قادة سياسيون يقاربون معايير النظام العالمي المتهالك الذي لا يستطيع إيقاف حرب إبادة جماعية في فلسطين

قال نبيل بنعبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الجمعة الماضي، بطنجة، إنه فخور ومعتز بتواجد كل الطاقات النضالية والقامات من مختلف أقطار العالم، المشاركة في”منتدى طنجة الدولي للشباب والديمقراطية”، من أجل مناقشة أوضاع العالم و تبادل التجارب و إيجاد الصيغ الكفيلة للاشتغال معا، وتطويرالأشكال النضالية والتواصلية والسياسية الكفيلة بمواجهة رهانات وتحديات مختلف شعوب المعمور.
وأضاف نبيل بنعبد الله، في افتتاح أشغال النسخة الرابعة لـ” منتدى طنجة الدولي للشباب والديمقراطية”، ، الذي نظمته منظمة الشبيبة الاشتراكية، أيام 24،25 و 26 نونبر 2023 ، بحضور قيادة حزب التقدم والاشتراكية وممثلي تنظيمات شبابية وسياسية من المغرب وعدد من رؤساء وأعضاء الأحزاب والشبيبات والمنظمات من دول العالم، أنه موازاة مع مناقشة قضايا اليسار في هذا المنتدى، “نحيا ربما في هذه الأيام تململا في هذا الاتجاه نتمنى أن يفضي إلى توحيد الجهود على الأقل في المرحلة الأولى” من أجل مواجهة تحديات عدة يمر منها المغرب وانتظارات كثيرة للشعب المغربي على مختلف واجهات النضال من أجل الديمقراطية والتقدم والمساواة والعدالة الاجتماعية. كما جدد بنعبدالله، بالمناسبة، التحية لجمال العسري الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد الذي حضر هذه الجلسة الافتتاحية.
بعد ذلك، انتقل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إلى الحديث عما تعيشه فلسطين اليوم من قتل وبطش، وقال” نلتقي اليوم وفلسطين تعاني، والعدون الصهيوني الغاشم على فلسطين يستمر”، مشيرا في هذا الصدد، إلى أنه “بالرغم من هذه الهدنة التي نعيشها لبضعة أيام، فإن ما عشناه خلال شهر ونصف، يتعين في هذا المنتدى أن تكون قضية فلسطين في قلبه وفي جوهره”.
وقدم نبيل بنعبدالله ملاحظات حول هذا العدوان على فلسطين، تتضمن رسائل متعددة، أولها، أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب حقيقية في فلسطين، وأن هذه الجرائم تستدعي المساءلة القانونية والجنائية على مستوى المحكمة الجنائية الدولية، لكون هذه الجرائم تهدف إلى إبادة جماعية للشعب الفلسطيني وإلى تطهير عرقي وإلى محاولة يائسة لمسح كفاح الشعب الفلسطيني ليس فقط في غزة، ولكن أيضا بالضفة، مؤكدا أنه بالرغم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قصف وقتل لن يركع ولن يغادر أرضه.
وأشار بنعبدالله، أيضا، إلى أن العدو الصهيوني يقول إن له الحق في الدفاع عن النفس، في حين أن الشعب الفلسطيني الأعزل يعاني منذ عقود، متسائلا، ” أليس من حق الشعب الفلسطيني أن يدافع بدوره عن نفسه؟”.
وتساءل المتحدث عن بالطبيعة الوحشية والهمجية لدولة إسرائيل، المتجلية في أساليبها النازية والفاشستية التي تمارسها في حق الشعب الفلسطيني، من خلال قتلها لآلاف الفلسطينيين بدم بارد وهدم عشرات الآلاف من البيوت وقصف المدارس والمستشفيات وغيرها، دون أن يلتفت إليه المنتظم الدولي، ناهيك عن حصاره للفلسطينيين من أجل تجويعهم وتهجيرهم ومن أجل القضاء على كل طاقاته النضالية والكفاحية.
وحيى نبيل بنعبدالله، بالمناسبة عشرات الملايين من الأشخاص الذين تظاهروا في عدة دول للتعبير عن تضامنهم مع فلسطين، مبديا في نفس الوقت أسفه لما يقع في ما يسمى بـ” العالم الحر” الذي يمنع فيه تنظيم أي مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، مع متابعة كل من يحمل الكوفية الفلسطينية أو كل ماله علاقة بفلسطين، بل إن بعض الدول ، يضيف المتحدث، وصل بها الأمر إلى درجة اتهام كل من تضامن مع فلسطين بالإرهاب ومتابعته بالاعتقال، مؤكدا أنه لم يعد مقبولا من هذه الدول أن تقدم لنا الدروس في الديمقراطية وغيرها.
ملاحظة أخرى أثارها بنعبد الله، أكد فيها أن إسرائيل دولة صهيونية لها ممارسات فاشية ونازية، وتتأسس على خرافات دينية، مشددا، في ذات الوقت بالقول ” لن نتراجع ولن نركع أمام هذه الوحشية”.
وأوضح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن الاحتلال الصهيوني الذي يدعي الرغبة في القضاء على المقاومة الفلسطينية، وإطلاق سراح الرهائن والحفاظ على أمن إسرائيل، لم يستطع القضاء على المقاومة الفلسطينية، ولا إطلاق سراح بعض الرهائن إلا من خلال التفاوض وتبادل الأسرى مع السجناء الفلسطينيين، متسائلا كيف تريد إسرائيل أن تعيش في أمن بعد أن قتلت آلافا من الفلسطينين ضمنهم أطفال وأمهات ومسنين؟.
واعتبر نبيل بنعبدالله في ملاحظة أخرى، أن عددا من المحللين يرون أن انعكاسات هذه الحرب لن تكون وخيمة على الشعب الفلسطيني، لأنه تعود على مثل هذا العدوان الوحشي الهمجي، وأن من سيتعرض لانتكاسة هي إسرائيل، بل إن ذلك سينعكس على الحكومة الإسرائيلية الحالية، مؤكدا أن الاحتلال الصهيوني يعيش في وهما حقيقيا، لأن المنطقة لا يمكنها أبدا أن تعرف السلم والأمان دون أن يحظى الشعب الفلسطيني بدوره بالسلام والأمن، في ظل دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وفي خضم هذه الأحداث العدوانية على الشعب الفلسطيني، وجه نبيل بنعبدالله نداء خاصا إلى كل الفصائل الفلسطينية، سواء الحاضرة في هذا المنتدى أو باقي الفصائل، من أجل وحدة الصف وتوحيد الجهود، داعيا بالمناسبة كل الأطراف وكل الدول للمساهمة في وحدة الصف الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الصهيوني وإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وعن موضوع الندوة الذي اختيرله شعار” من أجل عالم جديد يتشكل”، قال نبيل بنعبدالله، إن ما يسمى بالنظام الدولي ينهار اليوم، وأن ذلك ظهر بجلاء في أزمة “كوفيد ” والحرب على غزة، وغياب أي تدخل لمنظمة الأمم المتحدة لصد العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وبداية بروز تعدد القطبية، مشيرا إلى الدور الصاعد للصين وروسيا، داعيا إلى التفكير مليا في قيام النظام الجديد المتعدد الأقطاب
والذي يطمح إليه اليسار، ومشددا على ضرورة رجوع اليسار إلى الواجهة على المستوى العالمي لفرض مقاربة مغايرة من أجل إرجاع مفاهيم الحرية والمساواة.

يونس سراج: الشباب ركيزة أساسية في مناهضة القهر الإمبريالي الممارس على شعوب العالم

من جهته، قال يونس سراج، الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، إن منتدى طنجة الدولي للشباب والديمقراطية، المنظم من طرف منظمة الشبيبة الاشتراكية المنظمة الموازية لحزب التقدم والاشتراكية، ينعقد في ظل احتفال الحزب بالذكرى الثمانين لتأسيسه والدينامية التي تعرفها كل هياكله وأجهزته، مؤكدا أن انخراط منظمة الشبيبة الاشتراكية في صلب هذه الحركية يعتبر تتويجا لمرور حوالي خمسة عقود من تواجدها إلى جانب هموم وهواجس وآمال الشباب المغربي والعالمي في مختلف المحطات وعبر تعاقب مختلف القيادات والأجهزة والأنشطة والبرامج التي شكلت وجها آخر لـ”مدرستنا التقدمية النوعية في مختلف صيغه السياسية أو الحقوقية الترافعية أو ذات القوة الاقتراحية في المجالات التنموية الاجتماعية أساسا”.
وعن موضوع فلسطين، أكد يونس سراج، أن الكيان الصهيوني المحتل يشن حربا همجية على الشعب الفلسطيني الأعزل، التي أجمع العديد من المراقبين الغربيين قبل العرب على أنها حرب إبادة بربرية يمارسها الاحتلال الصهيوني بأسلحة محرمة دوليا، وبأساليب تنتهك المواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني وقوانين الحروب وتضع كل القيم الإنسانية التي بنتها الحضارات الكونية المتراكمة في مهب الريح، من خلال استهدافها الوحشي للمدنيين وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ والنازحين وتدمير المستشفيات وسيارات الإسعاف والمدارس وكل المؤسسات – بما في ذلك المؤسسات الأممية أو التابعة للصليب الأحمر الدولي .

وأوضح سراج، أن همجية الكيان الصهيوني، وصلت إلى حد توصيف الإنسان الفلسطيني بأبشع النعوت من طرف النازيين الجدد، إضافة لقطع كل مقومات الحياة من الماء والغذاء والدواء والوقود، ولم تسلم من غارات هذا الكيان الاستيطاني المحتل لا طواقم الدفاع المدني ولا الأطباء والممرضين ولا حتى الجرحى ومرضى غرف الإنعاش أو طواقم الإغاثة ورجال ونساء الإعلام والصحافة ولا المساجد ولا الكنائس والمعابد.
واعتبر أن الصهاينة يخوضون حربا أخرى تتمثل في قطع الأنترنت وكل مصادر الصورة والخبر، محاولين تضليل الرأي العام الدولي وتزوير الحقائق والتغطية عنها.
وما زاد هذه الحرب فظاعة، في نظر يونس سراج، هو ما أسماه بالتواطؤ الغربي – وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية –المفضوح والمكشوف الذي أعطى المحتل الضوء الأخضر والسند ليشفي غليل غريزته في قتل الأبرياء، وأنه لولا هذا الغطاء وهذه الحماية لما تجرأ الصهاينة على اقتراف أبشع جرائم الحرب في عصر حقوق الإنسان، ليبقى سؤال ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين وصمة عار على جبين الضمير الجمعي العالمي.
وانطلاقا من الحرب الدائرة في غزة والمنطقة عموما وفي باقي مناطق النزاع الدولية، دعا يونس سراج إلى التفكير الجماعي في الروابط الإنسانية التي تجمعنا، وفي طبيعة المجتمع الإنساني الذي ننشده، وفي شكل العالم والعلاقات الدولية التي يجب أن تتأسس بيننا.
وأشار أيضا، إلى أن المتأمل في الوضع المتأزم في الشرق الأوسط أو في شرق أوروبا وبالضبط في أوكرانيا، وفي عدة بؤر للتوتر والنزاع عبر العالم، سيستنتج أن الدول الإمبريالية والرأسمالية تعمل جاهدة وبكل الأساليب والطرق للحفاظ على الأحادية القطبية للاستمرار في هيمنتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية على العالم، وكنتيجة لتلك الهيمنة، فإن هذا الوضع غير المستقر في نظره، سيتعمق أكثر فأكثر في أية جغرافية في العالم كلما برزت أقطاب عالمية جديدة منافسة للقطب الغربي الإمبريالي، واعتبر أن الحرب في غزة وأوكرانيا مجرد مثالين كشفا عورات الغرب وعريا قيمه المختلة وجشعه المريض، ومعاييره المصلحية المزدوجة في التعاطي مع القضايا الإنسانية.
وأكد يونس سراج أن النظام الإمبريالي الحالي نظام يهدد الإنسان ويقوض كل أسس وجوده كالسلم والأمن والتعايش والتعاون والتسامح وتلاقح الحضارات، ويسلب منه كل مقومات الوجود البشري كالحرية والكرامة والعدالة والمساواة والإنصاف والحق والعيش الكريم والنماء وغيرها، الأمر الذي يستدعي في نظره، تكثيف الجهود وتقوية الروابط وتعزيز التعاون المشترك لفضح هذه الممارسات التي تهدد حياة البشرية في الحاضر والمستقبل، وتهدد وجود الأجيال القادمة جراء هذه الموجات من الكراهية وتزايد بؤر التوتر على جغرافية العالم السياسية,
واعتبر سراج أن النظام الإمبريالي الجشع استنزف كل ثروات الشعوب المستضعفة وأخل بالتوازنات الإيكولوجية لكوكبنا، مما يهدد حياة الجنس البشري برمته جراء اختلال التوازن الطبيعي، وهو ما يسائل حتمية تنسيق الجهود وتوحيد النضالات والتكتل أكثر فأكثر لمجابهة السياسات النيوليبرالية القائمة على استغلال الانسان لأخيه الإنسان والإجهاز على كرامة العمال في سوق الشغل وإثقال كاهلهم وكاهل الدول بالقروض وبرامج الإصلاح الاقتصادي المكرسة للتفاوتات الطبقية ورهن أوضاع تلك الدول وشعوبها للصناديق المالية الغربية المتحكمة، وإلى سياسات تعمل على قهر الطبقات الوسطى والثقافة والإبداع والإنتاج والابتكار والتصنيع والتوجه نحو الاستقلالية الاقتصادية، وتشجع بالمقابل الاستهلاك والخلاص الفردي والموضة والصورة والتفاهة والرداءة إلى درجة تسليع كل الخدمات، بل وتسليع الإنسان نفسه.
وختم يونس سراج مداخلته، بالتأكيد على أن الشباب ركيزة أساسية ورقم مهم في ديموغرافية ونماء وتطور المجتمعات، مشددا على دوره الحيوي في مناهضة القهر الإمبريالي الممارس على شعوب العالم، وداعيا إلى خوض معركة أفقية تراهن على هذه الشريحة المتحمسة الميالة بطبعها لنصرة الحق أينما وجد، في أفق تكوين تكتل قوي للممانعة ضد كل ما يحاك ضد عالم اليوم والغد، ولعل ذلك في نظره، واحد من أهداف هذا الملتقى الشبابي الذي يسمع صوته للحركة التقدمية وشباب وأحرار العالم.

جمال العسري: مايقع في فلسطين يندرج في إطار جرائم الحرب

ومن جهته، قال جمال العسري الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، إنه سعيد بمشاركته مع حزب التقدم والاشتراكية بمدينة طنجة في هدا المنتدى العالمي للشباب والديمقراطية، الذي تنظمه منظمة الشبيبة الاشتراكية.
واعتبر جمال العسري، في كلمة له، أن عنوان المنتدى ” عالم جديد يتشكل..أي موقع لليسار”، سؤال يؤرق الجميع، معتبرا، أن عالما جديدا، بالفعل بدأ يتشكل منذ سابع أكتوبر الماضي، تحت شعار معركة التحرر، التي انطلقت شرارتها من الشرق الأوسط وبالضبط من فلسطين.
وحيى العسري، بالمناسبة، المقاومة الفلسطينية كسرت أسطورة الجيش الذي لايقهر في إشارة إلى الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أنه، قبل ثلاثة عقود، كان البعض يسخر من أطفال الحجارة الذين تحولوا اليوم إلى رجال قدموا تضحيات جسام من أجل فلسطين.
وتساءل جمال العسري عن سبب عدم احترام اتفاقية جنيف الخاصة بحماية المدنيين أثناء الحرب على غزة، معتبرا أن ما يقوم به الكيان الصهيوني اليوم، يندرج ضمن جرائم الحرب، من قطع للكهرباء والماء، ومنع دخول المساعدات الإنسانية وتدمير المؤسسات والمساجد والكنائس، وتحويل غزة إلى مقبرة للأطفال والمسنين.
وأكد الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد أن الأمر يتعلق بإبادة الشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره مرة أخرى خارج أرضه الفلسطينية، مشدداعلى أن ما يقع اليوم في فلسطين، هو خطيئة التطبيع مع الكيان الصهيوني، داعيا إلى إلغاء التطبيع مع إسرائيل وطرد ممثل الكيان الصهيوني، وأن هذه المطالب عبر عنها الشعب المغربي في مسيراته المليونية التي شهدتها مختلف المدن المغربية.

يوسف أحمد: لن ينتصر الإرهاب الصهيوني على إرادة شعب يرسم اليوم ملحمة جديدة من ملاحم الصمود

من جهته، قال المناضل الفلسطيني يوسف أحمد نائب الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، في كلمة مؤثرة،”جئناكم من فلسطين المقاومة، وشعبنا مثقل بالجراح، بالآلام والأوجاع، نحمل أشلاء أطفالنا ونساءنا ورجالنا المتناثرة في الشوارع والمستشفيات والمدارس والساحات، مثقل بالمجازر والإجرام، جئتكم من أرض غرقت بالدماء، لكنها مجبولة بالعزة والكرامة، تشاهدون ويشاهد كل العالم ، صورتين، صورة الإرهاب والإبادة الجماعية في غزة ، وصورة المقاومة الأسطورية لشعب يرفض الاستسلام، هناك في غزة، حيث تتواصل أبشع جريمة وحشية في التاريخ، أنهار من الدماء، وأشلاء تتناثر بين الأزقة والحارات، مجمعات سكنية قصفت وتحولت إلى ركام، ومستشفيات دمرت وتحولت لمقابر جماعية لآلاف الأطفال والنساء، أكثر من ثلاثة آلاف شهيدا وعشرات الاف الجرحى” .
وتساءل يوسف أحمد، بمرارة، عن أي إنسانيه وحقوق إنسان وديمقراطيه وعدالة تتحدث الولايات المتحدة الأمريكية الشريكة في العدوان والداعم الأكبر لإسرائيل ومعها الدول الغربية الامبريالية التي تدعي الحضارة وتعود للاستعمار الجديد الذي لا يقيم وزنا للإنسان في بلادنا إلا بمقدار ما يخدم مصالحها ونفوذها، مضيفا، أن هذه الدول الاستعمارية الامبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة لم تقدم للشعب الفلسطيني خلال كل العقود والسنوات الماضية، منذ اتفاق أوسلو البائس وحتى اليوم، سوى التغطية على العدوان والقتل والحصار ونهب الأرض وتمويل الاستيطان والاستعمار، وتهويد القدس، والتنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية، وتغطية سياستها بوعود بائسة هابطة، تارة بالحكم الإداري الذاتي ثم الدولة ذات الحدود المؤقتة، وتارة بصفعة العصر التصفوية، وتارة بما يسمى حل الدولتين الذي لا أسس ولا مضمون له، وتارة بالحل الاقتصادي وتجاهل الحقوق الوطنية، وتارة بالبحث عن أفق سياسي لا حدود ولا سقف ولا نهاية له، وتارة بفرض الحلول الأمنية، أو بحسم الصراع بالضم والترحيل .
وأكد نائب الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين بالمناسبة، أن ما أسماه ب”المسار الطويل من الخداع” الذي مارسته كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة ومعها الدول الغربية الامبريالية، بات مكشوفا ولم يعد بالإمكان لهم ترويج هذه البضاعة الفاسدة، وأن عليهم أن يفهموا أن كل هذه الأوهام التي يحاولون أن يزرعوها لتقطيع الوقت من أجل تمكين الاحتلال من فرض احتلاله ونهبه للأرض وتنفيذ مشروعه الاستعماري العنصري، سوف تنقلب عليهم.
وأوضح يوسف أحمد أن الاحتلال والاستيطان هما الجذر الحقيقي للمشكلة وهما أساس القضية، وما يجري اليوم على أرض فلسطين وما سبقها من فعل مقاوم متتالي ومتواصل، يؤكد أن أي حل لا يوفر للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة سيكون مصيره المواجهة والمقاومة ولن تستطيع قوة في الكون أن تنزع الشعب الفلسطيني من أرضه أو تفرض عليه الاستسلام.
وختم المناضل الفلسطيني أحمد يوسف كلمته بالقول، “إن أبناء غزة والضفة والقدس وكل فلسطين ما زالوا على قيد الحياة، ولم يمت أحد منهم، بل ماتت الإنسانية عند العالم المتآمر. نحن صامدون، باقون هنا ، ولن نرحل، نروي أرضنا ونسقيها بدماء الشهداء لنبني جسور العبور إلى الحرية والكرامة، والاحتلال لن يكسر إرادتنا ، ولن نرفع الراية البيضاء، ولن ينتصر الإرهاب الصهيوني على إرادة شعب يرسم اليوم ملحمة جديدة من ملاحم الصمود والتصدي والانتصار.

                                                                            نبيل بنعبدالله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في صورة جماعية مع ممثلي تنظيمات سياسية يسارية وفاعلين دوليين من 32 دولة ينتمون لمختلف القارات

وكان سعيد البقالي، عضو المكتب السياسي للحزب وعضو المكتب الوطني لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، مسير هذه الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة لمنتدى طنجة الدولي للشباب والديمقراطية، قد ألقى كلمة، أشار فيها إلى أن حزب التقدم والاشتراكية كان على الدوام ولازال مساهما بتحليلاته المتبصرة وقراءاته الفكرية المتنورة في تفاعلاته مع القضايا الوطنية والدولية.
وأضاف أنه انطلاقا من مرجعيته اليسارية وهويته الاشتراكية، يحتفل حزب التقدم والاشتراكية بمرور ثمانية عقود على تواجده بطريقة متميزة ومتفردة، بحيث اختار الاحتفال بتنظيم عشرات الندوات الفكرية والعلمية لمقاربة مواضيع مختلفة ومتعددة توجد في صلب اهتماماته، وهو اختيار، يؤكد البقالي، يعبر من خلاله حزب التقدم والاشتراكية عن جديته ومصداقيته وتفرده الذي ميزه طيلة هذا المسار التاريخي الحافل بالنضال الزاخر بالعطاء.
وعن سبب اختيار الحزب “عالم جديد يتشكل، أي دور لليسار فيه؟”، عنوانا لهذه الندوة، قال البقالي إنه سؤال يلامس طبيعة وحجم الأدوار المنوطة باليسار وآليات عمله في عالم يعرف هيمنة القوى الامبريالية عسكريا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا، تقوده للمزيد من الاضطراب والفوضى والتيهان الأخلاقي والمعياري.
واعتبر المتحدث، أن ما يقع اليوم بفلسطين “يخاطبنا ومعنا ضمير الإنسانية جمعاء حول معايير هذا النظام العالمي المتهالك الذي لا يستطيع إيقاف حرب إبادة جماعية و تطهير عرقي تبث على المباشر على مختلف القنوات العالمية”.
وأكد سعيد البقالي، أنه أمام هذا الوضع القائم على الهيمنة والصراع والحروب، يعرف العالم بروز قوى جديدة وتكتلات بديلة تنبئ بتشكل عالم جديد متعدد الأقطاب ومتنوع في المرجعيات الفكرية، اذ بدأت، في نظره، تبرز في الساحة الدولية حركات نضالية يقودها في الغالب شباب ذوو مرجعية فكرية يسارية متنورة، رافضة للعنف والحرب والهيمنة وتواقة للسلم والتعايش والعدالة والمساواة، حركات واعية بما ينتظرها من تحديات آنية ومستقبلية، حركات وهيآت سياسية متطلعة لعالم جديد، عالم يعيد الاعتبار للإنسان والقيم الإنسانية النبيلة، عالم يتعاون فيه الإنسان مع أخيه الإنسان لتحقيق الازدهار والنماء والحرية والديمقراطية، عالم أكثر عدلا ينعم فيه الجميع بالكرامة والحق والمساواة، عالم آخر ممكن التشكل حتى يتسنى لنا مجابهة التحديات المحدقة بنا والتي تحاصرنا من كل صوب وحدب.
وعرفت هده النسخة الرابعة من المنتدى، مشاركة شباب من تنظيمات سياسية يسارية، وفاعلين دوليين من 32 دولة ينتمون لمختلف القارات، ومناقشة مواضيع تتعلق بالنزاعات الدولية والإقليمية، ومستقبل العالم في ظل التحولات الراهنة، ودور التكتلات الاقتصادية في تعزيز التعاون بين الدول.
كما تميزت هذه الدورة بتنظيم سلسلة من الأنشطة الموازية الهادفة إلى تعريف المشاركات والمشاركين بمكونات الحضارة والهوية المغربية، وكذا عقد مجموعة من اللقاءات الثنائية ما بين قيادات الوفود المشاركة وقيادة منظمة الشبيبة الاشتراكية، قصد تبادل وجهات النظر وتعميق العلاقات.

مبعوثا بيان اليوم إلى طنجة

حسن عربي < تصوير: طه ياسين شامي

Top