الدكتورة إيمان قنديلي: القطاع الصحي يؤثر على التغيرات المناخية وهناك عدة سبل لتحقيق الاستدامة بالقطاع

قالت الدكتورة إيمان قنديلي، رئيس الجمعية الأفريقية للصحة العالمية، إن التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على الصحة البشرية عبر عدة عوامل، مؤكدة على أن القطاع الصحي يسهم بشكل كبير في التأثير على البيئة ويمكن أن يكون له تأثير كبير على التغيرات المناخية.
واعتبرت الطبيبة النفسية والمؤلفة المغربية الدكتورة قنديلي، في حوار خاص، مع بيان اليوم، على هامش فعاليات “كوب 28″، (اعتبرت) أن تحسين الاستدامة في قطاع الصحة في أفريقيا له سيكون له تأثير إيجابي كبير على البيئة والمجتمع، إذ يمكن أن يقلل من انبعاثات الكربون ويحسن جودة الحياة والرعاية الصحية، مما يقلل من الضغط على البيئة ويساهم في التخفيف من آثار التغيرات المناخية.
وأبرزت الدكتورة قنديلي، أن تطوير البحث على مستوى أفريقيا، بما في ذلك المغرب، يمثل جزءا هاما في تعزيز الاستدامة الصحية والتصدي للتحديات البيئية.
وهذا نص الحوار:

كيف تؤثر التغيرات المناخية على الصحة البشرية ؟

التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على الصحة البشرية عبر عدة عوامل. ومن العوامل الرئيسية:
-زيادة درجات الحرارة: قد تؤدي إلى زيادة حدة الحروق الشمسية والإجهاد الحراري، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي.
-تغير نمط الأمطار: قد يسبب نقص المياه أو الفيضانات، مما يؤدي إلى نقل الأمراض والعدوى عبر المياه وتفاقم مشاكل الصحة العامة.
-ارتفاع مستويات التلوث: يمكن أن يزيد التغير المناخي من مستويات التلوث الجوي والهواء غير الصحي، مما يؤثر على الجهاز التنفسي ويزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الربو وأمراض القلب.
-تفشي الأمراض: التغيرات المناخية يمكن أن تؤدي إلى انتشار أمراض الحشرات والطفيليات إلى مناطق جديدة، مما يزيد من انتشار الأمراض المعدية كالملاريا وحمى الضنك.
-نقص التغذية: قد يؤدي تغير نمط الأمطار والحرارة إلى تقليل محصول المحاصيل الزراعية، مما يؤثر على توفر الغذاء وقد يزيد من نقص التغذية والجوع.
هناك جهود عالمية لمواجهة هذه التحديات من خلال تبني سياسات حكومية وإجراءات صحية وبيئية، وتوعية الناس حول أهمية الاهتمام بالبيئة والتصدي لتأثيرات التغير المناخي على الصحة البشرية.

لا بد أن القطاع الصحي بدوره يساهم في تلوث البيئة وتعميق أزمة التغيرات المناخية، فكيف يمكن تحقيق أهداف الاستدامة بقطاع الصحة خاصة على مستوى أفريقيا ؟ وكيف يمكن أن يساهم ذلك في حماية البيئة والتخفيف من آثار التغيرات المناخية ؟

صحيح، القطاع الصحي يسهم بشكل كبير في التأثير البيئة ويمكن أن يكون له تأثير كبير على التغيرات المناخية. وهناك عدة سبل يمكن عبرها تحقيق أهداف الاستدامة في قطاع الصحة في أفريقيا والتخفيف من التأثير على البيئة وآثار التغيرات المناخية منها:
-التحول إلى مصادر طاقة نظيفة: استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح في المستشفيات والمرافق الطبية يمكن أن يقلل من انبعاثات الكربون ويساهم في التخفيف من آثار الاحتباس الحراري.
-إدارة النفايات بشكل صحيح: تحسين إدارة النفايات الطبية يقلل من التلوث ويقلل من الأثر البيئي الضار للمواد الكيميائية والمواد الخطرة.
-تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية: من خلال تعزيز الوقاية والتثقيف الصحي، حيث يمكن تقليل حدوث الأمراض المناعية وبالتالي تقليل استخدام المضادات الحيوية والأدوية ذات التأثير البيئي السلبي.
-التحول إلى تكنولوجيا صحية صديقة للبيئة: الاعتماد على تقنيات صحية مبتكرة وصديقة للبيئة مثل التليميد والتطبيقات الصحية عبر الهواتف الذكية يمكن أن يقلل من الاستهلاك الزائد للورق والموارد الأخرى.
-التدريب والتوعية: تعزيز التوعية بين المهنيين في القطاع الصحي حول العلاقة بين الصحة والبيئة، وتوفير التدريب حول الممارسات المستدامة يمكن أن يساهم في تبني سلوكيات صحية وبيئية مستدامة.
إن تحسين الاستدامة في قطاع الصحة في أفريقيا سيكون له تأثير إيجابي كبير على البيئة والمجتمع، إذ يمكن أن يقلل من انبعاثات الكربون ويحسن جودة الحياة والرعاية الصحية، مما يقلل من الضغط على البيئة ويساهم في التخفيف من آثار التغيرات المناخية.

بخصوص البحث الذي سيتم العمل عليه على مستوى أفريقيا خاصة المغرب، ما هي تفاصيله وكيف يمكن أن يساهم بدوره في تحقيق الاستدامة الصحية والحد من المخاطر المتعلقة بالصحة والبيئة ؟

تطوير البحث على مستوى أفريقيا، بما في ذلك المغرب، يمثل جزءا هاما في تعزيز الاستدامة الصحية والتصدي للتحديات البيئية. وهناك عدة جوانب للبحث يمكن أن تسهم في تحقيق الأهداف المذكورة:
-تقييم تأثيرات التغير المناخي على الصحة: يمكن أن يركز البحث على دراسة كيفية تأثير التغيرات المناخية مثل الارتفاعات الحرارية المتوقعة ونمط الأمطار المتغير على انتشار الأمراض والصحة العامة.
-التوعية وتثقيف الجمهور: يمكن أن يركز البحث على تأثيرات التوعية والتثقيف حول الصحة البيئية والنمط الحياتي الصحي، وكيف يمكن أن يؤدي التوعية إلى تغيير سلوكيات الناس نحو أساليب حياة صحية وأكثر استدامة.
-تطوير السياسات الصحية البيئية: يمكن أن يركز البحث على دراسة السياسات والتشريعات التي يمكن أن تعزز التوازن بين الصحة والبيئة، وتعزيز القرارات الحكومية المستدامة.
-التكنولوجيا الصحية البيئية: يمكن أن يشمل البحث على استخدام التكنولوجيا والابتكارات في مجال الرعاية الصحية للحد من الأثر البيئي للخدمات الصحية وتحسين كفاءتها.
-تطوير المرافق الصحية الصديقة للبيئة: يمكن أن يركز البحث على تصميم وتطوير المرافق الطبية والمستشفيات الصديقة للبيئة من حيث استخدام الموارد وإدارة النفايات والطاقة.
إن توجيه الجهود البحثية نحو هذه النقاط يمكن أن يؤدي إلى فهم أفضل للتفاعلات بين الصحة والبيئة وتحديد السبل التي يمكن أن تساهم في تحقيق الاستدامة الصحية وتقليل المخاطر المرتبطة بالصحة والبيئة في المجتمعات الأفريقية وفي المغرب خصوصاً.

حاورها مبعوث بيان اليوم إلى دبي عبد الصمد ادنيدن

Top