ماذا ينقص نهضة بركان؟

عرفت مباراة الإياب، بين ناديي الزمالك المصري، ونهضة بركان المغربي، مجموعة من الأحداث المثيرة، والتي حولتها من مواجهة رياضية صرفة، إلى متاهات تضرب في الصميم، مبدأ الروح الرياضية العالية…

تأثيرات وعوامل خارجية، خيمت بظلالها على أجواء هذا اللقاء الرياضي، كان من المفروض أن يمر في جو رياضي عادي جدا، بعيدا عن أي تأثيرات خارجية، تصدر صورة سيئة عن كرة القدم الإفريقية…

كانت هناك أخطاء التحكيم فادحة، كما لاحظ المتتبعون السلوك غير المهني للمخرج التلفزي، كما عانى الجميع بما فيهم مسؤولو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) من سوء تنظيم، وحرمان الجمهور المغربي من الدخول للملعب، وغيرها من الممارسات الخارجة عن الإطار الرياضي الصرف…

إلا أن كل هذه الحيثيات، لم تكن السبب المباشر في خسارة الفريق البركاني، للقب كان يبدو في المتناول، كما ظهر ذلك جليا من خلال مجريات المواجهة ذهابا وإيابا…

المؤكد أن الفريق المغربي، لعب أمام أسوأ نسخة من الزمالك، إذ عانى هذا الأخير من تراجع في الأداء، وعدم الإقناع في مردوده التقني، لكنه عرف في الأخير كيف يفوز، والأكثر من ذلك كيف يتوج…

خلال مباراة الذهاب، ظهر أصدقاء العميد يوسوفو دايو بمستوى جيد، سجلوا هدفين بالشوط الأولى، إلى درجة ساد الاعتقاد أن الاكتساح آت لا محالة، إلا أن ترجعا حدث على غير المتوقع، حيث سجل انكماش غريب، مكن الفريق المصري من تسجيل هدف خارج الديار، كان له وقع كبير في حسم النتيجة النهائية لصالحه…

خلال مباراة الإياب، اعتمد المدرب التونسي معين الشعباني تكتيكا سلبيا، مما جعله يتحمل ضغطا قويا، مكن المصريين من تسجيل الهدف الوحيد، أمام سلبية غريبة على مستوى الواجبات الهجومية، وركون غير مفهوم للدفاع، سهل مهمة الفراعنة…

وبالرغم من المحاولات المسجلة خلال الشوط الثاني، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لتغيير النتيجة، وقد ظهر نوع من الاستسلام خلال الدقائق الأخيرة، في وقت كان من المفروض ممارسة ضغط قوي، على أمل الرجوع في النتيجة، إلا أن العكس هو الذي حصل تماما، وظهر اللاعبون ومعهم أفراد الطاقم التقني، ينتظرون الصفارة النهائية…

المؤكد أن فريق نهضة بركان من الأندية المستقرة إداريا وماليا وتنظيميا، إلا أنه على المستوى التقني فهناك اختلالات واضحة، صحيح أن الحصيلة على مستوى الألقاب تعد مقبولة، وطنيا وقاريا، إلا أن الإمكانيات المتوفرة تؤهله لتحقيق الأفضل، والذهاب بعيدا بالدوري المغربي وعصبة الأبطال الإفريقية، ولم لا الوصول لمونديال الأندية..!؟

هذا هو المستوى الذي نريد أن يصل له فريق بركاني، لديه من إمكانيات يحسد عليها، وتؤهله لتحقيق الأفضل…

محمد الروحلي

Top