الوداد .. مدرسة للعطاء وتكريس البعد الوطني وتأطير الأجيال

ومضات من تاريخ القلعة الحمراء

لم يتنازل فريق الوداد البيضاوي عن الرتبة الأولى وحكم قبضته على الصدارة منذ الدورة الثامنة من البطولة الاحترافية عند فوزه على شباب أطلس خنيفرة بالدار البيضاء 2-0، ومنذ ذلك الوقت لم يتنازل عن الصدارة إلا مؤقتا ليستعيدها لاحقا. وجاء ذلك بعد انطلاقة موفقة وراءها الرغبة في جمع أطراف الوداد وتحسين النتائج واسترجاع أمجاد ضائعة وكانت البداية في الدورة الأولى بالفوز على النادي القنيطري 3-1، ثم انتزاع نقطة واحدة من المغرب الفاسي 0-0 واقتسام الرتبة الأولى بعد دورتين مع الرجاء وأولمبيك خريبكة وشباب الريف الحسيمي بواقع 4 نقاط لكل فريق.
وفي الدورة الثالثة، انفرد فريق أولمبيك خريبكة بالرتبة الأولى برصيد سبع نقاط، مستفيدا من تعادل الوداد بلقاء الاتحاد الزموري للخميسات، وانتقل الكوكب المراكشي إلى الصدارة في الدورة الرابعة 9 نقط، متقدما على الوداد والمغرب التطواني 8 نقط في الرتبة الثانية.
وفي الدورة السادسة، تحول فريق الوداد رفقة المغرب التطواني إلى الرتبة الأولى 12 نقطة، عقب الفوز على شباب الريف الحسيمي 3-0، ثم تقاسم الوداد الزعامة مع الكوكب المراكشي في الدورة السابعة 13 نقطة.
وفي الدورة الثامنة غير الوداد السرعة وتحرك بانطلاقة ثانية متحكما في مقاليد البطولة بـ 16 نقطة، واستمر يسعى لرفع الفارق، وفي الدورة الثالثة عشر ضايقه أولمبيك خريبكة من جديد وزاحمه على الصدارة، وفي الدورة الرابعة عشر اقترب منه الكوكب المراكشي بفارق نقطة واحدة فقط.
وفي الدورة الموالية، عاد الرجاء إلى المطاردة والمراقبة لكن الوداد أنهى الشطر الأول من الدوري متوجا بلقب بطولة الخريف برصيد 26 نقطة متقدما عن الرجاء بنقطة وحيدة.
واستمر الوداد في صراع طاحن مع أولمبيك خريبكة وفي محطات مع الكوكب المراكشي والرجاء حتى الدورة 29، عندما حسم اللقب بأكادير، مجنبا جماهيره ما قد تعيشه من ضغوطات وتوتر في الدورة الأخيرة، بفوزه على حسنية أكادير وأحرز ثلاثة نقط وانتزع اللقب الـ 18.
في يونيو 1941، أحدثت عصبة كرة القدم في المغرب كأس الحرب وسمحت باستئناف أنشطة البطولة وكان على الوداد اللعب في القسم الثاني باعتباره فريقا حديثا ومتألقا ومطالبا التدرج عبر الأقسام.
ونجح الوداد بقيادة المدرب عبد الحق القدميري في عبور كل المراحل وبلغت عقبة السد وهناك انتصرت في مرحلة نصف النهائي على نادي سبورتينغ مازاغان وتأهلت للقاء الجمعية  الرياضية للرباط وانتصرت.
وفي آخر محطة تفوق الوداد على رابطة الدار البيضاء في الذهاب 0-1 وتعادلت في الإياب 1-1 وحققت الصعود إلى القسم الأول، ولا أحد ينكر ما كان يتوفر عليه الوداد من مواهب وطاقات مكنته من تحقيق الايجابيات والتألق في مواجهة فرق فرنسية.
وما زال التاريخ يذكر الثلاثي المرعب في تشكيلة الوداد من الرعيل الأول إدريس عبد السلام والشتوكي وكان هذا الاكتشاف للأب جيكو محمد بلحسن العفاني الذي ساهم في بناء تأطير الوداد في بداياته.
وفي الدوري المغربي أحرز الوداد أول لقب له في الموسم الرياضي 1947-1948 واحتكر الصدارة منذ الدورة الخامسة واستمر فيها وتوج بطلا يوم 15 مارس 1948 بانتصاره على فريق أليوس 3-1.
وفي هذا الدوري أجرى الوداد 18 مباراة انتصر في 14 وتعادل في مباراتين، وانهزم مرتين فقط وسجل 47 هدفا واستقبلت مرماه 20 هدفا وكان يشرف على تدريب الفريق المدرب الأب جيكو.
لم يكن الوداد مؤسسة للرياضة والترفيه والتنشيط في عهد الحماية، بل كان فضاء لتكوين الشباب وتحميسه وتحريضه على المطالبة بالاستقلال والتخلص من الاستعمار.
وكان الوداد بذلك فريقا وطنيا تؤطر الشباب المغربي وتعده للعمل الوطني وذلك تحت غطاء الرياضة، وحتى الانتصارات آنذاك لم تكن رياضة صرفة بل سياسية تساهم في تحميس الجمهور وتهييجه.
وكان مؤطر الفريق يجمعون المواهب في الأزقة والجواري ومن بين الرعيل نجد عبد القادر جلال، سالم، ولد عائشة العفاري، القاسمي، إدريس، كبور، عبد السلام، الشتوكي، الحسين عاطف، محمد مريدة، العياشي دامكي، بوشعيب خالي، أحمد ولد البياض المعطي زروق، العربي قنوفة، محمد زعيريطة، أحمد ألطونيو، المدني الرباطي، محمد شاكوري، أحمد بنمسعود، مصطفى ولد البحيرة، محمد الناوي، امحيمدات، لحسن شيشان، حمان الوجدي، حسن لابورت، ولد إزا، محمد ماصون، عبد الكبير الطنجي…
وكانت البطولة تشهد مشاركة 12 فريقا وتمكن الوداد من الفوز باللقب طيلة أربع سنوات متتالية 48 و49 و50 و51، بتفوقه على جميع الفرق الفرنسية وفي منافسات كأس شمال إفريقيا كانت المباريات تدور بين فرق المغرب الجزائر وتونس وأحرزت الوداد على بطولة شمال إفريقيا سنوات 1948، 49، 1950 وكاس شمال

إفريقيا سنة 1949.
وفي أول مباراة في بطولة شمال إفريقيا استقبل فريق الوداد مولودية وهران الجزائرية (الفريق بطل عصبة الجزائر) وسيطر الوداد وتفوق بحصة 3-0 ومباشرة بعد ذلك كان عليه السفر إلى مدينة وهران ليلعب مرحلة نصف النهائي ويواجه نادي بلعباس.
وهناك وقبل انطلاق المباراة وفي فترة الإحماء ظهر لاعبو ومؤطرو الوداد أن العلم الفرنسي وحده في الملعب وبتعليمات من الراحل الأب جيكو بجرأته وقوة شخصيته اتجه عميد الوداد صوب حكم المباراة ATANASIO، وأخبره أن الفريق المغربي لن يدخل رقعة التباري إلا إذا توفر العلم المغربي موازاة مع العلم الفرنسي الشيء الذي أزعج لاعبي ومسيري فريق سيدي بلعباس. وبعد حوالي عشرين دقيقة تم إحضار العلم المغربي وشهدت المباراة تفوق الوداد بحصة 4-3 في واحد من أكبر اللقاءات في تاريخ النادي.

ومضات من التاريخ

8 ماي 1937 تاريخ ميلاد الوداد البيضاوي.
سنة 2000 احتل الوداد البيضاوي المركز 12 في ترتيب أندية القرن العشرين وعلى المستوى الإفريقي ويعتبر الوداد أكثر الأندية فوزا بالبطولة والكأس في المغرب.
الحاج محمد بنجلون واحد من المجموعة التي أسست الوداد البيضاوي، والرجل حاصل على الباكالوريا سنة 1933 وتلقى التكوين في باريس في مجال التجارة
كانت بداية الوداد البيضاوي بتأسيس فرع كرة الماء -السباحة ثم كرة السلة وبعدهم كرة القدم.
الأب جيكو محمد بلحسن العفاني من أول مدربي الوداد، وهو من مواليد سنة 1900 وتوف سنة 1970، كان لاعبا ثم صحفيا ومدربا من ألمع المدربين في تاريخ الكرة المغربية.
محمد رفقي حارس مرمى الوداد البيضاوي في الخمسينات التحق للاحتراف بنادي Grenoble الفرنسي، وعاد بعد وقت وجيز استجابة لنداء المقاومة التي كان من روادها.
سنة 1944 تم توقيف الوداد البيضاوي من لدن السلطات الفرنسية وذلك إثر حوادث مطالبة الحركة الوطنية باستقلال البلاد.
أشرف على تسيير الوداد الرؤساء كل من محمد بنجلون، عبد القادر بنجلون، عبد اللطيف بنجلون، محمد بلحسن ينجلون، عبد الرحمان الحطيب، عز الدين بنجلون، أحمد حريزي، عبد الرزاق مكوار، عبد الملك السنتيسي، بوبكر جضاهيم، نصر الدين الدوبلالي، عبد الإله المنجرة، الطيب الفشتالي، عبد الإله أكرم، ثم سعيد الناصيري.

Top