ضرورة تشديد المراقبة

مع اقتراب البطولات الوطنية لكرة القدم بجل الأقسام على نهايتها، كثر اللغط كالعادة حول حدوث ممارسات غير سليمة، تضرب في الصميم، مبدأ المنافسة الشريفة، كما تطعن في الروح الرياضية العالية، المفروض أن تسود جل المباريات…

وكما يقال، فـ “لا دخان بدون نار”؛ خاصة وأنه بعد نهاية كل موسم رياضي، تظهر مجموعة من العلامات، وبروز  معطيات دامغة، تؤكد أن نتائج مباريات معينة، عرفت نوعا من الطبخ، مع فرضية حدوث مساومات، رجحت كفة فريق على آخر…

وقد وصل الأمر في بعض الحالات إلى صدور اعترافات صريحة وعلنية، على غرار حالة برشيد الشهيرة: “ما فيك خير  اعميمي”، والتي توقف على إثرها المسير المعني بالأمر، من طرف لجنة الأخلاقيات، لمدة أربع سنوات، إلا أن عفوا غريبا صدر عنه، بعد قضاء سنة واحدة فقط من مدة التوقيف…

كل هذا يؤكد بالفعل، وجود تلاعبات في النتائج، لا نقول إنها عامة، بقدر ما تهم مباريات فرق معينة، سواء تلك التي تلعب من أجل الفوز باللقب، أو تحقيق الصعود، أو ضمان البقاء…

المؤكد أن اختيار أندية القيام بمساومات، خلال المباريات الحاسمة، يفرز معطيات تقنية وفنية غير صحيحة تماما، لا تعكس المستوى العام الحقيقي للبطولة، سواء كانت تنتمي لما يسمى بالاحتراف أو الهواة، بقدر ما يعطينا فرقا هشة، غير قادرة في الغالب على ضمان الاستمرارية المطلوبة…

صحيح أن العثور على دلائل وحجج، يعد أمرا صعبا، ومعقدا للغاية، لكن لابد من إظهار نوع من الحزم والصرامة في التعامل، في حالة ظهور مؤشرات غير سليمة، إذ يبقى التحرك في مثل هذه الحالات ضروريا ومطلوبا…

أما ترك الحبل على الغارب، فإنه يشجع على التمادي، في القيام بعمليات الطبخ والمساومات، والتلاعب في النتائج، بل هناك من يتحدث عن وجود تواطؤات بين مسيرين وفرق مجتمعة، غالبا ما تذهب ضحيتها فرق مستهدفة، ربما لا يساير مسؤولوها التيار السائد…

إنه فيروس يتطلب التسلح سواء بمضادات حيوية أو لقاحات خاصة، حفاظا على مصداقية المنافسات الرياضية على الصعيد الوطني، وضع يسائل الأجهزة المشرفة على الشأن الكروي ولجانها القضائية التي لها من الإمكانيات المادية والقانونية، ما يؤهلها القيام بمهمة المراقبة والمتابعة، والبحث في المؤشرات.

هذا إذا كانت هناك رغبة حقيقية، أما استمرار التعامل بأسلوب عدم الاكتراث و”التمياك”، فهو مضر للغاية ببطولاتنا ويضرب في مقتل كل محاولات التطور والإصلاح…

محمد الروحلي

Top