فترة الانتقالات الشتوية اقتربت

تستعد الأندية الوطنية بجل الأقسام للدخول إلى فترة الانتقالات الشتوية، حيث حددت جامعة كرة القدم فترة الانتقالات الشتوية، الخاصة باللاعبين من ثالث يناير 2024، تمتد إلى نهاية من نفس الشهر.
وتعودنا ككل موسم، أن تتقدم إدارة الجامعة بطلب خاص للاتحاد الدولي للعبة (الفيفا)، بتمديد فترة الانتقالات، نزولا عند رغبة عدد من الأندية المتعسرة، والتي تشكل الغالبية العظمى، أندية تعاني أصلا من الهشاشة المالية والإدارية وتسيبا في التسيير، وصولا إلى مرحلة الإفلاس الحقيقي.
لن نتحدث هنا عن غياب الوضوح والشفافية، وعدم التصريح الحقيقي بالأرقام والمعطيات، فكل ما نسمعه مجرد تسريبات، واتصالات شخصية، بدعوى الحق في الحفاظ على سرية العقود، وهو ما تحول إلى “حق” مسلم به.
صحيح أن إدارة الجامعة سعت قبل بداية الموسم القادم، إلى وضع بعض الشروط، منها تلك التي تهم تدبير الأندية من الناحية المالية، وأيضا ضرورة توضيح دور الوكلاء، والتصريح بمختلف العمليات التي قاموا بها.
كل هذه الشروط وغيرها تعتبر أساسية، في إطار الدفع نحو تخليق المجال، والتقليل من نسبة الفوضى والتسيب التي يعرفه المشهد الكروي، وهو واقع مؤسف تساهم فيه للأسف، مجموعة من الأطراف المؤثرة، بدء من مسؤولي الأندية، مرورا بالوكلاء، وصولا إلى بعض المدربين، وأيضا الوسطاء الذين أصبحوا يعدون بالمئات، بما فيه العاطلون عن العمل.
والواضح أن بداية الموسم لم تشهد تسابقا محمولا، داخل سوق تحمله آليات لا علاقة لها بالشفافية، أو أي موضوع في التعامل، أبطالها مسيرون ووكلاء و”شناقة”.. لهاث مسعور واتصالات علنية، وأخرى سرية، الهدف منها كسب توقيع أسماء معينة.
ومن المنتظر أن تشهد فترة الانتقالات الشتوية نفس الركود بسبب ضعف الموارد المالية، وصعوبة فك ملف النزاعات؛ وبالتالي فإن أغلب الأندية تتحفظ في عقد صفقات، في غياب الموارد المالية؛ وأمام الصرامة التي أصبحت تتعامل بها، إدارتا الجامعة والعصبة الاحترافية لكرة القدم.
فقد تعودنا أن تشهد الساحة، صراعا عنيفا، يغذيه ضغط رهيب يمارسه الجمهور ومكونات الفصائل، كما تساهم فيه – مع سبق الإصرار والترصد-، مواقع وصفحات، تسعى بكل الطرق لكسب المشاهدات وعدد المتابعين…
وحتى عندما ترغب أندية معينة في القيام بانتدابات، وتجهيز نفسها من الناحية المالية، فإن هناك مشكلا في العرض والطلب، وغياب لاعبين جاهزين، فنفس الأرقام تتردد هنا وهناك، مما يرفع من سومة عناصر معينة، كما حدث في حالة ياسين البحيري الذي شكل الموسم الماضي ضجة كبيرة، وصراعا مفتوحا بين الأندية “الثرية”، إلى أن حسمت نهضة بركان الصفقة لصالحها.
ويعود السبب الرئيسي فيما يخص محدودية الخيارات، إلى ضعف التكوين، والسعي بالدرجة الأولى إلى إبرام الصفقات الجاهزة، لأسباب لم تعد خافية على أحد، وهو ما لا يخدم مصلحة كرة القدم الوطنية.
كل هذه المعطيات وغيرها، تؤكد حقيقة واحدة، ألا وهي ضعف القاعدة بشكل صارخ، وبالتالي، فإن صعوبة الأوضاع تفرض على الأندية الانكباب على تحسن آليات التكوين، ومواكبة استراتيجية الجامعة، قطعت أشواطا مهمة فيما يخص جودة التكوين، وإفراز جيل جديد من اللاعبين المكونين على أعلى مستوى…
فالتكوين المحلي وفق مقاربة حديثة، هو البديل الأنسب لضمان مسار متوازن للأندية والمنتخبات الوطنية…

>محمد الروحلي

Top