وساطة برلمانية تقترح حلا أخيرا والطلبة يتشبثون بمطالبهم “العادلة والمشروعة”

قبل الإعلان عن سنة بيضاء بكليات الطب

مع دخول شهر شتنبر الجاري وبداية الموسم الجامعي الجديد 2024 – 2025 ما تزال كليات الطب تجتر أزمة السنة الفارطة بعد إضراب غير مسبوق لطلبة الطب تجاوز 9 أشهر مع مقاطعة امتحانات الدورتين الخريفية والربيعية للموسم الجامعي الفارط.
وبالرغم من عدد من المبادرات التي تمت لتقريب الرؤى بين طلبة الطب والصيدلة ووزارة التعليم العالي وتكوين الأطر إلا أن الأزمة استمرت بعدما تشبثت الوزارة بمواقفها مقابل استمرار الطلبة في الدفاع عن حقوقهم ورفضهم القرارات الجديدة التي جاءت بها الوزارة الوصية.
وتتجه الأنظار إلى مبادرة جديدة دعت إليها فعاليات برلمانية لتجاوز الأزمة وإنقاذ الموسم الجامعي الفارط من شبح السنة البيضاء الذي أقرب من أي وقت مضى مع بداية الموسم الجديد، حيث توسطت بعض الهيئات البرلمانية لدى وزارة التعليم العالي من أجل إعادة برمجة الامتحانات بشقيها العادي والاستدراكي في شتنبر الجاري وأكتوبر المقبل.
ونقلت المبادرة الوطنية عن وزارة التعليم العالي، نية هذه الأخيرة إعادة برمجة الامتحانات ابتداء من 5 شتنبر الجاري، على أن يتم برمجة باقي الامتحانات بشكل تدريجي من أجل إنقاذ الموسم الجامعي 2023 – 2024، بالإضافة غلى نقلها تعهدا من وزير التعليم العالي بتوقيف العقوبات في حق عشرات الطلبة والالتزام بإلغاء نقط الصفر.
ووجهت الهيئات البرلمانية من الأغلبية ندائها لطلبة الطب من أجل قبول هذا الاقتراح من اجل حل الأزمة والالتحاق بالكليات انطلاقا من الخميس المقبل لاجتياز الامتحانات، مشيرة إلى أنها تتعهد بمواكبة تنفيذ التزامات الوزارة التي سبق وأن صرحت بها في يوليوز الماضي بمجس النواب وكذا الالتزامات الجديدة بوقف العقوبات وإلغاء نقطة الصفر.
من جهة أخرى، أبدت مصادر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب استغرابها من الحديث عن مبادرة جديدة وباب حوار جديد لا يشرك ممثلي الطلبة الذين انتخبوا ويمثلون زملائهم بشكل شرعي في الحوار الذي يجري الحديث عنه بين الأغلبية والحكومة.
وقالت المصادر ذاتها في حديث مع بيان اليوم أنها لم اللجنة لم تتوصل بأي دعوة للحوار من فرق الأغلبية أو من الوزارة، مشيرة إلى أن ما يجري الحديث عنه ظهر في بعض وسائل الإعلام وأن الدعوة للحوار كانت موجهة لآباء وأمهات الطلبة، حيث شددت المصادر عن رفضها لهذا “العبث” الذي تحاول بعض الجهات فرضه على الطلبة من خلال إقصائهم وابتزازهم بأولياء أمورهم.
واعتبر المصدر من داخل لجنة الطلبة الأطباء أن الحوار كان من الأبجديات ومن الأساسيات أن يتم مع الطلبة لأنهم أشخاص راشدون ومسؤولون وهم المعنيون بالأمر، وليس الآباء والأمهات، مؤكدا على أن مثل هذه الخطوات لا تسهم في الحل بقدر ما تزيد من تعقيد الملف وإظهار تعنت الوزارة المعنية وعدم رغبتها في إيجاد حلول حقيقية للملف.
وحسب المصدر ذاته، فإن طلبة الطب من المرتقب أن يقاطعوا الامتحانات التي أعلن عن برمجتها في 5 شتنبر الجاري، معتبرين أنها لا تقدم أي جديد في النقاش الدائر حول حقوق الطلبة العادلة والمشروعة، في ظل عدم استجابة الوزارة لمطالبهم واستمرار تهميشهم وفرض العقوبات ومحاولة فرض الأمر الواقع على مستوى التكوين الطبي.
وجدد المصدر ذاته التزام طلبة الطب بإيجاد حلول للملف من خلال حوار حقيقي وفعال بين الطلبة بشكل مباشر والوزارة والتوافق بشأن مختلف النقاط، مشددا على الطلبة ملتزمون بالعودة في حال اتفاق ملزم يضمن حقوقهم ويضمن تنفيذ الالتزامات ويرفع العقوبات التي جرت في حق عشرات الطلبة المناضلين، بالإضافة إلى إلغاء نقطة الصفر التي وزعت على ما يزيد من 15 ألف طالب بكليات الطب والصيدلة.
وأوضح الطلبة الأطباء أنهم لا يطمحون للسنة البيضاء التي تضر بمصالحهم بالدرجة الأولى، مؤكدين أن الاستمرار في الإضراب فرض عليهم بالنظر لغياب حوار حقيقي مع الحكومة والوزارة الوصية، وفي ظل تعنت المسؤولين ومحاولتهم فرض الأمر الواقع.
ودعا طلبة الطب وزارة التربية الوطنية إلى تحمل مسؤوليتها إزاء هذا الوضع الذي تعيشه كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان من احتقان غير مسبوق، مؤكدين أن المدخل الوحيد لحلول عملية يبقى حوار حقيقي جاد ومسؤول مع الطلبة، للتباحث في مختلف النقاط، وكذا الالتزام بمحاضر الاجتماعات، فضلا عن إعادة برمجة الامتحانات والتداريب الميدانية بشكل تشاركي يراعي وضعية الطلبة ومصالحهم من جهة، وكذا الإمكانيات المتاحة من جهة أخرى.

 محمد توفيق أمزيان

Top