هل نحن فعلا أمام بطولة احترافية؟…

تتواصل منافسات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بوصولها للدورة الحادية عشرة من مرحلة الذهاب…
ويتفق أغلب المتتبعين للنسخة الثالثة عشرة من زمن الاحتراف، على أن المستوى التقني ضعيف جدا، وأن أغلب المباريات لا ترقى إلى القيمة المفروض أن يصلها، دوري احترافي، تجاوز عقده الأول، وبسنوات.
وطبيعي أن تكون هناك أسباب مباشرة، وأخرى غير مباشرة؛ وراء هذا الهبوط المريب في العطاء العام، لبطولة صنفت خلال السنوات الأخيرة، الأفضل على الصعيد الإفريقي.
كان هناك اتفاق قبل بداية هذا الموسم، على وجود مشاكل ضاغطة، من بينها قلة الموارد المالية، كثرة النزاعات، وما ترتب عن ذلك من منع القيام بتعاقدات جديدة، بالإضافة إلى تأخر الاستعدادات، وكثرة التوقفات، ومما ضاعف من الأزمة إغلاق مجموعة من الملاعب بأكثر من مدينة، وغيرها من الإكراهات التي لا يمكن تجاوزها بسهولة…
وكان طبيعيا أن تكون لكل الإكراهات، انعكاسات سلبية على الأداء العام، إلا أننا لم نكن نتوقع أن يأتي الانحدار بهذه الدرجة المهولة والصادمة حقا…
فالدورة الحادية عشرة مثلا، والتي جرت مبارياتها نهاية الأسبوع المنصرم، شهدت أداء هزيلا لا يعكس أبدا القيمة التي سبق أن وصلت إليها البطولة من قبل، ارتباك واضح، عدم استقرار في النتائج، أخطاء بالجملة، تمريرات عشوائية، قلة الأهداف، وغيرها من الإفرازات السلبية التي تؤكد بالفعل أننا أمام موسم كارثي على جميع المستويات…
فأول هداف إلى حدود الدورة الأخيرة، لم يتمكن من تسجيل سوى 6 أهداف، وهو السنغالي بابي بادجى الذي يلعب لفريق المغرب التطواني المسير من طرف لجنة مؤقتة -وليس الوحيد-، متبوعا بمحسن بوريكة بـ 5 أهداف، وهو هداف المغرب الفاسي…
بالنسبة لحصيلة الأندية، فباستثناء فريق الجيش الملكي، صاحب الزعامة الثنائية مع الرجاء البيضاوي، فخط أمامه هو الوحيد الذي تمكن من توقيع 22 هدفا، بفارق 6 أهداف، عن الفريق الذي يتقاسم معه مركز المقدمة.
هناك تعدد كثرة الإنذارات، وحالات الطرد، وطغيان الاحتياجات وبلاغات التذمر، مدربون يتهربون من المسؤولية، مسيرون بسلوكات ملتوية، وأخطاء للحكام، تحدث أحيانا حتى بوجود تقنية «الفار»، وغيرها من الحالات التي تؤكد بالفعل، أننا أسوأ موسم من بطولة من المفروض، أن تكون قد وصلت إلى مستوى لافت، بالنظر إلى تراكم التجربة، وتعدد المكاسب…
بالفعل إننا أمام فترة انتقالية صعبة، لم تقو الأندية على مواجهتها والتقليل من تأثيراتها السلبية، فترة يمكن أن تتجاوز الموسم الحالي، وقد تتواصل إلى موسمين أو حتى ثلاثة أو أربعة، المهم لابد من التضحية من أجل الوصول إلى بطولة متوازنة، يستحق كل فريق النتائج التي ثابر من أجل الوصول إليها…
إلا أنه من المفروض أن يتم في ظل هذه الفترة الانتقالية، العمل بقوة على إرساء قواعد ممارسة سليمة، من قبيل ضمان توازن مالي، وهيكلة إدارية واضحة، وتسيير شفاف، وحكامة في التدبير، وحوافز مهمة، وجمهور مثالي، وعطاء تقني لائق، وإفراز لاعبين متميزين يصلون لعالم الاحتراف الأوروبي…
كلها طموحات مشروعة ممكنة التحقيق، شريطة التعامل الصارم والمراقبة المستمرة، وتوفير السيولة المالية، وتحصين الممارسة، وعدم التلاعب والاختراقات، والحد من تدخل السماسرة والانتفاعيين الذين أساؤوا للرياضة والرياضيين والناس أجمعين…

>محمد الروحلي

Top