التلاعبات تصل للأخلاقيات…

في خطوة تعد مفاجئة؛ قررت العصبة الوطنية لكرة القدم هواة، تأجيل مباريات الجولة الأخيرة من بطولة القسم الثاني إلى وقت لاحق.

جاء هذا القرار المثير، ضمن بلاغ صادر صباح أول أمس الأربعاء، ليؤكد أن قرار التأجيل سببه توصلها بشكاية “تهم بعض التلاعبات”.

وحرص البلاغ، على التأكيد أن القرار جاء “في إطار الحفاظ على التنافس الرياضي الشريف، وتكافؤ الفرص بين كافة الأندية المتبارية، وتبعا لتوصل لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة الملكية لكرة القدم بشكاية تهم، بعض التلاعبات”.

ويعد تأجيل مباريات الدورة الـ (30)  إلى موعد لاحق، تأكيدا على جدية الشكايات التي توصلت بها لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة، وكما فهم المتتبعون، أن هناك عدة شكايات، وليست شكاية واحدة، مما يؤكد أن الأصوات التي كانت تطالب دائما بفرض رقابة، والحرص على تتبع كل المعطيات، كانت موضوعية، وليست من فراغ…

ويعد موضوع التلاعبات، وطبخ النتائج، وحدوث مساومات، واقعا معاشا يخيم بظلاله كل موسم على البطولات الوطنية بجل الأقسام، واقع لا يمكن أبدا نكرانه أو عدم الاعتراف به، مادامت كل الأوساط المرتبطة بالشأن الكروي، تتحدث بإسهاب وكل موسم، وبكثير من التفاصيل والدلائل؛ على أن هناك ممارسات غير سليمة تماما، إلى درجة حدوث تسابق في هذا المجال، من طرف أغلب المتدخلين، ومن الصعب جدا إيجاد استثناءات، داخل واقع موبوء تماما.

مما لا جدال فيه، أن واقع المساومات وطبخ النتائج وشراء الذمم، يفرز معطيات غير صحيحة، فمن الممكن جدا أن يفوز من لا يستحق، وأن ينهزم من الأجدر بالفوز، فكثيرا ما ضاعت مجهودات مدربين، ولاعبين، وحتى مسيرين، بسبب حدوث تدخلات وتأثيرات خارجية، لا علاقة لها بمجال المنافسات الرياضية السليمة…

المؤكد أننا أمام فضاء به مصالح متداخلة، وهناك مال سائب، وهناك إغراءات، وفي غياب رقابة صارمة من طرف الأجهزة المشرفة على الشأن الرياضي عامة والكروي خاصة، يجد السماسرة المجال خصبا، إلى درجة تحول بعضهم إلى مختصين في أتم الجاهزية لمن يدفع أكثر…

ننتظر النتائج التي سيسفر عنها الاجتماع الخاص بلجنة الأخلاقيات، وحقيقة الشكايات التي توصلت بها من طرف جهات تبين لها، أنها كانت ضحية ممارسات مشينة، ترفضها كل القيم والروح الرياضية العالية، والمبادئ الأولمبية السامية…

محمد الروحلي

Top