المغرب على السكة الصحيحة لصناعة الأسلحة

أدت صفقات التسلح التي عقدتها المملكة المغربية خلال السنوات الأخيرة مع العديد من الدول والشركات، إضافة إلى بداية المملكة بتثبيت مجال الصناعات العسكرية في البلد، إلى ارتقاء المملكة في مجال القوة العسكرية على المستويين الإقليمي والدولي، كما توصلت بالعديد من المعدات والآليات العسكرية سواء منها البرية أو البحرية أو الجوية، حيث أصبح المغرب أول بلد عربي وإفريقي يبدأ في صناعة الطائرات بدون طيار.

وتأتي هذه التطورات بعد أن وافق المجلس الوزاري برئاسة جلالة الملك محمد السادس في يونيو 2021، على المشروع المتعلق بتحديد كيفيات ممارسة أنشطة تصنيع العتاد والتجهيزات المرتبطة بهذا المجال، وعمليات الاستيراد والتصدير والنقل المتعلقة بها. وكذا مشروع إجراءات حماية أمن نظم المعلومات الخاصة بإدارات الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات والمقاولات العمومية والبنيات التحتية ذات الأهمية الحيوية والمتعهدين الخواص.

في هذا الإطار، أصبح المغرب أول دولة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط تصنع الطائرات بدون طيار بعد إسرائيل. بحسب ما ذكره موقع “الدفاع العربي” المتخصص في المجال العسكري، مؤكدا أن “هذا التطور يأتي بعد الصفقة الأخيرة التي أبرمها المغرب مع إسرائيل، والتي شملت طائرات بدون طيار متقدمة “انتحارية” من طراز Spy-X. وفق ما أوردته قناة I24NEWS الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني”.

وأضاف المصدر ذاته، أنه “وفقًا لشركة BlueBird الإسرائيلية، المتخصصة في تصميم وتصنيع هذا النوع من الطائرات، فقد تم إجراء اختبار ميداني ناجح لهذه الطائرات في المغرب. حيث تم تصميم الطائرة بدون طيار SpyX لمهام الاستطلاع والهجوم، وتتميز بقدرتها على الوصول إلى الأهداف بسرعة 250 كيلومترًا في الساعة ونصف قطر عمل يبلغ 50 كيلومترًا، ويمكن نشرها لمدة ساعة ونصف. كما تحتوي على مستشعر نهاري/حراري للكشف عن الأهداف.

وأكد المصدر نفسه، أن “هذا الإنجاز يُعد خطوة مهمة للمغرب في مجال الصناعات العسكرية والتكنولوجيا المتقدمة، ويُظهر تطور التعاون الثنائي بين المغرب وإسرائيل، خاصة بعد توقيع اتفاقيات أبراهام في دجنبر 2020”.

من جهة أخرى، ذكر موقع Janes المتخصص بتحليل الدفاع والأمن، أنه “من المتوقع أن يتسلم المغرب 24 مروحية من طراز AH-64E Apache التي تنتجها شركة بوينغ الأمريكية، والتي شرعت في تصنيع ما طلبته القوات المسلحة الملكية في العام الماضي. وقد توصل المغرب إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لشراء 36 وحدة (24 وحدة و12 وحدة اختيارية) لفائدة القوات الجوية الملكية، حيث “تجري الاستعدادات حاليا في قاعدة خريبكة لاستضافة أسراب الأباتشي”.

وتتميز المروحية الأمريكية بقدرتها على كشف ما يصل إلى 256 هدفا محتملا دفعة واحدة يصل مداها إلى 16 كيلومترا، وتطير بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة. كما أنها تدمج ما يصل إلى 16 صاروخا من طراز Hellfire موجها بالليزر لتدمير الدبابات.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية نهاية سنة 2019، أن وزارة الخارجية اتخذت قرارا بالموافقة على مبيعات عسكرية أجنبية محتملة للمغرب لستة وثلاثين (36) مروحية هجومية من طراز AH-64E Apache والمعدات ذات الصلة بتكلفة تقديرية تبلغ 4.25 مليار دولار. سلمت وكالة التعاون الأمني ​​الدفاعي الشهادة المطلوبة لإخطار الكونغرس بهذا البيع في 19 نونبر 2019.

في الإطار نفسه، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن “قرار وزارة الخارجية الأمريكية الموافقة على بيع عسكري أجنبي محتمل لقذائف وصواريخ جافلين (Javelin) والمعدات ذات الصلة لحكومة المغرب، بتكلفة تقدر بـ260 مليون دولار”، مبرزة أن “وكالة التعاون الأمني الدفاعي سلّمت الشهادة المطلوبة لإخطار الكونغرس بهذا البيع المحتمل (يوم 19 مارس 2024)”.

وأكد بيان وزارة الدفاع الأمريكية الذي اطلعت عليه جريدة بيان اليوم، أن “الصفقة المقترحة ستعمل على تحسين القدرة الدفاعية للمغرب على المدى الطويل للدفاع عن سيادته وسلامة أراضيه وتلبية متطلبات الدفاع الوطني. ولن يجد المغرب صعوبة في استيعاب هذه المعدات في قواته المسلحة”، مشيرا إلى أن “البيع المقترح لهذه المعدات والدعم لن يغير التوازن العسكري الأساسي في المنطقة”.

وأضاف المصدر نفسه، أن التكلفة الإجمالية للصفقة المقترحة والتي تقدر بـ260 مليون دولار، “ستدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة في تحسين أمن حليف رئيسي من خارج الناتو والذي لا يزال يمثل قوة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في شمال إفريقيا”.

في الإطار ذاته، أوضح البيان، أن “حكومة المغرب طلبت شراء ستمائة واثني عشر (612) صاروخاً من طراز Javelin FGM-148F (تشمل اثني عشر (12) صاروخاً للشراء) ومئتي (200) وحدة إطلاق قيادة خفيفة الوزن من طراز ( Javelin LWCLUs). وتتضمن أيضًا قذائف محاكاة الصواريخ؛ ومعدات دعم الرمح؛ أدوات يدوية وقياسية؛ الكتب والمنشورات”.

وأشار بيان وزارة الدفاع الأمريكية، إلى أن “المقاولين الرئيسيون المعنيون بصفقة الصواريخ المضادة للدبابات هم لوكهيد مارتن وآر تي إكس كورب (Lockheed Martin في أورلاندو، فلوريدا و”RTX Corporation” في توكسون، أريزونا)، مع إشارته إلى أنه “لا توجد اتفاقيات تعويض معروفة فيما يتعلق بهذا البيع المحتمل”، مشيرا إلى أن “تنفيذ هذا البيع المقترح لن يتطلب تعيين ممثلين عن حكومة الولايات المتحدة أو المقاولين في المغرب. ولن يكون هناك أي تأثير سلبي على الاستعداد الدفاعي الأمريكي نتيجة لهذا البيع المقترح”.

< أنس معطى الله

Top