نبيل بنعبد الله يدعو إلى مقاربة مسؤولة ومتزنة في التعاطي مع ملف طلبة الطب والصيدلة

رغم تعصب وتعنت الحكومة، في تعاطيها مع الملف المطلبي، لطلبة كليات الطب والصيدلة، دعا محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، مختلف التعبيرات الطلابية إلى تبني مقاربة مسؤولة ومتزنة، على أن تساهم في بلورتها كل الأطراف المعنية بهذا الملف، مشيرا إلى أن هناك بعض الأبواب المفتوحة التي يتعين الدخول منها من أجل تجاوز الوضعية الحالية.

وأوضح نبيل بنعبد الله، في كلمة له خلال ندوة نظمها القطاع الطلابي لحزبه، حول موضوع “مستقبل التكوين الطبي في المغرب، على ضوء مستجدات ملف طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان”، على أن الهدف من هذه الدعوة، هو إنقاذ السنة الجامعية وإنقاذ المسار الدراسي لعموم الطلاب، لأن “أي انحراف سلبي لهذه السنة الدراسية، في اتجاه سنة بيضاء، فإن استدراك ذلك سيكون صعبا جدا إن لم يكن مستحيلا” يقول زعيم حزب الكتاب، الذي دعا في الوقت ذاته، حكومة عزيز أخنوش إلى التحلي بفضيلة الحوار والتراجع عن بعض الإجراءات والقرارات الغير مفهومة، بحسبه، سواء تلك المتعلقة بالجمعيات الفاعلة في الحقل الطلابي الطبي، أو ببعض القرارات التأديبية، ومنع كل الخطوات الاحتجاجية، معتبرا أن الحكومة كيف ما كانت درجة نفاذ صبرها، عليها أن تبقى منفتحة على الحوار وملتزمة به، من أجل تجاوز هذه الأجواء المتوترة وإيجاد الحلول المناسبة لمختلف الإشكالات المطروحة.

وأضاف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن على الحكومة أن تفهم بأن لها مسؤولية تدبير الشأن العام في هذه البلاد، وأن عليها أن تجد الحلول لكل أوضاع الاحتقان التي يمكن أن توجد بالنسبة لأي قضية مطروحة، مشيرا إلى أن هناك قلق مفهوم، خاصة وسط الآباء والأمهات، ولكن أيضا وسط الطالبات والطلبة، ومختلف الهيئات المتتبعة للموضوع كالنقابة الوطنية للتعليم العالي، وعمداء وأساتذة كليات الطب والصيدلة.

وذكر محمد نبيل بنعبد الله أنه أجرى اتصالا هاتفيا مطولا مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر عبد اللطيف الميراوي، حول الموضوع، واتضح أن هناك بعض الأبواب المفتوحة التي يتعين الدخول منها من أجل تجاوز الوضعية الحالية، مشيرا في هذا السياق، إلى أن هناك على الأقل أربعة قضايا أساسية في الملف المطلبي، قابلة للحل ويمكن الحوار والتفاوض بشأنها والتي يمكن أن تطمئن عموم الطالبات والطلبة حول مسارهم الدراسي.

وقال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية “إن الهدف من هذه الندوة هو تجاوز حالة الاحتقان، والمساهمة في إيجاد حلول مناسبة لمختلف الإشكالات المطروحة”، مضيفا أن قيادة الحزب سواء المكتب السياسي أو الشبيبة الاشتراكية أو القطاع الطلابي، قامت باتصالات مباشرة بكافة الأطراف سعيا لإيجاد الحل، مشيرا إلى وقوف الحزب إلى جانب المطالب المشروعة للطلبة، لكنه يسعى في الوقت ذاته، لإيجاد الحلول المناسبة، داعيا مختلف التعبيرات الطلابية إلى العمل في نفس الاتجاه.

وشدد زعيم التقدميين المغاربة، على أن الهدف من الندوة ليس هو تحويلها إلى مهرجان خطابي لحشد الطلبة والطالبات في اتجاه المزيد من الاحتجاج والمزيد من الرفض، مشيرا إلى أن حزبه واع بأن ذلك ليس في مصلحتهم، وأنه لا يمكنه المغامرة بمصالح الطلبة ولا يمكن المخاطرة بمشاعر الآباء والأمهات، لأن الخطاب الذي يتبناه حزب التقدم والاشتراكية رغم وجوده في المعارضة، هو خطاب يركز على ضرورة إيجاد حل لهذه الوضعية بما يمكنه إنقاذ السنة الدراسية، والتجاوب مع المطالب المعبر عنها من قبل الطلبة، والذين هم بالأساس في حاجة إلى طمأنة سواء تعلق الأمر بكيفية تنظيم السنة الدراسية في ستة سنوات أو كيف ستنظم التداريب، بالإضافة إلى كيف سينظم السلك الثالث المرتبط بمختلف الاختصاصات الموجودة.

وإذا كان مختلف المتدخلين في هذه الندوة قد أجمعوا على ضرورة تجاوز وضعية الاحتقان بمختلف كليات الطب والصيدلة، وإعمال مبدأ الحوار الجاد والمسؤول من أجل إنقاذ السنة الدراسية من الضياع، وإنقاذ المسار الدراسي للطلبة، فإن أيمن فتحي أكد باسم اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، على أن الحكومة منغلقة على ذاتها ولا تريد الحوار، مؤكدا على أن اليوم هناك أرضية للنقاش ويتعين على الحكومة إبداء حسن النية والجلوس إلى طاولة الحوار مع ممثلي الطلبة والطالبات.

وأضاف أيمن فتحي أن موضوع الندوة التي ينظمها القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية لخص بشكل كبير كل ما يعتري طلبة الطب من هواجس، خاصة في ظل الأوراش الكبرى التي أطلقتها بلادنا وفي مقدمتها ورش الحماية الاجتماعية، والتي يحتاج تفعيلها إلى تثمين الموارد البشرية وتجويد العرض الصحي، مشيرا إلى أن التكوين الطبي يشكل محورا أساسيا في هذا الورش الكبير.

وشدد أيمن فتحي على أنه لا يمكن التعاطي مع هذا الملف الأساسي بغلق باب الحوار، مشيرا إلى أن عموم الطلبة والطالبات من خلال ممثليهم في اللجنة الوطنية لم يكونوا يوما ضد الحوار، بل هم يطالبون به، لأنهم ليسوا عدميين، وليسوا من عشاق الاحتجاج ومقاطعة الدروس، لأن مكانهم الطبيعي هو قاعات الدرس.

 

وقال ممثل اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، “إن هذه الأزمة ستزول، لنا ثقة في حكماء هذه البلاد الذين لا يريدون أن تكون هناك سنة بيضاء” داعيا الحكومة إلى إبداء حسن نية من خلال وقف الإجراءات التأديبية في حق الطلبة، وفي حق مجالسهم، مشيرا إلى أنه لا ينبغي اختزال الملف المطلبي في ستة سنوات أو سبع سنوات من الدراسة، فهناك نقط مطلبية أعمق من ذلك، سواء تعلق الأمر بظروف التكوين، أو بتفعيل المجموعة الصحية الترابية لتوفير تداريب استشفائية ذات جودة، أو تعلق الأمر بالسلك الثالث أو غيرها من المطالب الأخرى التي يتعين على الحكومة الانفتاح على الحوار بشكل جاد ومسؤول.

يشار إلى أن هذه الندوة التي أدارها يونس بلعيدي المنسق الوطني للقطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية ساهم في تأطيرها كل من الأساتذة محمد أحلات عميد سابق لكلية الطب والصيدلة بجامعة عبد المالك السعدي، وجمال الدين صباني الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي، وعلي لطفي عن الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة، بالإضافة إلى علاء عيساوي طبيب مختص في جراحة العظام.     

محمد حجيوي

Top