صناع الأدوية بالمغرب يؤكدون أن القنب الهندي يفتح باب أمل جديد في مجال الصحة

يتزايد الاهتمام بالقنب على نطاق واسع في الآونة الأخيرة في جميع أنحاء العالم، يتبوأ المغرب موقع الريادة، وفي مواكبة التحول الكبير في السياسة الوطنية والتشريعات، نظمت الفدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي ورشة عمل يوم الجمعة 17 ماي 2024 في مدينة الدار البيضاء، جمعت بين أبرز الفاعلين في صناعة الأدوية لمناقشة التطورات الأخيرة في التشريعات المتعلقة بالقنب في المغرب، وفوائد زيت الكانابيديول وتأثيراتها على صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل.

حيث حضر في هذه الورشة أزيد من 120 مشارك، وذلك بمشاركة فعالة لممثلي مديرية الأدوية والصيدلة، والوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالإضافة إلى مصنعي الأدوية، وجمعيات الأطباء والصيادلة، والمشغلين في مجال التجميل والمكملات الغذائية

وفي كلمته الافتتاحية أوضح رئيس الفدرالية أن المغرب قد قام بخطوة حاسمة عبر اعتماد قانون يسمح بالاستخدام الطبي والصناعي للقنب

من خلال هذا القرار التاريخي الذي يمثل تغييرا مهما في سياسة البلاد بشأن هذه النبتة، أخذ المغرب المبادرة بتبني القانون 13-21 في يوليو 2021 وتأسيس الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي. فهي خطوة عملاقة قامت بها البلاد لتطوير قطاعات القنب الطبي والصناعي، مع احترام الاتزامات الدولية للمغرب.

وبهذا، أعطى المغرب الضوء الأخضر لزراعة وتحويل وبيع القنب بترخيص، مما فتح آفاقا جديدة للصناعة الدوائية والزراعية، وتعتبر هذه التشريعات وعدا بتحفيز الاقتصاد وتعزيز البحث الطبي والصناعي، مما يفتح المجال أمام فرص جديدة للتنمية في البلاد

وفي هذا الصدد صرح رئيس الفيدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي الدكتور محمد بوحمادي لجريدة بيان اليوم  أن القنب الطبي يظهر كأمل جديد في مجال الصحة، مقدما مجموعة واسعة من الفوائد العلاجية وإضافة بعد جديد للتكفل بالمرضى، حيث يقدم حلولا بديلة ومكملة للعلاجات التقليدية، من السيطرة على الألم المزمن إلى تحسين أعراض الاضطرابات العصبية، ومرورا بتخفيف الاضطرابات النفسية، يكشف القنب الطبي عن فوائده المتعددة للصحة بفضل مكوناته النشطة، ولا سيما الكابيديول، الذي يستخدم على نطاق واسع في مجالات مستحضرات التجميل والمكملات الغذائية من أجل فوائده المتعددة

وفي السياق ذاته صرح الدكتور العطاوي خليل أن هذه الورشة المنظمة من طرف الفدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي لها مستقبل كبير بخصوص تشريع القنب الطبي في المغرب فالفيدرالية تشجع الاستثمار في تحويل وتصنيع المنتجات المشتقة من القنب، مؤكدا بذلك الفرص التي تقدمها هذه التطورات التشريعية لصناعة الأدوية في البلاد

وتميز هذا اليوم بجلستي نقاش رئيسيتين. استعرضت الجلسة الأولى بعمق التدابير القانونية التي تنظم الأنشطة المتعلقة بالقنب والترتيبات التشريعية المترتبة عن القرارات الأخيرة التي أصدرتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والتي تحدد المتطلبات لتسجيل الأدوية والمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل التي تحتوي على القنب أو مشتقاته، بينما استكشفت الجلسة الثانية فوائد القنب الطبية، مسلطة الضوء على الفوائد العلاجية للكانابيديول والتيتراهيدروكانابينول من خلال خبراء بارزين في مجال الطب.

ومن خلال هذه الورشة، تساهم الفدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي في تعزيز مكانة المغرب كفاعل رئيسي في مجال الأدوية ومنتجات الصحة المستمدة من مشتقات القنب، وذلك بفضل الجهود والتعاون المشترك بين مديرية الأدوية والصيدلة، والوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب، والفدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي

هاجر العزوزي

تصوير : عقيل مكاو

Top