حوار مع الفنانة التشكيلية وئام احريبا.

تعتبر الفنانة التشكيلية الفطرية وئام احريبا من الأسماء الواعدة في عالم الفن التشكيلي المغربي ، تشتغل برؤية ومشروع فني واضح المعالم ودقيق التفاصيل ، تطور طريقة عملها من الحسن الى الأحسن دون ملل ولا تكرار على اعتبار قناعتها بالتجديد والتنوع . زرناها في محرابها الفني بمدينة الرباط مقر اقامتها ، فكان الحوار التالي :  

   >ماذا عن بدايتك الفنية ؟
< البداية كانت من مدينتي أسفي ، حيث فن الفخار والصناعة التقليدية ،اشتغلت على الفخار ، أزخرفه وأبدع فيه ، كنت أروضه وأجعله يطوع في يدي كلوحة تشكيلية جميلة ، تم انتقلت للاشتغال على الزجاج ، تم القماش ، تم البديع فالحرير … وحتى لا أنسى اشتغالي على الطرز على الثوب ،  و الراندة ، حيث كنت أبدع في الالوان وأوظفها في مستويات مختلفة فنيا وكان ذلك سنة 1998 , ولا أخفيك أن ابداعاتي الأولى كانت على الفخار ، وكنت أقوم بديكورات جميلة ورائعة على الفخار والتي لقيت استحسانا من قبل أقاربي ومعارفي وشجعوني على الاستمرار في هذا السياق الفني .
> ماذا بعد الفخار والطرز على الثوب ؟
< انتقلت بعد ذلك الى الرسم على القفطان ( على القماش) ، أصنع ديكورات على الورق تم أتبثها على القفطان لأطرزها ، حيث تعطي لوحة تشكيلية باهية وجميلة ، ومن تم انتقلت الى الاشتغال على الثوب وكانت البداية الحقيقية في دخولي عالم الفن التشكيلي الرحب الذي أحببته حد الجنون . كما أنني ممتنة لأصدقائي الذين شجعوني عندما لاحظوا رسوماتي على القفطان ، ومنحوني الثقة في ما أرسمه وفي نفسي وكانت البداية .
>كيف  صقلت موهبتك الفنية ؟
< أقر أنني عصامية وأعتمد على ذاتي في تطوير موهبتي وصقلها ، بحثت في البداية على أستاذ يلقنني مبادئ الفن التشكيلي وقواعده ، لكن لم أتجاوب معه واعتمدت على  نفسي ، وبدأت في البحث  في عوالم الفن التشكيلي ، لأستقر  على الفن الفطري .
> بداية علاقتك بالريشة ، الصباغة والألوان …؟
< بدأت هذه العلاقة مع أستاذ متخصص في الفن التشكيلي ، حيث هيأ لي لوحة وتركني أمام البياض والمساحة … وطلب مني أن أرسم ، فكان أن رسمت أبوابا ، وشخصيات بربرية ووجوه ورموز مغربية …. ومن تم كانت بداية علاقتي بالصباغة  واللون … وكانت تلك الخطوة التي رسمت مساري الفني الى اليوم ، وكانت تلك اللوحة ( الأولى ) التي أشارك بها  في احدى الملتقيات الفنية في المغرب.
> ما هي أقرب الالوان للفنانة وئام احريبا ؟
< أي ملاحظ للوحاتي سيكتشف أن اللون الازرق حاضر بقوة ويتخلل كل لوحاتي الفنية ، لأنه يرمز للأفق والأمل و الصفاء والتفاؤل … كما أن اللون الاخضر يزين كذلك لوحاتي ، حيث أحرص على توظيف الألوان بشكل دقيق له دلالاته الرمزية والفنية …
> ماذا عن التيمات والموضوعات التي تشتغلين عليها في لوحاتك ؟
< الموضوعات كثيرة ومتنوعة ، هناك الشخوص  في حركات دؤوبة ، اليد والعين ، كذلك الطيور خاصة الحمام ورمزية السلام والحب والتعايش  والأبواب ….هناك أيضا العرس المغربي ، الأفراح ، طرب الالة … كما تحضر الرموز بقوة رمزيتها الفنية والدلالية ….
>ما هي الأسماء الفنية التي أثرت فيك حد التحول ؟
< لدي أسلوبي الخاص وطريقة عملي الخاصة أيضا ، لكني لا أخفيك أنني تأثرت في البداية بالفنانة المقتدرة الراحلة الشعيبية طلال ، والركراكية بنحيلة وفاطمة لكبوري .
>كيف تبني الفنانة وئام لوحتها الفنية ؟
<عندما أكون وجها لوجه مع البياض والمساحات ، فكرة الموضوع لا تكون بتاتا حاضرة … بل عندي اللوحة تبنى لوحدها  في تناسق بين الألوان  والأفكار ، حيث يحدث في كثير من الأحيان أن ترغمني اللوحة على اقتفاء أثارها الفني ومسارها وأتبعها الى النهاية ، وهذا شيء جميل يروقني كثيرا ، والعكس كذلك يحدث أن تتوقف الافكار ويصعب اتباع مسار اللوحة ، فأتوقف عن الاشتغال وأترك اللوحة جانبا ، ويمكن العودة اليها ، وما أحرص عليه هو ضرورة وجود بصمتي في لوحاتي الفنية .
>بماذا تحلم الفنانة وئام ؟
<أحلم بأفق رحب يسع صراخي الفني ، ويحضن أفكاري المشاغبة وينير لي طريق الفن في أبهى صوره وجماليته .
-أحلم أن تكون لوحاتي اضافة ايجابية في عالم الفن التشكيلي المغربي الفطري .
– أحلم أن أنظم في الأفق معرضا فرديا استرجاعيا لأعمالي الفنية منذ البداية بمدينتي الجميلة والحالمة أسفي .

 حاورها : محمد معتصم

Related posts

Top