نظم نادي الخطابة والتواصل لقاء تواصليا، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، يوم الخميس الجاري 4 أبريل، ندوة علمية تحت إشراف الدكتورة إلهام المجدوبي، أستاذة الأدب والثقافة بشعبة الدراسات الإنجليزية والمسؤولة عن النادي.
واختير لهذا اللقاء الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي للتوحد، عنوان “الطفل الداخلي كمرآة لفهم الأنا والآخر”، والذي عرف تقديم عدة مداخلات لأساتذة ومختصات في مجال علم النفس.
وسلطت الندوة الضوء على أهمية فهم الطفل الداخلي كمدخل يساعدنا على فهم سلوكنا وتفاعلاتنا مع العالم من حولنا وفي إدراك المشاعر والاحتياجات التي شعرنا بها في طفولتنا من أجل فهم أفضل لتصرفاتنا وردود أفعالنا الحالية.
وفي هذا الصدد، أوضحت إلهام المجدوبي المسؤولة عن النادي أن فكرة تأسيس نادي الخطابة والتواصل تمت ضمن إطار المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (PACTE ESRI 2030) الذي يولي أهمية كبرى للأنشطة الموازية الجامعية، ولا سيما الأنشطة الثقافية ذات الارتباط بأهداف وحدات القوة ووحدات اللغات خاصة، والتنمية الشخصية عامة.
وأكدت المجدوبي أن النادي يهدف في المقام الأول إلى توفير بيئة داعمة ومحفزة حيث يمكن لكل فرد تطوير مهاراته في التحدث أمام الجمهور والتواصل الفعال.
وشددت المتحدثة ذاتها على أن النادي بحث على تطوير مهارات التحدث، وتعزيز الثقة بالنفس، وتشجيع الاستماع الفعال، وبالضبط خلق شبكة دعم. علاوة على أن النادي يخلق للطلاب دعم بعضهم البعض، وتبادل النصائح والخبرات وبناء علاقات دائمة.
وكشفت المجدوبي في تصريح صحفي لجريدة بيان اليوم أن الطفل الداخلي هو الجزء الداخلي في كل منا، والذي يحتفظ بالذكريات والتجارب والمشاعر منذ الطفولة، ويعد هذا الجانب الداخلي جزءا مهما جدا من شخصيتنا ويؤثر بشكل كبير على سلوكنا وتفكيرنا في الحياة اليومية.
من جهتها، أكدت أميمة أمشراف، الأخصائية النفسية والمعالجة بالفن، على أهمية العلاج النفسي بالدرجة الأولى وعلى دور العلاج بالفن والجانب الروحي في خلق التوازن النفسي لدى الأفراد متمسكة بقولة: “الإنسان لا يتحدث بعقله بل بجروحه النفسية”.
وأبرزت أميمة، في تصريح صحفي لجريدة بيان اليوم، أن العلاج بالفن يعتبر وسيلة فعالة للتعبير عن العواطف والتجارب الداخلية التي قد يكون من الصعب التعبير عنها بالكلام. فمن خلال الرسم، الكتابة، النحت، الموسيقى أو أي نوع آخر من الفنون، يمكن للأفراد التواصل مع طفلهم الداخلي بشكل عميق وتجديد الاتصال والارتباط معه. يمكن للفن أن يساعد في تحرير العواطف المكبوتة وتحفيز عملية التشافي، أو العلاج النفسي.
وأشارت أميمة إلى أن الجانب الروحاني كذلك له دور هام في فهم ومصاحبة الطفل الداخلي، من خلال التأمل، والصلاة، أو العمليات الروحانية الأخرى التي تمكن الأفراد من استكشاف الأبعاد العميقة لذواتهم ويعيدوا الاتصال بالجوانب الروحية من ذواتهم.
من جهتها، أفادت نورة مفتوح طالبة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية ورئيسة النادي، أن النادي يسمح لكل طالب داخل الجامعة بتعلم آليات التغلب على الخجل والخوف من مجرد الإلقاء أمام الملأ، ومن تم يتكيفون مع مختلف التقنيات الشفهية والجدلية، مبرزة أن الطفل الداخلي مصدرا للإبداع والعفوية والفرح من جهة، ومن جهة أخرى يحمل الجروح العاطفية والصدمات غير المحلولة من ماضينا”.
وختمت نورة مفتوح تصريحها بالقول إنه خلال العمل على طفلنا الداخلي، نسعى لشفاء هذه الجروح، وتلبية الاحتياجات غير المرضية، ودمج الجوانب الإيجابية في حياتنا اليومية.
< دنيا بنلعم (صحفية متدربة)