داء الكوليرا يتفشى في 9 دول بإقليم شرق المتوسط

عقدت منظمة الصحة العالمية، مطلع الأسبوع الجاري، مؤتمرا صحفيا بشأن مستجدات أوضاع الطوارئ الصحة في إقليم شرق المتوسط.
وقال الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لشرق المتوسط، إن أهل غزة فقدوا أبسط حقوقهم ونزح أكثر من 1.9 مليون شخص من غزة بعد 100 يوم من الصراع والحرب، لافتا إلى معاناتهم مع قساوة الجو في هذا الفصل البارد، في ظل مخاطر التعرض للوفاة من جراء القصف، ومع وجود 15 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى كان يعمل من قبل، حيث أصبح المرضى يفترشون الأرض ويتوفون نتيجة انعدام الوقود والأدوية والمساعدات.
وأضاف أن المنظمة ستطلق نداء الطوارئ الصحية في عام 2024، خاصة مع ظهور 6 فاشيات في إقليم شرق المتوسط، جراء الزلازل والفيضانات والجفاف، والعدوان على غزة الذي تسبب في انقطاع سبل الحياة من ماء وكهرباء وأدوية. وأصبح 140مليون شخص (60% من السكان) في حاجة لمساعدات. ولا يزال النظام الصحي يعانى من العنف، وانتشار الأمراض ونهب الإمدادات لإنقاذ الأرواح. ولا تستطيع وكالات المعونة الوصول إلى جميع المناطق. ولازال اليمن يعاني من عدة أمراض مثل الحصبة والكوليرا وحمى الضنك، ويتفشى وباء الكوليرا حاليا في 9 دول بإقليم شرق المتوسط من أصل 22 دولة وهو عدد الدول بإقليم شرق المتوسط.
وترفع حالات الجفاف التي يزداد انتشارها في جميع أنحاء الإقليم خطر عدم توفر المياه النظيفة وتهيئ بيئة مثالية لانتشار الكوليرا.
ومعظم البلدان المتضررة من تفشي الكوليرا في الإقليم، تعد من الدول التي تعاني من ضعف البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي، مع عدم وجود استثمارات ذات قيمة في تلك البنية الأساسية في السنوات الأخيرة.وقال المنظري إنه على الرغم من أن كورونا لم يعد يمثل حالة طوارئ صحية إلا أن المنظمة ما زالت تعمل عن كثب على تتبع تطور وباء كوفيد في المنطقة.
شارك في المؤتمر كل من ‏الدكتور أحمد المنظري مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والدكتورة رنا الحجة مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والدكتور ريتشارد برينان مدير برنامج الطوارئ الإقليمي والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والدكتور أياديل سباربيكوف رئيس فريق الطوارئ الصحية بمكتب منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
من جانبه قال الدكتور تيدروس ادهانوم جبريسيوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن العنف والحرب فى غزة أوديا حتى الآن بحياة أكثر من 24000 من سكان غزة (70% منهم نساء وأطفال) وأصيب المزيد من الجرحى والكثير منهم حالته خطيرة.
وفي أعقاب أكثر من 300 اعتداء على الصحة واستمرار الافتقار إلى الوصول الآمن إلى المساعدات الحرجة، توقفت غالبية المستشفيات في القطاع عن العمل. لا يمكن للمرافق الـ15 التي لا تزال تعمل توفير سوى رعاية صحية محدودة.
وأكد جيبرسيوس أن العاملين الصحيين يعمل في غزة بشكل بطولي وفي ظروف صادمة، ويواجه المرضى، بسبب تدمير النظام الصحي، الظروف القاسية لعمليات بتر كان يمكن تجنبها، ويموت أصحاب الحالات المزمنة الخطيرة بسبب قلة الرعاية، وتنتشر الأمراض بين السكان الذين يجبرون على الازدحام في مساحات أصغر من أي وقت مضى، مع القليل من المياه النظيفة أو الحصول على المرافق الصحية.
وأضاف أن الناس في غزة يعيشون في الجحيم، لا يوجد مكان آمن، وبعد مرور 100 يوم، ما زال العد مستمر ويعاني الناس هناك من عدم الأمان والخوف، داعيا إلى بذل كل الجهود الممكنة لإنهاء العنف ولمنع المزيد من الوفيات والإصابات التي لا داعي لها.

Top