكونات السياسية على الاجتهاد أكثر في بناء علاقات دبلوماسية قوية مع المؤسسات السياسية لمختلف دول العالم، مستشهدا بحزب التقدم والاشتراكية الذي أثار انتباه الرأي العام خلال السنوات الأخيرة، بعدما اشتغل على هذه الواجهة بشكل جيد خدمة منه للوحدة الترابية.
ولم يخف مصطفى منظور الذي كان يتحدث بحسرة عن المشهد السياسي المحلي، تعرض حزب الكتاب لمضايقات ودسائس من طرف الخصوم السياسيين، متمنيا أن تنصف الاستحقاقات القادمة الحزب في المنطقة.
وقال الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية، بحي الحسني بالعاصمة الاقتصادية، “إن فرع الحزب يشتغل بجد واجتهاد رغم الامكانيات المحدودة، ولا يزل متشبثا بتطبيق مشروعه وتصوره السياسي على المستوى المحلي”، مطالبا باقي المكونات، “بالحوار من خلال فتح قنوات التواصل والتفاعل وإبداء الرأي بشكل ديمقراطي وشفاف من أجل خدمة الوطن والمواطن”.
وذكر مصطفى منظور، كل الحاضرين، الذين استجابوا لدعوة فرع حزب المعقول بالحي الحسني، أن حزب التقدم والاشتراكية وجد من أجل خدمة المواطن، والوقوف بجانبه، والدفاع عن قضاياه العادلة، خصوصا في صفوف الفقراء والمعوزين، الذين في حاجة إلى من يترافع عن قضاياهم، لا أن يتم استغلال بؤسهم لقضاء أغراض سياسية أو ما يصطلح عليه “بالريع السياسي”.
وختم منظور كلمته، بأن مدرسة علي يعته، ميزتها المصداقية، والإخلاص، والتفاني في العمل، والمعقول، وهو “السلاح الذي نحمله في وجه المشوشين والمضايقين لمشروعنا السياسي الذي يؤمن بمضمونه رفاق ورفيقات الحزب ويدافعون عنه بكل أريحية”.
من جهته، قال كاتب الفرع المحلي للشبيبة الاشتراكية، بحي الحسني، شعوب عزالدين، “إن حزب التقدم والاشتراكية يصل إلى محطة مؤتمره العاشر في مساره النضالي، وقد قطع خمسة وسبعين سنة داخل المنظومة السياسية المغربية، مر خلالها بمجموعة من المحطات التي كان له فيها دور فعال وتحليل واقعي لكل مرحلة، ابتداء من مرحلة مواجهة الاستعمار عبر بوابة الحركة الوطنية مرورا بمرحلة بناء الدولة الوطنية وانتهاء بالسعي نحو تحقيق الانتقال الديمقراطي”.
وزاد شعوب، أنه “واستمرارا على هذا النهج، يدخل حزب المعقول هذه المرحلة لأجل تدقيق مقاربته وتعميق تحليله للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المغربي، استنادا إلى ضبط مفاهيمه الأيديولوجية من خلال مشروع الأطروحة السياسية للمؤتمر العاشر التي قدمها تحت شعار نفس ديمقراطي جديد، وعبر تجديد هياكله التنظيمية وهو الشيء الذي نجتمع لأجله اللحظة، في المؤتمر الإقليمي للحزب بمنطقة الحي الحسني”.
وأضاف المتحدث ذاته، أن الشبيبة “ووعيا منها بأهمية العمل الذي تقوم به الهيئة الإقليمية بالمنطقة، انخرطت في مسلسل بناء الهياكل التنظيمية للحزب لا من باب تأثيث المشهد وإنما لتحمل كامل المسؤولية الملقاة على عاتقها باعتبارها منظمة موازية للحزب وقطب فعال وأساسي في المشروع المجتمعي الذي يسعى حزب التقدم والاشتراكية لأجرأته على أرض الواقع”.
وأكد شعوب عز الدين، في آخر كلمته، أن “الشبيبة الاشتراكية بالحي الحسني عملت خلال الفترة السابقة على تكوين قوة اقتراحية، وستعمل خلال الفترة القادمة على تحمل المسؤولية داخل باقي الهياكل الإقليمية والجهوية والوطنية، ما دام حزب التقدم والاشتراكية فاتحا أبوابه للطاقات الشابة”.
وفي نهاية أشغال المؤتمر الإقليمي الحي الحسني بالدار البيضاء، جدد فرع حزب التقدم والاشتراكية تأكيده على أن “الحزب وطني جماهيري أسس من الشعب وخدمة للشعب المغربي، بدء من انخراط مناضليه ضمن الحركة الوطنية لمقاومة الاستعمار، كما واصل مساهمته الفعالة في الحقل السياسي المغربي لترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية بعد الاستقلال”.
وشدد البيان، أيضا، على “أن حزب التقدم والاشتراكية أسس خدمة للطبقات الكادحة والمسحوقة ومنها يستمد مشروعيته”، مردفا أن “الفرع الإقليمي سيظل صوت الساكنة المحلية الذي يترافع من أجل إيصال مطالبها المشروعة والعمل على تسويتها في حدود المتاح بكل الوسائل القانونية”.
وختم المؤتمر الإقليمي بيانه بالتأكيد على “انخراط كل مناضلات ومناضلي الفرع في العمل اجاد من أجل إنجاح المؤتمر العاشر لحزب التقدم والاشتراكية المزمع تنظيمه خلال شهر ماي القادم”.

يوسف الخيدر

Related posts

Top