مشروع قانون المسطرة المدنية يحظى اليوم بمصادقة مجلس النواب

يعقد مجلس النواب، يومه الثلاثاء، على الساعة العاشرة صباحا، جلسة عمومية ستخصص للدراسة والتصويت على مشروع قانون رقم 20.23 يتعلق بالمسطرة المدنية.
ويهدف هذا المشروع بحسب مذكرته التقديمية، إلى ” معالجة مظاهر الخلل التي كشفت عنها الممارسة القضائية، والهدر المسطري بسبب تعقيد الإجراءات، والبطء في المساطر وتنفيذ الأحكام “.
ومن شأن المصادقة عليه أن يتم ” اعتماد حلول تشريعية تراعي خصوصية الواقع المغربي، عن طريق صياغة قانونية تسهل فهم محتوى النصوص ومقاصد الشريعة “.
وقبيل تصويت مجلس النواب على مشروع قانون المسطرة المدنية، بدأ المحامون حراكا رافضا للمشروع، معتبرين أن مقتضياته “غير دستورية” وتمس بشكل خطير بحقوق المتقاضين وبالمكتسبات الدستورية والحقوقية وبالأمن القانوني والقضائي.
وقال مكتب جمعيات هيئات المحامين بالمغرب، في بلاغ له أصدره السبت الماضي، إن المشروع الذي حملته الحكومة ويستعد مجلس النواب للمصادقة عليه يضم ” تراجعات خطيرة تضرب في العمق الدور الرئيس والمركز الاعتباري للمحاماة واستقلالها وحصانتها في الدولة الديمقراطية وتخل بالتزامات المغرب الدولية”.
وطالب المحامون الحكومة بالتراجع عن المقتضيات التي وصفوها بـغير الدستورية والماسة بالمواطن وحقه في الدفع وآثارها السلبية على الاقتصاد ومناخ الاستثمار”، مؤكدين عزمهم اتخاذ كل الخطوات المناسبة بهدف “التصدي لهذه التراجعات بكل حزم ومسؤولية”، وذلك بمبادرات قال إنه سيعلن عنها ودعا المحامين للانخراط فيها.
مكتب الجمعية قال إنه منذ بداية ولايته اختار فتح قنوات الحوار مع الحكومة ومختلف الفرق البرلمانية علاوة على خطة ترافعية عبر إشراك أكاديميين وحقوقيين ومهنيين من أجل التحسيس بخطورة ما ينطوي عليه المشروع “من تراجعات ومساس خطير بحقوق المتقاضين وبالمكتسبات الدستورية والحقوقية وبالأمن القانوني والأمن القضائي”.
وحذر المحامون مما وصفوه بالآثار السلبية متعددة الأبعاد والنتائج التي يمكن أن تنتج “أمام الإصرار غير المفهوم للحكومة على تمرير مقتضيات المشروع رغم مساسه الخطير بالمكتسبات الوطنية في مجال العدالة”.
تفاعل المحامين يأتي على إثر “استعجال الحكومة للجنة العدل والتشريع للمصادقة على قانون المسطرة المدنية”، مقررا تأجيل النقاش في كل الملفات المعروضة أمامه وعقد اجتماع بنقطة فريد، وهي مشروع قانون المسطرة المدنية.
تحرك المحامين يأتي بعدما صادقت لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب، بعد منتصف ليلة السبت 20 يوليوز 2024 على مشروع قانون المسطرة المدنية.
وحظي المشروع بموافقة 21 عضوا من فرق الأغلبية ورفض 8 أعضاء من المعارضة، فيما تقدمت فرق الأغلبية والمعارضة بأكثر من 1000 تعديل على مواد مشروع قانون المسطرة المدنية، البالغ عددها 644 مادة.
ويروم المشروع، حسب الحكومة تبسيط المساطر والإجراءات وتيسير سبل الولوج إلى العدالة وتقليص الآجال وتقنين الطعون، وإدماج التقاضي الإلكتروني ورقمنة الإجراءات القضائية المدنية من خلال إحداث مجموعة من المنصات الإلكترونية تهم المحامين والمفوضين القضائيين والخبراء والعدول والموثقين والتراجمة المحلفين المقبولين أمام المحاكم.

Top