الأفلام القصيرة تقتفي سينمائيا قضايا الإنسان الإفريقي في الدورة 24 لـ FFICAK

تقدم الدورة 24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، في مسابقة الأفلام القصيرة، عروضا سينمائية قوية، نظرا للإبداع الفيلمي الصاعد مع الجيل الجديد في حقل الفن السابع.
وتظهر هذه القوة، على مستوى التمكن من التقنيات الفنية في التصوير، وكذا كتابة السيناريو، وطبيعة المواضيع المختارة التي تستحضر الإنسان وتقتفي قضاياه في مختلف وضعاته وحالاته في الدول الإفريقية، رغم الإمكانيات المادية المحدودة بالنسبة لهؤلاء المخرجين، والتي تنعكس على جودة الصورة والصوت أحيانا وفقر الديكور.
وبالمناسبة، حظي الفيلم القصير “الأربعين” (LA QUARANTAINE) للمخرجة التونسية سناء الجزيري بإعجاب الجمهور، نظرا لطريقة معالجة موضوع “الروتين” اليومي للمرأة في حياتها الأسرية والمهنية، ومدى انعكاس ذلك على وضعها النفسي.
قد تبدو الفكرة مستهلكة لدى الجمهور، لكن الاختيارات الفنية للمخرجة منحت للفيلم قراءات متعددة، لأنه يخاطب اللاشعور الفردي، سواء تعلق الأمر بالمرأة أو الرجل، حيث يجد المرء نفسه غارقا في تفاصيل الواجبات اليومية، وإن كانت المرأة أكثر معاناة بالنسبة للمخرجة، نظرا لتحملها المسؤولية داخل وخارج البيت.
وإلى جانب هذا العمل التونسي، يبرز الفيلم القصير “كاميرا فوبيا” للمخرج المصري يونس خميس، الذي اختار فيه نقل تجربة المصورين الفوتوغرافيين في الشارع المصري.
ومنح يونس خميس في شريطه، الكلمة للمصورين الفوتوغرافيين، ليحكوا للمشاهدين عن الصعوبات التي تواجههم في التقاط الصور التي يقدمونها في عروضهم.
ويتوقف “كاميرا فوبيا” عند أهمية توثيق اللحظة في الشارع العام، حيث يتحدى الفنان الفوتوغرافي كل الحواجز من أجل أخذ صورة، ستبقى شاهدة على لحظة تاريخية لفضاء أو حركات الأشخاص وبورتريهاتهم.
ويعتبر الفيلم القصير “UNE AUTRE BLANCHE” للمخرج البنيني ميدسي أغوندجي (Medessè Agohoundjè)، من الأعمال التي شدت انتباه الجمهور، نظرا للقصة التي يحكيها عن فتاة مصابة بـ”المهق” (Albinism).
وينقل ميدي أغوندجي المشاهد إلى عالم “سيتشيمي” التي تشعر بالتمييز والاختلاف عن محيطها، وتختار “قسرا” الوحدة والعزلة، ويصور الفيلم المساعدة التي يقدمها أفراد أسرتها، على سبيل إدماجها في محيطهم الذي يوجد فيه أصحاب البشرة السمراء فقط.
أما المخرج السينغالي ستيفان بوي (Stéphane Boye)، فقد اختار أن يعالج في فيلمه “باكو” BACCOU، مشكل الغضب وما ينتج عنه من عنف في الشارع.
وينقل ستيفان بوي في فيلمه الدرامي، ما ينتج عن الغضب والعنف من مواجهات دامية، تمثلت في انتقال “ألسان” من المنزل إلى حلبة القتال بفرنسا، لمواجهة خصمه “ادريس”، ومحاولة ربح المال وإهدائه لوالدته التي كانت تستعد للسفر.
وإلى حدود يوم الاثنين، قدم عرضان آخران إلى جانب هذه الأفلام القصيرة، ويتعلق الأمر بالفيلم الروندي “a wingless bird that flies” للمخرج ريمي ريموغاب (Remy Rymugabe)، الذي يتحدث عن فقدان الأمل في الحياة والعلاقات الإنسانية، حيث يقدم شخصيات مصدومة من الواقع الذي توجد عليه.
أما الفيلم الطوغولي “L’ASSAUT ES VAGUES”، للمخرج ماتياس نوسوغون (Mathias Noussougnon)، فذهب إلى الحديث عن الإشكاليات البيئة المطروحة في الطوغو، في ظل ارتفاع منسوب مياه البحر الذي أتى على المنازل التي كانت مشيدة في السواحل الشاطئية.
جدير بالذكر أن 14 فيلما من مختلف البلدان الإفريقية تشارك في مسابقة جائزة الأفلام القصيرة، للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، الذي ينظم من 11 إلى 18 ماي الجاري، ويتعلق الأمر بصنف الجائزة الكبرى (نجيب عياد)، وجائزة لجنة التحكيم (بولان سومانو فييرا).

خريبكة: يوسف الخيدر

Top