توتر طال

تشهد العلاقة بين المنظمات التربوية ووزير الشباب والرياضة توترا ،يزيد من حدته إصرار الوزير على موقفه وتأويله الشخصي للخلاف، وتعمده استعمال لغة قاسية في حق الحركة الجمعوية المغربية. وبالرغم من سلسلة لقاءات عقدها اتحاد المنظمات التربوية مع فرق برلمانية وزعماء أحزاب وأيضا مع رئيس ديوان الوزير الأول، فان التوتر بقي مستمرا،والوزير يصر على اللغة ذاتها،كما فعل قبل أيام في البرلمان وهو يرد على سؤال لفريق التحالف الاشتراكي بمجلس المستشارين.
الوزير  يريد من الجمعيات أن توقع على اتفاقية شراكة من دون أن تطلع على مضمونها أو تعلق عليه،وهذا فعلا أمر غريب.
الوزير يتهم الجمعيات ،بشكل إطلاقي وفضفاض ،بعدم الشفافية،ولا يريد منها أن تحتج على اتهاماته.
لا نريد التوقف هنا عند هذا المنطق الغريب في تعامل الوزير مع شركائه الطبيعيين ،أي الجمعيات،إنما  نود التأكيد على أن السيد منصف بلخياط هو اليوم مسؤول سياسي، ولذلك فهو مطالب بالبحث عن حلول ومخارج للمآزق التي قد تعترضه أو قد يتسبب فيها مع المتعاملين مع وزارته،أما مواصلة توزيع الاتهامات يمينا وشمالا،فهذا سلوك مخالف لما يجب أن يتحلى به أي سياسي من حكمة ومن قدرة على إيجاد الحلول.
من جهة ثانية،موسم التخييم على الأبواب،وهو من أبرز أنشطة الوزارة ،وتعتبر الجمعيات هي المنظم الفعلي له طيلة عقود،وراكمت ،تبعا لذلك، تجربة غنية في التاطير وفي تدبير المخيمات،وأي إبعاد لها اليوم، أو  الاعتماد على كيانات تفتقر إلى التجربة يجعل الأمر كله محفوفا بالمخاطر…
لابد أيضا من التذكير هنا، أن قطاع الشباب والرياضة عرف دائما بعلاقة التفاعل الكبيرة بين مصالح الوزارة وأطرها وبين الجمعيات والمنظمات الشبابية،ومثلت هذه الخاصية نقطة قوة في القطاع،والوزير الحالي كان بإمكانه استثمارها لتعبئة الحركة الجمعوية إلى جانبه في كل برامج القطاع،ولازال بإمكانه تدارك ذلك اليوم ،عبر القطع مع عقلية  لي الذراع،والبحث عن هزم الطرف الآخر،لأنه ببساطة لا يوجد هنا طرف آخر،حيث الكل ،وزارة وجمعيات،يفترض أن يتعاونوا لتقديم خدمة ذات جودة لأطفال وشباب المغرب.
في زمن يعاني من تراجع مهول في التأطير ،وفي زمن تهجم فيه كل مظاهر التيئيس والعدمية والتطرف على الشباب،تبرز الحاجة قوية وملحة إلى دور الشباب والى الجمعيات والى منظمات الشباب،والى مزيد من دعم الوزارة وتفاعلها الايجابي مع الحركة الجمعوية.
الكرة اليوم في ملعب الوزير، أن يتحلى بشجاعة الحكماء ويبادر إلى دعوة الجمعيات التربوية والشبابية الحقيقية للحوار ولبلورة اتفاقات بين الطرفين، بما ينسجم مع تطلعات مغرب الديمقراطية والحداثة والتنمية.

Top