موعد مع أشبال الأطلس…

مواجهة إفريقية خالصة بربع نهاية كأس العالم لأقل من 17 سنة، تشهدها غدا السبت مدينة سوراكارطا الإندونيسية، وتحديدا أرضية ملعب “ماناهان ستاديوم”.

طرفان يمثلان قيمة حقيقية، ويقدمان نموذجين ناجحين، على مستوى هذه الفئة قاريا، مع طموح تكريس التفوق دوليا، وإذا كان الماليون سباقين لإنجازات مهمة بالفئات الصغرى، فإن المغرب تمكن من تحقيق نتائج، تعد في قياس الزمن باهرة، وجاءت النسخة الحالية من مونديال الناشئين، ليتأكد بالملموس أن هناك رغبة مغربية قوية، في جعل الفئات الصغرى، ورشا مفتوحا على كل التجارب الناجحة تكوينا، وتنظيميا، وإعدادا ذهنيا عاليا…

أبانت العناصر الوطنية، خلال مباراة ثمن النهاية ضد إيران، عن استماتة قوية، والأكثر من ذلك تفادي حالات الارتباك، بعد تلقي هدف السبق، والإيمان بالقدرة على تدارك المواقف الصعبة، وهذا أساسه نوع من التكوين، يمكن وصفه بالمتكامل الأضلاع، تكوين محلي، استطاع محاكاة مستويات ومناهج معمول بها، داخل معاهد التكوين بالأندية الأوروبية، صاحبة التخصص والريادة…

بكل المقاييس لن تكون المهمة سهلة، فالماليون واصلوا الزحف، بقوة دافعة لا تخطئها العين، اكتسحوا المكسيك في ثمن النهاية، بخماسية مثيرة، بعد أداء ساحر، وسيطرة ميدانية بالطول والعرض…

سبق للمنتخبين، أن التقيا خلال مسابقة كأس أمم إفريقيا الخاصة بهذه الفئة التي نظمت في ماي المنصرم بالجزائر؛ كان التفوق فيها مغربيا، عن طريق الضربات الترجيحية، وظهر غد السبت يتجدد اللقاء، بمعطيات لن تختلف كثيرا عما سبق، إلا أن هناك رغبة تتملك الطرفين معا، في مواصلة ملحمة العبور، نحو مراحل أكثر تقدما، والبحث عن مكان تحت شمس البوديوم، رغم شمس إندونيسيا الحارقة ورطوبتها العالية…

هناك عزم أكيد من طرف “وليدات شيبا” على تكريس التفوق، بالوصول إلى المربع الذهبي، لأول في ثاني مشاركة مغربية في هذه المسابقة، مربع ذهبي يضاهي ذاك المربع الذي وصل إليه الكبار بقطر، بعد مسار أكثر من رائع دخل التاريخ من بابه الواسع، وأصبح مثالا للتحدي والثقة بالنفس والصمود العالي… كلها مميزات أصبحت تتقاسمها كل الفئات ذكورا وإناثا…

كلنا ثقة في الأشبال، وكلنا شوق لمشاهدة هؤلاء الصبية، وهم يظهرون فنيات رائعة وتقنيات فردية، مستمدة من جينات موروثة من أرض الأجداد قبل الآباء…

إنه موعد هام، نراهن عليه جميعا، لربح المستقبل بعيون أكثر تفاؤل، وثقة عالية بالنفس، لأن المستحيل ليس مغربيا….

محمد الروحلي

Top