سكان البوادي والمناطق الجبلية تحت رحمة الأفاعي والعقارب

مع كل فصل صيف، واشتداد الحرارة ترتفع الأصوات المنادية بتزويد المستشفيات بالمناطق الأكثر عرضة لخطورة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، بالمعدات الطبية والأدوية والتركيبات بكميات كافية لمقاومة سمية هذه الزواحف الخطيرة التي تقض مضاجع ساكنة القرى وضواحي المدن.

في هذا السياق، قالت نزهة مقداد، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، إنه “مع حلول كل موسم صيف، تعرف العديد من القرى والمدن والمناطق الجبلية والقاحلة والنائية ببلادنا عموما، وبإقليم تنغير، بصفة خاصة، انتشارا كبيرا للزواحف السامة، ولاسيما منها العقارب والأفاعي، مما يخلف العديد من الضحايا بعضهم أطفال وأشخاص مسنون”، مطالبة، بهذا الصدد، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب بـ ” توفير الأمصال ضد سموم العقارب والأفاعي، خصوصا في إقليم تنغير”.

وأشارت النائبة البرلمانية إلى أن “هذا الواقع الذي يشكل خطرا حقيقيا على صحة وسلامة وحياة المواطنات والمواطنين، يتطلب (…) توفير ما يلزم من أمصال علاجية بالمراكز الصحية المختلفة للتعامل مع الحالات والمضاعفات التي تنتهي أحيانا بالوفاة، (للأسف الشديد)، فضلا عن ضرورة توفير سيارات الإسعاف بالعدد الكافي والتجهيزات الطبية اللازمة”، موضحة أنه بسبب هذه الوضعية “ارتفعت تحذيرات ونداءات فعاليات مدنية بإقليم تنغير تنبه إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يكون محركا لظهور أنواع مختلفة من الزواحف السامة التي تهدد الساكنة”، متسائلة في هذا الإطار ” حول الإجراءات التي سوف تتخذ من أجل تزويد المراكز والمؤسسات الصحية بالأمصال المضادة لسموم الأفاعي والعقارب، بالمناطق النائية عموما، وبإقليم تنغير على وجه الخصوص؟”، كما استفسرت أيضا، عن ” المقاربة العامة المعتمدة من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، استباقيا وعلاجيا، لأجل وضع حد لحالات الوفيات من جراء التعرض لتسممات العقارب والأفاعي؟”.

يذكر أن الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، كانت قد سجلت خلال السنة الماضية، ارتفاعا في معدل الوفيات الناجمة عن لسعات العقارب ولدغات الأفاعي بالمغرب، مبرزة معاناة ساكنة عدد من المناطق من انتشار العقارب السامة والزواحف كالثعابين والحشرات الضارة مع حلول فصل الصيف، في ظل صعوبة وصولهم للرعاية الطبية، وبطء التدخل للإنعاش الطبي للمصابين.

ولفتت إلى غياب الأمصال المضادة لسموم العقارب، ووحدات الإنعاش ببعض المراكز الاستشفائية، علاوة على غياب سيارات الإسعاف بالمناطق القروية البعيدة لنقل المصاب على وجه السرعة لأقرب مستشفى.

وشددت الشبكة، على أن هذه المشكلة ” تتطلب أساسا إعادة إنتاج الأمصال بمعهد باستور المغرب، وتعزيز مكانته كمؤسسة عمومية غير ربحية في إنتاج اللقاحات والأمصال وتطوير البحث العلمي”.

 سعيد ايت اومزيد

Top