من أجل مواصلة الإبهار..

يدشن اليوم المنتخب المغربي لكرة القدم النسوية، مشاركته الأولى والتاريخية بمونديال أستراليا ونيوزلندا، بمواجهة ألمانيا واحد من المنتخبات الرائدة على الصعيد الدولي.وتضم مجموعة المغرب، بالإضافة إلى ألمانيا، كلا من كوريا الجنوبية وكولومبيا.

هي إذن مواجهات من مختلف القارات، ما يتطلب استحضار تجربة اللاعبات والطاقم التقني، من أجل تقديم صورة إيجابية عن إفريقيا، التي سبق أن وقعت على مشاركات لافتة بأكثر من دورة.

ويعد هذا الحضور اللافت ضمن صفوة كرة القدم العالمية، إنجازا لكرة القدم الوطنية الخاصة بالسيدات، الشيء الذي يعكس الطفرة النوعية التي عرفتها خلال السنوات الأخيرة، بفضل تخطيط سليم مكن بسرعة فائقة من بلوغ الأهداف المنتظرة منه.

وبالرغم من صعوبة المهمة، في أول مشاركة من هذا الحجم، فإن هناك طموحا كبيرا يسود كل مكونات المنتخب، من أجل تقديم مستوى لافت، يليق بالقيمة التي أصبحت تتمتع بها المنتخبات الوطنية، بجل الفئات…

وتكمن أهمية التوقيع على مشاركة لافتة، إلى كون الحضور إلى المونديال يعد علامة فارقة على مستوى العالم العربي، في ظل التواضع الذي تعرفه الممارسة من المحيط إلى الخليج، مما يعكس النظرة الدونية التي ما تزال تتعامل بها هذه الدول مع كرة القدم الخاص بالإناث.

ولم يكن الوصول لأعراس المونديال مهمة سهلة، إذ تطلب مجهودا خرافيا بذل على أكثر من صعيد، والإيجابي أن المنتخب المغربي بضم بين صفوفه لاعبات تكون محليا، كما أن هناك أسماء تطور مستواها بالانتقال للعب بالخارج، دون أن ننسى المساهمة الفعالة للاعبات القادمات من مختلف الأندية الأوروبية…

هذا المنتخب يقوده بكثير من الاقتدار رينالد بيدروس، هذا المدرب الفرنسي الذي نجح في تكوين تشكيلة حققت نتائج متميزة، ولعل أبرزها التأهل للمونديال على حساب منتخب نيجيريا القوي، والذي سبق أن راكم تجربة مهمة قاريا ودوليا.

فالمسار المحقق من طرف اللاعبات في ظرف سنوات معدودة، ساهم بقوة في تغيير النظرة التي كانت ملتصقة بكرة القدم النسوية منذ الأزل، إذ تمكن من إزالة الأحكام المسبقة وإلغاء تدريجي لتحفظ العائلات، وعدم السماح لبناتهن بممارسة هذا النوع من كرة القدم، ولاحظ الجميع أن الإقبال يتزايد يوما بعد يوم، مما يطرح إشكال توسيع القاعدة، وتحسين واقع الأندية والفرق حتى تمتلك القدرة على استيعاب كل هذا الانخراط التلقائي للبنات من مختلف الأعمار.

محمد الروحلي

Related posts

Top