محاكمة في نيويورك تتناول سرقة مخطوطات لأغنية “هوتيل كاليفورنيا”

بدأ القضاء في ولاية نيويورك الأميركية قبل أيام النظر في قضية معقدة تتعلق بإمكان أن تكون مخطوطات “هوتيل كاليفورنيا” Hotel California، إحدى أشهر أغاني الروك في العالم، سرقت قبل نحو نصف قرن، وكان البارز في جلسة الاثنين 26 فبراير الشهادة التي أدلى بها دون هينلي، قائد فرقة “إيغلز” التي اشتهرت بهذه الأغنية.
وقال مغني الفرقة وعازف الدرامز فيها، وهو الوحيد الذي لا يزال ناشطا من أعضائها المؤسسين ويشارك راهنا في جولتها الوداعية، إن الأوراق التي كتبت عليها خربشات وتشكل جزءا من دفاتر كبيرة، هي “نتاج عمل” الفرقة، و”الأشياء الغبية” التي كانت تكتبها قبل الوصول إلى العمل النهائي.
وأضاف الموسيقي البالغ 76 عاما، بشعره الأبيض، وهو يرتدي البدلة وربطة العنق، أمام القاضي الذي يرأس المحاكمة في محكمة مانهاتن “لم يكن يفترض أن يراها أحد”. وأضاف “لن أعرضها أيضا اليوم”. وجلس قبالته في قفص الاتهام ثلاثة أشخاص ستينيين يدورون في فلك أوساط هواة الجمع هم الأمين السابق لمتحف قاعة مشاهير الروك أند رول (“روك أند رول هال أوف فايم”) في كليفلاند (ولاية أوهايو) كريغ إنسياردي، وتاجرا الكتب النادرة غلين هورويتز وإدوارد كوسينسكي. وهؤلاء الثلاثة متهمون بالحصول على المخطوطات ثم محاولة إعادة بيعها في مزاد علني، على الرغم من معرفتهم بمصدرها المثير للريبة.
وقال المدعي العام ألفين براغ خلال توجيه التهم إلى الثلاثة إنهم “رغم علمهم بأن الوثائق مسروقة”، حاولوا بيع المخطوطات، “وتلفيق شهادات منشأ مزورة، وكذبوا على دور المزادات والمشترين المحتملين وقوات الأمن”. ودافع المتهمون الثلاثة على براءتهم قائلين إنهم حصلوا بشكل قانوني على الصفحات موضوع النزاع.
وتعود القضية إلى نهاية سبعينات القرن العشرين، حين كانت فرقة “إيغلز” في أوج مجدها، بعد إصدار أول ألبوم يتضمن أفضل أغنياتها بعنوان “ذير غريتست هيتس (1971-1975)”، ثم ألبوم “هوتيل كاليفورنيا” Hotel California عام 1976، وهما من الأسطوانات الثلاث الأكثر مبيعا على الإطلاق في الولايات المتحدة مع “ثريلر”Thriller لمايكل جاكسون.
وروى دون هينلي أن الفرقة كانت، من أجل كتابة ألبوم، تستأجر منزلا مع الراحل غلين فراي، أحد مؤسسي “إيغلز”، وكان أعضاؤها كل يوم، بعد استيقاظهم في وقت متأخر من الصباح، يكتبون “جميع النصوص يدويا ” على دفاتر كبيرة. وانفرط عقد الفرقة في نهاية المطاف عام 1980. وقال الموسيقي إن ذلك حطمه. واستذكر أمام المحكمة إدانته في ذلك الوقت بتهمة “التحريض على جنوح” قاصر، وهي فتاة تبلغ 16 عاما، و جدت فاقدة للوعي في منزله، بعد قضاء ليلة في تعاطي الكوكايين.
وقبل وقت قصير من انفراط عقد الفرقة، تم تعيين إد ساندرز، وهو مؤلف وشاعر وناشط وموسيقي، لكتابة سيرة عن “إيغلز”. ولهذا الغرض، أعطي مخطوطات استخدمت في كتابة كلمات العديد من الأغاني من ألبوم “هوتيل كاليفورنيا”، من بينها تلك التي تحمل الاسم نفسه، واكتسبت شهرة كبيرة لتضمنها وصلة عزف منفرد على الغيتار يطمح عازفو الروك الطموحون في كل أحاء العلم إلى العزف على منوالها.
ولم تنشر هذه السيرة يوما، ولم يعد ساندرز أبدا المخطوطات التي سلمت إليه، وهو ما يرى فيه دون هينلي سرقة، لكن فريق الدفاع يرفض هذا التوصيف، مشيرا إلى أن أن إد ساندرز لا يحاكم. وأفادت النيابة العامة في مانهاتن بأن إد ساندرز باع الأوراق عام 2005 إلى غلين هورويتز، وهو تاجر كتب نادرة، الذي باعها بعد ذلك إلى كريغ إنسياردي وإدوارد كوسينسكي.
وخلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أعيد تشكيل “إيغلز”، ولاحظ دون هينلي أن الكثير من مخطوطاتها تنشر على الإنترنت أو تباع في المزادات. وفي المرة الأولى، عام 2012، اشتراها بنفسه في مقابل 8500 دولار. واعتبر أنها كانت الطريقة “الأكثر فاعلية” و”عملية” لاستعادة ممتلكاته. ورأى الدفاع في ذلك دليلا على أن الصفحات لم تعد ملكا له. وظهرت مخطوطات أخرى مجددا في سنوات لاحقة. وفي عام 2016، راجع دون هينلي النيابة العامة في مانهاتن. وقال “لقد سبق أن تم ابتزازي مرة واحدة”. وقدرت النيابة قيمة المخطوطات وقت توجيه الاتهام عام 2022 بأكثر من مليون دولار. وتستمر المحاكمة هذا الأسبوع.

Top