في كلمات الوفود المشاركة في فعاليات “منتدى طنجة الدولي للشباب والديمقراطية”: على الأحزاب اليسارية المعادية للامبريالية أن تتحرك عمليا لتحفيز الحكومات للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار فورا في غزة

نواصل اليوم، في هذا العدد، تغطيتنا للجلسة الافتتاحية لفعاليات ” منتدى طنجة الدولي للشباب والديمقراطية”، المنظم من طرف منظمة الشبيبة الإشتراكية، أيام  24،25 و  26 نونبر 2023، الذي تميز بحضور قيادة حزب التقدم والاشتراكية وممثلي تنظيمات شبابية وسياسية من المغرب وعدد من رؤساء وأعضاء الأحزاب والشبيبات والمنظمات من دول العالم.

 وقد عرفت الجلسة الافتتاحية، التي قام بتسييرها  سعيد البقالي، عضو المكتب السياسي للحزب وعضو المكتب الوطني لمنظمة الشبيبة، بالإضافة إلى كلمتي محمد نبيل بنعبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ويونس  سراج، الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، إلقاء كلمات ممثلي الأحزاب والشبيبات والمنظمات من دول العالم، الذين أجمعوا  على إدانتهم للحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، في مختلف مدن الضفة الغربية وبخاصة القدس وجنين ونابلس والخليل وأريحا وغيرها من القرى والمخيمات الفلسطينية والاقتحامات التي يقوم بها المستوطنون لباحات المسجد الأقصى المبارك، وأملهم، أن ما  يكون ما يحدث في فلسطين،  يساعد منتدى طنجة، في أن يتشكل عالم جديد، كما يحمل ذلك شعار المنتدى، بإنشاء نظام سياسي عالمي جديد متعدد الأقطاب خال من الاحتلال وهيمنة القوى الامبريالية والاستعمارية، خال من الظلم وقهر الشعوب، عالم جديد تحكمه قيم العدالة والمساواة نحو عالم مزدهر، يسوده السلام والاستقرار والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك لكل شعوب الكرة الأرضية.

علي مشعل: من المعيب أن يكون موقف غوتيرش وبعض الدول الأجنبية اتجاه قتل المدنيين العزل في غزة أقوى بكثير من الموقف العربي الرسمي

 

علي مشعل، مساعد المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية، عن حركة فتح الفلسطينية

قال المناضل الفلسطيني علي مشعل، مساعد المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية، عن حركة فتح الفلسطينية، إن انعقاد منتدى طنجة الدولي للشباب والديمقراطية، ينعقد في ظل مرحلة وصفها ب ” المليئة بالتوترات والنزاعات والحروب التي تشهدها العديد من بلدان العام وفي مقدمتها الحرب في أوكرانيا والتوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية حول تايوان وبحر الصين الجنوبي”، وفي ظل حرب غير مسبوقة تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والإنسانية وكل قوانين الحروب في القرن الماضي والقرن الحالي، والتي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف، الذي يرتكب خلالها مذابح ومجازرفاقت كل تصور، وتجاوزت كل مشاعر الإنسانية في العالم.

وأضاف، المناضل الفلسطيني، أن ما يحدث في فلسطين، يجعله يتمنى أن يساهم منتدى طنجة، في أن يتشكل عالم جديد، كما يحمل ذلك شعار المنتدى، بنظام سياسي عالمي جديد متعدد الأقطاب خال من الاحتلال وهيمنة القوى الامبريالية والاستعمارية، خال من الظلم وقهر الشعوب، عالم جديد تحكمه قيم العدالة والمساواة نحو عالم مزدهر، يسوده السلام والاستقرار والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك لكل شعوب الكرة الأرضية .

وأوضح الفلسطيني علي مشعل، أنه لليوم الثامن والأربعين( المصادف ليوم 24 نونبر الحالي) على التوالي، يستمر العدو الصهيوني بطائراته وسفنه الحربية ودباباته وصواريخه الموجهة بقذف آلاف الأطنان من المتفجرات على قطاع غزة وقتل أكثر من أربعة عشر ألفا شهيد، ستة آلاف طفل و أربعة آلاف وخمس مئة امرأة، بالإضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف مواطن جلهم من الأطفال ما زالوا تحت الركام، بما في ذلك جرح أكثر من خمسة وأربعين ألفا معظمهم من النساء والأطفال حيث قطع عن غزة كل مقومات الحياة من غذاء ودواء وماء ووقود، بالإضافة إلى استمرار عدوانها على شعبنا الفلسطيني في مختلف مدن الضفة الغربية وبخاصة القدس وجنين ونابلس والخليل وأريحا وغيرها من القرى والمخيمات الفلسطينية والاقتحامات التي يقوم بها المستوطنون لباحات المسجد الأقصى المبارك.

واعتبر أن معاناة الشعب الفلسطيني والعدوان الصهيوني لم تبدأ يوم السابع من أكتوبر، على إثر قيام المقاومة بأسر عدد كبير من أفراد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في غلاف غزة، بل إن الأمر يعود إلى خمسة وسبعين عاما والشعب الفلسطيني يتعرض للقتل والتدمير والاعتقال اليومي وسرقة ثرواته وأراضيه وبناء المستوطنات عليها، حتى أصبح عدد المستوطنين في الضفة الغربية يفوق التسع مئة ألف مستوطن وتسليح أكثر من مئتي ألف مستوطن في الضفة الغربية والقدس، هذا بالإضافة إلى تهويد القدس ومحو معالمها العربية والإسلامية وتجريف مقابرها التي تحوي رفاة الصحابة، والسيطرة على الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة خليل الرحمن وارتكاب مجازر بحق المصلين فيه، وحرق المسجد الأقصى المبارك وارتكاب المجازر داخله والاستمرار في اقتحامه من قبل المستوطنين في تحد واضح وصريح لمشاعر الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم. وعبر المتحدث عن استغرابه، أمام كل هذه المجازر في حق الفلسطينيين، من موقف الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأساسي بل الشريك الفعلي للكيان الصهيوني بارتكاب كل هذه الاعتداءات على الشعب الفلسطيني ومعها القوى الاستعمارية الغربية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وغيرها من الحكومات الأوروبية، من قولها اليوم، أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها !!! وعلى الضحية أن تخضع للمعتدي !! متسائلا، أليس من حق الشعب الفلسطيني المعتدى عليه الدفاع عن نفسه؟ أليس الاحتلال أعلى درجات الإرهاب؟

وأوضح المتحدث، أنه في حرب أوكرانيا، اتهمت روسيا بالاعتداء واحتلال أراضي أوكرانية، فهبت أمريكا وأوروبا عن بكرة أبيها لتدين وتستنكر وتفرض عقوبات على كل شيء في روسيا، بل وجاءت الأسلحة من كل حدب وصوب لدعم أوكرانيا !!!

واعتبر أن مايقع، هو ظلم وقهر بحق الشعب الفلسطيني في هذا العالم الظالم، عالم لديه من المعايير المزدوجة ليفرضها على الدول والشعوب.. عالم منحاز للظلم والقهر … بانتظار تشكل عالم جديد يرفع الظلم والقهر عن الشعوب المقهورة !!

وعلى الرغم، يؤكد المتحدث، من هذه المحرقة التي يرتكبها الجيش الصهيوني في غزة، وتهجير أكثر من مليون ونصف المليون من شمال ووسط مدينة غزة إلى الجنوب، ودفعهم للجوء إلى الشوارع وأماكن الإيواء في المدارس الحكومية ومدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ” الأونوروا ” التي لم تسلم من القصف بالصواريخ والقنابل الفسفورية المحرمة دوليا، فقد فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهداف عدوانه الوحشي … فلم يتمكن من القضاء على المقاومة ولم ينجح في تحقيق الإفراج عن أسراه، بل أجبر على عقد صفقة تبادل أسراه المدنيين الخمسين مقابل الإفراج عن ثلاث مئة أسيرة وطفل، بالإضافة إلى إجباره على إدخال المساعدات والاحتياجات الطبية والوقود إلى جميع مناطق غزة ….

وشدد أيضا، على أنه من المعيب أن يكون موقف غوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة وبعض الدول الأجنبية تجاه إدانته قتل المدنيين العزل في غزة أقوى بكثير من الموقف العربي الرسمي !!! وقال في هذا الصدد، أنه لا يجوز أن يبقى نظامنا العربي الرسمي عاجز عن مواجهة الكيان الصهيوني الذي يدنس مقدسات الأمة، ويمارس الإبادة الجماعية والتمييز العنصري على الشعب العربي الفلسطيني.. كما أنه من غير المقبول أن تبقى أعلام الكيان الصهيوني ترفرف في بعض العواصم العربية.

وحيى بهذه المناسبة، برلمان جنوب إفريقيا الذي صوت بالإجماع على قطع العلاقات الدبلوماسية وكل أشكال العلاقات التجارية مع الكيان الصهيوني، وكل من كولومبيا وهندوراس وتشيلي وبوليفيا التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وبرلمانات كل من الأردن والبحرين التي طالبت بقطع العلاقات مع إسرائيل، وإلى الدول التي أعدت ملفات جرائم الحرب الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني لتقديمها إلى محكمة الجنايات الدولية، وأصحاب آلاف القوارب البحرية العالمية والتي خلت من أي قارب عربي، والتي توجهت إلى شواطئ غزة لكسر الحصار عنها، ولفرض وقف إطلاق النار، ووقف المحرقة التي ترتكب بحق شعبنا في قطاع غزة …

ودعا في ختام كلمته، الأحزاب اليسارية المعادية للامبريالية والاستعمارية المشاركة في هذه الندوة أن تتحرك عمليا واستخدام كل ما يمكن من قدرات وأدوات لتحفيز الحكومات للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية الشريك الأساسي للكيان الصهيوني لوقف إطلاق النار الشامل فورا في قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال ودباباته من غزة “، مع الإدانة والاستنكار بأشد العبارات للعدوان الإسرائيلي على غزة وبما تقوم به قوات الاحتلال من قصف وتدمير وقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين العزل بحكم أن ما تقوم به يرقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية طبقا للقانون، والضغط على حكومات الأحزاب للانضمام إلى الدول التي تقدمت بملفات جرائم الحرب الصهيونية إلى محكمة الجنيات الدولية.

حسن المرزوق: الديمقراطية التي تسعى إليها الشعوب هي من أهم الركائز التي ترتكز عليها العدالة والمساواة

 

                                                                                  حسن المرزوق، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي البحريني

استهل حسن المرزوق، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي البحريني، كلمته، بالحديث عن حزب التقدم والاشتراكية، الذي  وصفه  بالحزب الشقيق، وأنه تربطهما  سنوات وعقود من العلاقة والنضال المشترك،  مضيفا، أن حزب التقدم والاشتراكية انغرس عميقاً في جذور النضال الوطني والاجتماعي والأممي، وقدم الشهداء والتضحيات في مسيرة ما زالت متواصلة مع شعب المغرب الشقيق نحو مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، ونحو دولة المساواة في المواطنة، والتضامن النضالي في مواجهة الاستعمار والامبريالية والصهيونية، ويشق طريقه، بثبات، وعزيمة وإرادة، ويلتف حوله آلاف المناضلين والمناضلات يتقدمون الصفوف في كل الساحات والميادين.

بعد ذلك، أشار على أن الأمم المتحدة، تقول، أن أكثر من أربعين بالمائة من سكان العالم تقل أعمارهم عن 25 عامًا وأن الشباب يواجهون تحديات ضخمة ، مثل تغير المناخ والبطالة وعدم المساواة والاستبعاد، ويستخدمون وسائل الإعلام الجديدة لمحاربة الظلم والتمييز وانتهاكات حقوق الإنسان، ويقومون بالدفاع عن ما يؤمنون به بشتى الوسائل والطرق.

واعتبر أن الاهتمام بالشباب في أي قطر كان مرتبط بعدة عوامل أهمها وربما أولها تقدير هؤلاء الشباب ، موضحا أن التقدير لا يعني كلمة التقدير المجردة وإنما تقديرهم عبر السماح لهم بتقرير مصيرهم ومستقبلهم ، وهذا لا يأتي إلا من خلال إشراكهم في صنع القرار والتشارك فيه  ولا يأتي إلا عبر الديمقراطية الحقيقية النابعة من صميم الإرادة الشعبية وهذا “ما نجتمع من أجله اليوم” على حد تعبيره..

فهذه الطاقة البشرية الهائلة، يؤكد المتحدث، يمكنها تغيير موازين وقوانين وسنن سنتها بعض الأنظمة التي لا تصغي إلى مطالب شعوبها وأولهم شبابها ولا تجعلهم يمارسون الديمقراطية التي يسعون لها والجميع يعلم أن أهداف الديمقراطية هي تحقيق مبادئ الحرية والعدالة والمساواة والأمن الشخصي والاجتماعي والاقتصادي، ومشاركة الشعب في اتخاذ القرارات واحترام حقوق الإنسان وهذا ما يطمح إليه معظم شباب العالم .

وشدد على أن الديمقراطية التي تسعى إليها الشعوب هي من أهم الركائز التي ترتكز عليها العدالة والمساواة وبالتأكيد العدالة الاجتماعية، وأنه بدون ديمقراطية يعني الانفلات والتشرذم والاستياء، وأعطى مثالا على ذلك، من خلال على ما عاصره الوطن العربي بالتحديد منذ العام2011  وما تلاه من حروب ومآسي وانقسامات وهذا يؤكد ما يستطيع فعله الشباب أينما كانوا إذا حُرموا من حقوقهم المشروعة. وبالنسبة له، كآن بالإمكان تفادي ما حصل في العام 2011 لو تم الاهتمام بشكلٍ فعلي بالشباب والأهمية تكمن في دعم الشباب، من خلال توفير العديد من الاحتياجات الضرورية لتهيئته ليتحمل بناء دولته والنهوض بها، عبر الدفع بهم للمشاركة في عملية التحول الديمقراطي، من خلال تقديم المبادرات المختلفة والمرتبطة بتطوير التشريعات والسياسات التي من شأنها تهيئة بيئة مشجعة على المشاركة الفاعلة. واعتبر أن الاستثمار الحقيقي لأي وطن يأتي عبر تأهيل الطاقات الشبابية ودعمها والتي ستدر بما لا يدع مجالًا للشك العديد من المكاسب على مختلف القطاعات داخل أوطانها.وأكد بالمناسبة، أن الشباب هم البنية التحتية والعمود الفقري للأوطان، وهم الثورة الحقيقية للشعوب، بل هم أهم عامل للتنمية المستدامة في جميع الجوانب الحياتية، لذلك لابد من تهيئة الشباب وإشراكهم في عملية التنمية السياسية والاجتماعية، على حد تعبيره. ودعا الشابات والشباب إلى أن يثقوا في أنفسهم وفي مستقبلهم وأن يعلموا أن لا وصول للحرية والعدالة والديمقراطية إلا بالعمل الجاد والثقة بالنفس.

 

عبد الهادي الحويج: نريد ونعمل على ألفية ثالثة جديدة نكون فيها كلنا أقطاب ويكون الإنسان محور التنمية فيها

 

عبد الهادي الحويج، رئيس حركة المستقبل ، ووزير الخارجية المفوض بالحكومة

أما عبد الهادي الحويج، رئيس حركة المستقبل ، ووزير الخارجية المفوض بالحكومة ، فاعتبر في كلمته، أن شعار منتدى طنجة “عالم جديد يتشكل”، يعني في نظره توديع الأحادية القطبية وهيمنة القطب الواحد على سيرورة العالم، في ظل إعادة تشكل الجغرافيا الجيوسياسية وتفكك مشروع الهيمنة الاستعماري، والذي يتدخل تارة باسم حقوق الإنسان، وباسم الإصلاحات الاقتصادية، وتارة ثالثة باسم حماية وصيانة السلم والأمن الدوليين، وليس هذا فحسب بل يستخدم المؤسسات الدولية لفرض هيمنته ومشروعه الاستعماري الجديد وتطويع الدول الصغيرة والمستضعفة.

وأضاف، أن العالم الجديد الذي سيتشكل، يجب أن يعاد تشكيله أولا بإصلاح المؤسسات الدولية، وأولها الأمم المتحدة والمنظومة الأممية بشكل عام، وإصلاح مجلس الأمن، وذلك بتحويل صلاحيات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكي نضمن العدالة والمساواة والتوازن في اتخاذ القرارات الدولية، أو بضمان وجود مقعد دائم لإفريقيا في مجلس الأمن لإعادة نوع من التوازن، وإعادة تشكل حقيقي للعالم.

وأكد أيضا أن هذا العالم الجديد لن يكون جديدا مالم ” نكن نحن العالم الثالث وإفريقيا وقضاياها أولوية قصوى في حل مشكلاته، وأولها الحل العادل للقضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وإيقاف مسلسل الإبادة الجماعية الذي يمارس على شعبنا الفلسطيني اليوم أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع” وضرورة إنهاء الأزمات المفتعلة والغير واجبة التي فرضتها قوى الهيمنة بغرض تعزيز بيع السلاح وترويجه في دولنا وشعوبنا.

وأكد أيضا، أن هذا العالم الجديد الذي نصبو إليه، لن يتشكل كما نريد إلا بالتوزيع العادل لاقتصادات العالم وشطب ديون العالم الثالث لكل شعوب العالم وليس لمجموعات وأفراد ودول قليلة تتحكم في مصير العالم، وبأن لاتفرض على دولنا وشعوبنا حلولا من الخارج وكأننا حقل تجارب. واعتبر أن الأزمة الليبية التي لاتزال تعيشها اليوم خير دليل على ذلك وتدخل القوى الكبرى فيها الذي يعطل ويؤجل حلا مستداما وعادلا وشاملا ونهائيا للأزمة، ويؤجل حلا ليبيا-ليبيا بدليل أن الحكومة الليبية المنتخبة من البرلمان تتم محاولات عزلها عن العالم وبين حكومة أخرى فرضها مايسمى بالمجتمع الدولي دون حد أدنى لمراعاة إرادة الشعب الليبي وحقوقه المشروعة في اختيار حكامه، ويتم التعامل معها وكأنها حكومة منتخبة أو ممثلة للشعب الليبي.

وتساءل عن هذا العالم الجديد الذي سيتشكل، بطرح مجموعة من الأسئلة، من قبيل، ولكن بأي صيغة أو بنية وبأي لون؟ عالم جديد يتشكل، لكن السؤال أين نحن من بنية هذا التشكل؟ وما نشكل فيه؟ والسؤال الأكثر إلحاحا، من نحن؟ وهل نشكل قوة اقتصادية وسياسية وبشرية لنكون جزء من المشهد القادم؟ وكيف نكون جزءً من البنية الدولية الجديدة، فاعلين ومؤثرين وإيجابيين وأقوياء، ولعل العمل والتعاون العربي والإفريقي يشكل لبنة أساسية لهذه القوة في الخارطة الجيوسياسية القادمة. وأوضح في هذا الصدد بالقول ” ما نريده اليوم ليس عالما جديدا يتشكل فقط، وليس عالما متعدد الأقطاب فقط، بل ما نريده، وما يجب أن نعمل عليه هو عالم كله أقطاب، تتساوى فيه الدول صغيرها وكبيرها على قدم المساواة، وتكون العدالة بديلا عن الهيمنة. والتعاون والشراكة بديلا عن الإملاءات والاستغلال، بديلا عن الاستعمار. ويكون العمل المشترك على أساس سياسات رابح-رابح، وليس قوي وضعيف، وليس فاعلا ومفعولا به، وليس عالم أول وعالم ثالث”.

عالم جديد يتشكل يكون المناخ والتوازن فيه أولوية قصوى وأهمية وقف انبعاثات الدول الصناعية الكبرى والتي خلفت تطرفا مناخيا جديدا تأثرت منه دولنا وشعوبنا، على حدد تعبيره.

وختم كلمته بالقول ” نريد ونعمل على ألفية ثالثة جديدة نكون فيها كلنا أقطاب، ويكون الإنسان محور التنمية فيها وأساسا لها. ونريد ألا تكون هناك ازدواجية في المعايير، كما يحدث الآن من انتهاكات وإبادة وتهجير جماعي تجاه شعبنا الفلسطيني البطل، شعب الجبارين الذي يواجه قوى الهيمنة والغطرسة والاستعمار وحده دون أي سند عربي أو إقليمي أو دولي.

نريد ألفية جديدة يكون التنافس فيها للمعلوماتية، ومحاربة الأمراض، ومحاربة الفقر والجوع، وألفية جديدة للحوكمة الرشيدة والشفافية ومحاربة الفساد والتوازن البيئي والمناخي. ألفية جديدة للديمقراطية التشاركية والسلام والتنمية، وليس للحروب والنزاعات والموت والتي تغذيها وللأسف الدول الكبرى، دول الهيمنة والاستكبار التي تقتات على الأزمات والحروب. ألفية جديدة يتم تسفير فيها الحروب والنزاعات وقف نزيف الدم ويكون التدافع والترافع للتنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان”.

حسن عربي

تصوير: طه ياسين شامي

Top