تقديم العرض ما قبل الأول للفيلم الوثائقي “من فاس إلى تيفاوان، إلى منابع التيجانية”

جرى، يوم الجمعة الماضي بدكار، تقديم العرض ما قبل الأول للفيلم الوثائقي “من فاس إلى تيفاوان، إلى منابع التيجانية” الذي يبرز العلاقات التي تجمع بين المغرب والسنغال والعاصمة الروحية للمملكة والطريقة التيجانية، بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والدينية والدبلوماسية.
وحضر هذا العرض، على الخصوص، عن الجانب السنغالي، كاتب الدولة في الثقافة والصناعات الثقافية والتراث، بكاري سيسي، وعن الجانب المغربي، سفير المملكة بالسينغال، حسن الناصري.
 ويبرز الفيلم (مدته 72 دقيقة)، وهو من تأليف وإخراج السينغالي عبد الرحمان فال، بشكل خاص الروابط العميقة القائمة بين الطريقة التيجانية، وخاصة مدينة تيفاوان والمدينة الروحية لفاس، حيث يوجد ضريح مؤسس الطريقة، الشيخ أحمد التيجاني.
وقال مخرج الفيلم، الذي تم إنتاجه بدعم من شركاء مغاربة وصندوق النهوض بالصناعة السينمائية والسمعية البصرية في السنغال وبمساهمة من الإذاعة والتلفزيون السنغالي “RTS1″، إن فيلم “من فاس إلى تيفاوان، إلى منابع التيجانية” يعد بمثابة “غوص في قلب التيجانية، بدأ في دجنبر 2018 برحلة إلى المغرب، وبالضبط إلى فاس، حيث يوجد ضريح الشيخ أحمد التيجاني”.
وأوضح السينمائي أنه “بالإضافة إلى الجانب الديني والثقافي بامتياز للطريقة التيجانية، أردنا استعراض الرهانات الدبلوماسية والجيو-سياسية لهذه الشقيقة الصوفية”، مسجلا أن الفيلم يتيح مرة أخرى استكشاف تاريخ الروابط العريقة بين السينغال والمغرب.
من جهته، أبرز سفير المملكة في دكار، حسن الناصري، أن هذا الوثائقي “يوثق الروابط العميقة والخالدة القائمة بين المغرب والسينغال من خلال المنشورات الروحية للطريقة التيجانية الشهيرة”.
وأضاف أن “هذا الفيلم الوثائقي، الذي يعد ثمرة رؤية مهيكلة وتعاون حماسي بين الفنانين والباحثين، ليس مجرد حكي. يتعلق الأمر برحلة آسرة تتخللها مشاهد من الأصول، مع استكشاف الروابط الدينية وكذا وشائج التفاني والتآخي التي تجمع بين الشعبين الشقيقين”.
 وتابع الناصري أنه من خلال شهادات حول تقاليد وشعائر الطريقة التيجانية في كل من المغرب والسينغال، “يقدم الفيلم نظرة حول غنى وتنوع موروثنا الروحي المشترك”.
 ومن جهة أخرى، أبرز الدبلوماسي أن جلالة الملك محمد السادس طالما أحاط العائلات الصوفية في السينغال بعنايته السامية، مشيرا، على سبيل المثال، إلى المشاركة القوية للوفود المغربية في مختلف التظاهرات السينغالية ذات البعد الديني.
 كما ذكر بأن المغرب، تحت القيادة المتبصرة لأمير المؤمين جلالة الملك محمد السادس، حريص على تقوية الروابط الدينية والروحية مع السينغال من خلال، على الخصوص، تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأئمة بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، وهي مؤسسة ذات توجه دولي تتوخى الحفاظ على الطابع الوسطي للخطاب الديني مع حماية المجتمعات المسلمة من التطرف.
من جانبه، سلط كاتب الدولة في الثقافة والصناعات الثقافية والثرات بالسينغال، باكاري سيسي، الضوء على عمق وتميز العلاقات بين المغرب والسينغال، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس باسيرو ديوماي فاي.
كما أبرز المسؤول السينغالي الروابط الروحية القوية القائمة بين مختلف الطرق الدينية وملوك المملكة المغربية.
وأشاد باقي المتدخلين بالروابط المتينة التي تجمع بين المملكة والسينغال، مشيرين إلى الرعاية السامية التي ما فتئ يشمل بها جلالة الملك محمد السادس الطريقة التيجانية وكذا جهود جلالته في سبيل الدفاع عن الدين الإسلامي.

Top