لم يعد هناك مجال للتساهل…

يعد وصول فريقين مغربين نسويين، لمنصة التتويج ببطولة دوري أبطال إفريقيا للسيدات بكوت ديفوار، مكسبا مهما عكس القيمة الاستثنائية، التي أعطيت لهذا النوع من كرة القدم…

ففي ظرف أربع سنوات فقط، تم قطع مراحل مهمة، وجاءت النتائج في مستوى الطموحات، وجاء معها تألق نادي سبورتينغ الدار البيضاء، ليمنح كرة القدم النسوية على الصعيد الوطني دفعة قوية…

ناد حديث التكوين، أكد أن الحلم ممكن التحقيق على أرض الواقع، إذا كان مرفوقا بالجدية المطلوبة، والإرادة القوية، والتدبير العقلاني…

وفي خضم هذا الزخم والمسار الرائع بجل الفئات، تبرز بين الفينة وأخرى حالات شاذة، تؤكد أن تنظيف المجال، يتطلب الكثير من اليقظة، والنفس الطويل، والحرص الدائم على محاربة الفاسدين…

في هذا الإطار جاء بلاغ لجنة الأخلاقيات الأسبوع الماضي، ليظهر إلى أي حد، أن المجال غير نظيف، بوجود طفيليات وحالات تجاوز وتسيب يسيء للمشهد، بل يعرقل أي مسار متوازن للممارسات…

وكما سبق أن تابعنا في بلاغات سابقة، فقد تم مؤخرا، توقيف رئيسة فريق نادي وجدة لكرة القدم النسوية، لمدة 5 سنوات نافذة، مع تغريمها مبلغ 50 ألف درهم، نظرا لوجود “اختلالات” في تدبير مالية النادي، نفس العقوبة طالت المدير التقني لنفس النادي، وأيضا رئيس نادي نهضة المضيق لكرة القدم النسوية، لمدة 5 سنوات نافذة أيضا…

وإذا كانت الحالتان الأولى والثانية، جاءت بسبب ما سمى كالعادة بـ “اختلالات مالية”، وهي عبارة فضفاضة، فإن العقوبة التي طالت مؤطرا بالنادي الوجدي، جاءت بسبب التحرش الجنسي، كان ضحيته لاعبات ينتمين للنادي الذي يشرف على تأطيره…

كما تضمن بلاغ لجنة الأخلاقيات، عقوبات أخرى وغرامات مالية، طالت أطرا ومسيرات ومسيرين بفرق أخرى، بسبب خروقات، كما هو الحال لتجاوزات بالجملة عرفها ناد واحد، ويتعلق الأمر برجاء زهور أسفي، إلى درجة أن لائحة المعاقبين، شملت لاعبات وإداريات ومشرفا على الجانب الطبي، وغيرهم من المنتمين لهذا النادي المسفيوي…

حالات تظهر إلى أي حد، أن هناك من تعود على الاصطياد بالماء العكر، لكن تلاحق الأحداث وتزايد الاهتمام من طرف الأجهزة المشرفة على الشأن الكروي، لم يعد يسمح بنفس الممارسات، بعد أن تم تسليط الأضواء على واقع الفرق من الداخل، والتفاعل الآني مع كل الحالات…

والغريب أن توالي بلاغات لجنة الأخلاقيات، وحجم العقوبات بمدد مختلفة، والغرامات المالية المختلفة أرقامها، حسب حجم المخالفات وأنواعها، لم يستطع -للأسف-، ردع أصحاب النوايا السيئة…

المؤكد أن هناك إصرارا من طرف جهات نافذة على الصعيد الوطني، من أجل الدفع بورش كرة القدم النسوية، إلى ملاحقة التطور المضطرد الذي تعرفه الممارسة على الصعيد الوطني، وما يشجع على ذلك هو الفورة التي تحققت في ظرف قياسي، وعليه فإنه بالموازاة مع الرعاية الخاصة، هناك حرص دائم على محاربة النماذج السيئة…

>محمد الروحلي

Top