‎أن تهزم أنغولا…

انتصار أكثر من رائع حققه المنتخب المغربي لكرة السلة، ليس لأنه جاء على حساب منتخب أنغولا القوي والرائد أفريقيا، ولكن لروعة الانتصار الذي جاء بطريقة مستحقة وأداء ساحر وفنيات فردية ولعب جماعي.
وتتجلى قيمة هذه النتيجة الكبيرة، في ظل الظروف التي رافقت الإعداد والسفر، وفي ظل التهديد بتقديم اعتذار عن المشاركة نظرا لغياب الإمكانيات المالية، ولكون العناصر الوطنية لم تتوصل بمستحقاتها المادية المؤجلة منذ شهور.
فتدخل شخصي من طرف بعض الشخصيات الرياضية التي تحظى بنوع من الاحترام، جعل اللاعبين يوافقون على مضض السفر إلى السنغال التي تحتضن مناصفة مع تونس البطولة الأفريقية، إذ كان تقديم اعتذار في تظاهرات قارية حلا غير مقبول تماما، في وقت أصبح لم يعد مسموحا بالكرسي الفارغ بعد النجاحات المهمة التي حققها المغرب بالقارة السمراء وفي شتى المجالات.
هذا الإنجاز يؤكد حقيقية الإمكانيات التي تتوفر عليها هذه الرياضة الجميلة من حيث وجود المواهب والعناصر المؤهلة للدفاع عن القميص الوطني، لكن غياب الإمكانيات وضعف الحكامة والصراعات الشخصية، لا يسمح بأي تطور مطلوب.
فبالرغم من المشاكل الطاحنة التي عاشتها كرة السلة الوطنية خلال السنوات الأخيرة، فإن فعاليات اللعبة حافظت على نوع من التماسك، وتجلى ذلك في حفاظ الأندية التقليدية على حضورها الفعال على الساحة، وهي التي تشكل حاليا النواة الأساسية للمنتخب، معززة بعناصر محترفة ببعض الدوريات الأوروبية.
تألق أشبال سعيد البوزيدي أعاد إلى الأذهان العصر الذهبي لكرة السلة خلال فترة الستينات بفضل تألق أسماء كبيرة، عندما تمكنوا من لعب المباراة النهائية سنة 1964، ليتوجوا سنة بعد ذلك باللقب من قلب تونس على حساب البلد المنظم، وليعودوا بعد أربع سنوات للعب المباراة النهائية، لكن شمس كرة السلة المغربية بعد ذلك غابت على الساحة القارية، ولم تسجل عودتها إلا سنة 1980، مكتفية باحتلال الصف الثالث ببطولة أفريقيا.
هذه المعطيات تؤكد حقيقة لا بد من الاعتراف بها، ألا وهي أن الرهان على ألعاب أخرى مفيد للرياضة المغربية، ومن الممكن أن يحقق المنتظر منه، رغم أنها لا تتطلب ميزانيات كبيرة.
فرغم الإهمال وضعف الميزانية المخصصة لها من طرف الوزارة، والواقع غير المشجع لأغلب الأندية، وطغيان الصراعات الشخصية، فإن ذلك لم يحل دون تألق المنتخب الوطني، بالإضافة إلى المواظبة على المشاركة الإيجابية لبعض الأندية على الصعيد العربي والقاري كجمعية سلا واتحاد طنجة وشباب الحسيمة، ونهضة بركان والوداد البيضاوي، وغيرها من الفرق التي تتحمل تبعات تمثيل كرة السلة المغربية بالخارج، حتى في غياب الدعم والمساندة.
تألق منتخب كرة السلة يعد بمثابة درس بليغ للمشرفين على الشأن الرياضي على الصعيد الوطني، وعليه لا بد من تحويل بوصلة الاهتمام نحو أنواع مؤهلة للتألق أكثر من رياضات تعودت على التهام ميزانية كبيرة بدون طائل…

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top