الحسنية بين سيدينو والضور

يمر فريق حسنية أكادير بحالة من الاحتقان غير مسبوقة، تؤثر كثيرا على مساره بالبطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بل جعل مردوده الأضعف، إلى حدود الدورة العاشرة…

لم يتمكن من تحقيق أي انتصار حتى الآن، مكتفيا بخمسة تعادلات وخمس هزائم، وأضعف خطي هجوم ودفاع، سجل فقط ستة أهداف، ودخلت مرماه أربعة عشرة هدفا، حصيلة تقدمه كواحد من أبرز المرشحين للنزول، إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لتجاوز النفق…

أضرب اللاعبون في أكثر من مرة عن التدريبات، بسبب عدم التوصل بمستحقاتهم، ونفس الأمر بالنسبة لمستخدمي النادي الذين دخلوا بدورهم في إضراب، احتجاجا على عدم حصولهم على رواتبهم الشهرية، وبالتالي فإن وضعية الاحتقان مفتوحة على كل الاحتمالات، مما يضع النادي ككل، أمام مصير مجهول…

تتكلف حاليا لجنة مؤقتة بتدبير شؤون الفريق، إلى حين انعقاد الجمع العام، والذي لم يحدد موعده، لجنة تتكون من ثلاثة أفراد أوكلت لها مهمة، ملء الفراغ الإداري، لمدة قيل في البداية إنها لن تتجاوز الشهر فقط، لكن يبدو أن المؤقت سيطول، أمام الضبابية التي تخيم على المشهد…

وضعية جد مؤسفة لناد عريق يمثل منطقة مهمة على الصعيد الوطني، سوس العالمة يعيش فريقها الأول أصعب وضعية في تاريخه، فراغ تسييري، خصاص مالي فظيع، تراكم ديون، تهرب من مسؤولية التسيير، تذمر الجمهور، وتراجع مخيف للنتائج…

وضعية مؤسفة حقا يمر منها الفريق السوسي، يمكن القول إنها كانت منتظرة بعد الهزات التسييرية التي دخلها منذ بداية السنة، بعد السيناريو المحبوك الذي نفذ خلال الجمع المنعقد أواخر شهر يناير 2023، حيث قدم 10 أعضاء من المكتب استقالاتهم دفعة واحدة، مما دفع الرئيس السابق الحبيب سيدينو، إلى الانسحاب من منصبه.

يومها قال سيدينو: “أتأسف أن أتعرض لمجزرة بعد 10 سنوات في رئاسة حسنية أكادير، سأرحل من منصبي وفي قلبي حرقة، أنسحب من المكتب وسأحتفظ بصفتي منخرطا مثلي مثل الجميع، كما أنسحب من المجلس الإداري لشركة حسنية أكادير، على الجميع تحمل مسؤوليته في هذا الوضع”.

وكما كان مخططا له من قبل، مع سبق الإصرار والترصد، جاء أمين الضور ومن معه لمنصب المسؤولية، مقدما وعدا كبيرا من قبيل المجيء “بنظرة جديدة وبفكر مقاولاتي، من أجل مواكبة التطور الذي تعرفه كرة القدم المغربية، تحت قيادة رئيس الجامعة فوزي لقجع”.

لكن بعد أقل من سنة على تحمل المسؤولية “كذبت الميا الغطاس”، كما يقول المثل المصري الشائع، قدم الضور ومن معه الاستقالة، مرجعا السبب إلى ما أسماه بـ “الضغوطات والصعوبات التي يمر بها حسنية أكادير في الآونة الأخيرة. ولتهدئة الأوضاع. قرر المكتب المديري للفريق تقديم استقالة جماعية”.

فقد تبين أن الوعود التي سبق أن قدمها الضور، وهو من داخل مكتب سيدينو، كانت مجرد مزايدات وفرقعات صابون، وعند الامتحان يعز المرء أو يهان، ففي ظرف وجيز ، تبين أن كل ما كان يقوله مجرد خطاب للاستهلاك الإعلامي، وعندما وجد نفسه بمنصب المسؤولية المباشرة، ترك الجمل بما حمل، مخلفا الفريق وسط عاصفة، تهدد كيانه من الداخل…

عموما فالفريق هو الضحية، فالضربات تحت الحزام التي كان يتعرض لها سيدينو، كانت في الحقيقة تطعن الفريق من الخلف، والنتيجة كما ترون وضع مأساوي على جميع المستويات…

بقي أن نتساءل في الأخير، ألم يرتكب سيدينو نفسه أخطاء تسييرية وتدبيرية، أدت إلى الوضعية العامة المؤسفة التي يمر منها الفريق حاليا، ألم يخطئ عندما وضع ثقته كاملة، في أناس لم يكونوا أهلا للثقة؟؟؟

محمد الروحلي

Top