‎بين الزاكي ورونار…

بالرغم من مرور 11 سنة كاملة على مونديال 2006 بألمانيا، إلا أن الجميع لا زال يتذكر بكثير من المرارة والحسرة الطريقة التي أقصى بها الفريق الوطني المغربي لكرة القدم خلال اللقاء الفاصل والحاسم أمام منتخب تونس.
نال التونسيون تذكرة العبور لأعراس المونديال، دون أن يكونوا الأحق بها، خاصة وأن تأهلهم لدورة ألمانيا، كان على حساب جيل ذهبي أبدع بالملاعب الأفريقية سواء خلال تصفيات المونديال أو خلال نهائي كأس الأمم الأفريقية بتونس، إذ انهزم أسود الأطلس خلال دورة 2004 القارية أمام نفس المنتخب بهدفين لواحد، في مقابلة كان المغاربة فيها الطرف الأفضل والأقوى، إلا أن النتيجة آلت في الأخير لـ “نسور قرطاج”، والكل يتذكر كذلك الخطأ الفادح والقاتل الذي ارتكبه الحارس خالد فوهامي، عندما منح كرة على طبق من ذهب للاعب التونسي رياض الجزيري، وهو الهدف الذي منح الامتياز لمنتخبه.
خلال تصفيات مونديال ألمانيا، التقى المنتخب المغربي مرة أخرى في نفس المجموعة بنظيره التونسي، كان التعادل بالمغرب بهدف لمثله، وكان على “أسود الأطلس” البحث عن نتيجة الفوز لتجاوز ضياع النقط في باقي المباريات، إلا أن المباراة الفاصلة انتهت بهدفين لمثلهما، ليحافظ التونسيون على الامتياز الذي حققوه في مباريات معينة.
وبشهادة جل المتتبعين، كان المغاربة الطرف الأفضل كما توفروا على جيل متألق يضم أبرز ما أنجبته كرة القدم الوطنية خلال بداية الألفية الثالثة، إلا أن هذا الجيل خرج خاوي الوفاض بدون ألقاب، كما لم يتمكن من الوصول إلى المونديال.
القيمة التي وصل إليها الفريق الوطني في هذه الفترة تأثرت كثيرا بالمشاكل التي أحيطت به، مشاكل وصلت إلى حد إبعاد العميد نور الدين نايبت الذي كان وقتها صمام آمان بالنسبة للمجموعة ككل، سواء داخل الملعب أو خارجه، بصفته العميد، وصاحب التجربة الكبيرة والقيمة التي لا يمكن أن يناقشها أحد، إلا أن خلافا بينه وبين المدرب بادو الزاكي نتج عنه تباعد نهائي بين الرجلين.
وبالرغم من تدخل رئيس الجامعة آنذاك حسني بنسليمان بنفوذه وثقله وهيبته، إلا أن الزاكي ركب رأسه وأصر على إبعاد العميد، وعوضه بلاعب اسمه عزيز بنعسكر، معتقدا أنه عثر على البديل المناسب، والذي جاء مردوده جد عادي، والأكثر من ذلك نال ورقة حمراء خلال الدقائق الأولى من المباراة الحاسمة أمام تونس بملعب رادس، مما حتم على الفريق اللعب بعشرة لاعبين طيلة أطوار المواجهة.
تذكرنا ما حدث خلال سنة 2005، والمغرب يواجه في مقابلة قوية منتخب مالي يوم الجمعة القادم، وانطلاقا من هذه الأهمية سعى رئيس الجامعة فوزي لقجع إلى إذابة جليد الخلافات بين المدرب هيرفي رونار وحكيم زياش، كما نجح في ثني العميد المهدي بنعطية عن قرار الاعتزال الدولي .. خطوات كانت ضرورية لضمان أجواء عادية وصحية داخل منتخب مقبل على مواجهات حاسمة.
كما أن رونار الفرنسي الجنسية، وبالرغم من شخصيته القوية، لم يركب رأسه ولم يتعنت، بل تنازل لما فيه خير للمجموعة المغربية، والأكثر من ذلك سافر إلى هولندا لملاقاة اللاعب وضمان عودته للمنتخب.
المؤمل هو أن تعطي هذه الخطوات في جعل المنتخب المغربي في مستوى هذا التحدي ويتمكن من الوصول للمونديال للمرة الخامسة.

محمد الروحلي

Related posts

Top