على من يضحك بلاتر؟

على بعد أيام فقط من انطلاق كأس العالم لكرة القدم 2022 بقطر، كشف جوزيف بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم عن موقف غير عادي، مفاده أن “كرة القدم وكأس العالم أكبر من أن تستضيفها دولة صغيرة مثل قطر”، مضيفا أنه “كان اختيارا خاطئا وكنت مسؤولا عنه كرئيس للفيفا”.
وذهب هذا “الحربائي” في خروجه الخاطئ محتوى وتوقيتا، إلى حد المزايدة المجانية بالتأكيد على أنه لو عاد به الزمن إلى الوراء، فلن يتخذ نفس القرار، خاتما “هذيانه” بتقديم أسفه على اختيار قطر لاستضافة المونديال، بسبب الأمور المثيرة للجدل بشأن قضايا حقوق الإنسان والمناخ.
المعروف أن بلاتر “أقصح” وجه في التاريخ، عانى المغرب طويلا من مكره غير المسبوق، حين فوت عليه أكثر من مرة فرصة استضافة عرس كرة القدم، رغم كل الضمانات التي قدمتها الملفات المغربية خاصة خلال دورة 2010، حيث منح التنظيم بشكل مريب لجنوب إفريقيا.
وجاءت التقارير الصحفية الصادرة خلال السنوات الأخيرة، لتؤكد حدوث تلاعب فادح في عملية التصويت، تزعمه هذا “الباطرون” السابق لـ (فيفا)، والذي غادر المنصب سالما غانما، دون محاسبة أو متابعة…
والآن، عاد ليعترف أمام الرأي العام الدولي، أن اختيار قطر على حساب الولايات المتحدة الأمريكية، كان غير صحيح، بعد تفضيل دولة صغيرة كالإمارة الخليجية الثرية.
كان على بلاتر اتخاذ موقف أكثر حكمة بتقديم متمنياته بالنجاح، لهذا الحدث الدولي الهام، بكل ما يحمله من تداعيات وتأثيرات سلبية ترافق توقيته…
فلا أحد ينكر الارتباك الحاصل حاليا على مستوى البطولات المحلية، بكل دول العالم، إذ لا يعقل أن تستمر الدوريات على بعد أسبوع فقط، من موعد المباراة الافتتاحية للمونديال، الشيء الذي نتج عنه تعرض العديد من اللاعبين لإصابات مختلفة، حرمتهم من المشاركة مع منتخبات بلدانهم، هذا دون أن ننسى مشاكل الإقامة والإيواء وغيرها من الجوانب الأساسية في عملية الاستضافة…
بلاتر أساء فعلا لكرة القدم العالمية، تلاعب بمصالح دول لسنين عديدة، وبعدما راح لحال سبيله، عاد ليقلب المواجع على عشاق اللعبة الأكثر شعبية، والمزايدة على دولة تسعى لتقديم نسخة استثنائية، دولة صغيرة فعلا لكن بطموحات كبيرة، استطاعت كسبت شرف التنظيم، باتباع نفس الطرق التي سبق أن سلكتها دول أخرى، بمباركة اللوبي الذي كان يسيطر على (فيفا) بقيادة “الماكر” بلاتر…
المونديال بقطر، وعلى هذا الأساس يجب أن يتعامل الجميع، أمام الخرجات المجانية في هذا التوقيت بالذات، خاصة من طرف من كان وراء القرار، والتي تعد سلوكا غير أخلاقي، بل مجرد مزايدة لها أهداف غير بريئة على جميع المستويات…

>محمد الروحلي

Top