مشاركون يجمعون في ندوة وطنية على راهنية العطاءات الفكرية للاقتصادي الراحل عزيز بلال

أجمع المشاركون في الندوة الوطنية التي نظمتها مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، يوم الخميس الماضي، بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، بأكدال الرباط، تخليدا للذكرى 42 لرحيل عبد العزيز بلال المفكر الاقتصادي والمناضل التقدمي، على راهنية العطاءات الفكرية للراحل في الاقتصاد، منهجا وتحليلا، واعتباره أحد مؤسسي الفكر الاقتصادي المغربي، مبرزين شخصيته الاستثنائية كقائد سياسي نقابي تقدمي متجذر، يتمتع بخصال راقية عالية جعلت منه نموذجا للمثقف العضوي.
وحرص نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في كلمة ألقاها في افتتاح فعاليات هذه الندوة، التي شاركت فيها قامات سياسية وأكاديمية في الاقتصاد والعلوم السياسية، أن يحيل على مقولة كان يرددها الفقيد عزيز بلال “لا نتوقف عن السعي نحو التطور والتطوير إلى الأفضل”، تدعو للاستماتة في النضال من أجل بناء المستقبل.
وأكد نبيل بنعبد الله على الراهنية التي لازالت تكتسبها أفكار ومقاربات وتحاليل عزيز بلال، سواء بالنسبة لموضوعات اقتصاد التنمية بعواملها المختلفة وخاصة اللامادية، أو حول محورية الانسان في هذه التنمية، وحول التخلق والتحرر والسيادة الاقتصادية الوطنية والقطاع العمومي والمشاركة السياسة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والثقافة الوطنية والشعبية، وحول الامبريالية والصهيونية، قائلا: “رغم مرور 42 عاما على الرحيل المفجع لعزيز بلال بشيكاجو بالولايات المتحدة الأمريكية لازالت أفكاره ومقارباته المبنية على تحليل دقيق وعميق ووجيه تكتسب راهنية”..
وثمن بنعبدالله مبادرة مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، والتي تربط الماضي بالحاضر والمستقبل والتي تسعى لأجل تعريف الأجيال الحالية على قامات وطنية بصمت تاريخ المغرب، بل وأحيانا تاريخ كل الإنسانية ببصمات حافلة بالعطاء، معربا عن إشادة عالية لاختيار تنظيم هذه المبادرة في إطار إحياء الذكرى 42 لرحيل عزيز بلال، باستحضار عطاءاته وإسهاماته الفكرية بوصفه واحدا من ألمع مؤسسي الفكر الاقتصادي المغربي، وأحد أبرز رواد النضال السياسي، وقادة الصف الوطني والتقدمي الذي بصم الساحة الوطنية والدولية، ببصمات لازالت راسخة وذات راهنية.
واختار نبيل بنبعد الله، الذي أكد على الدور الريادي الذي لعبه عزيز بلال كأحد قادة الرعيل الأول المؤسس للحزب الشيوعي وحزب التقدم والاشتراكية، أن يركز في كلمته على استعراض أربعة انطباعات استثنائية في مسار الفقيد. ويأتي على رأس هذه الانطباعات البعد الأخلاقي الراقي للراحل، حيث كان يتصف بخصال إنسانية نبيلة ورفيعة، والتي يشهد بها كل طلبته وزملائه وجميع رفاقه.
فيما الانطباع الثاني، يتمثل في قدرة الفقيد عزيز بلال الاستثنائية على المزج المتألق والعميق دون تفريط بين المسارات المختلفة، حيث نجح بشكل مبهر علميا وأكاديميا كمفكر ومربي، ونجح بصورة ملفتة كقائد سیاسی ونقابي تقدمي، ونجح أيضا في التجذر شعبيا وانتخابيا. كل ذلك جعل منه فعلا نموذجا للمثقف العضوي الذي ينغمس ميدانيا في هموم الناس بنفس قدر انغماسه في أعقد نظريات البحث العلمي.
أما الانطباع الثالث فيتمثل في الراهنية القوية التي لازالت تكتسبها أفكاره ومقارباته والتي تم ذكرها سلفا، مؤكدا في هذا الصدد على أن الحزب يستلهم كثيرا من هذا النهج في وثائقه السياسية والفكرية، بل لازال عددا من الباحثين المغاربة والأجانب يستلهمون من مقالاته ومؤلفاته، معلنا بالمناسبة أنه يتم على مستوى الحزب تجميع مختلف الإسهامات والمقالات التي خلفها الراحل، وبشكل خاص كتابه المرجعي الذي يتمحور حول “العوامل غير الاقتصادية للتنمية”، وكذا أطروحته المتميزة التي تتناول “الاستثمار في المغرب 1912-1964”.
فيما يتمثل، الانطباع الرابع في قدرة الراحل على التوفيق الخلاق بين الوطني والأممي حيث تجاوزت ديناميته ومبادراته السياسية ومؤلفاته العلمية المشتركة حدود الوطن لتحتضن قضايا العالم الثالث وقضايا الإنسانية بصفة عامة.
وخلص معلقا، في هذا الصدد، “إن الفقيد عزيز بلال بزخم عطاءاته الفكرية المتميزة وشخصيته الفذة لازال حيا في قلوب آلاف الناس، والعبر التي يمكن استلهامها من مسار الفقيد كثيرة، أفضل هذه الدروس هي مقولة من مقولاته وهي ألا نتوقف عن السعي نحو التطور والتطوير إلى الأفضل”.
هذا وتقدم الأمين العام لحزب الكتاب، في ختام كلمته، بملتمس لرئاسة جامعة محمد الخامس بالرباط، وتحديدا كلية العلوم القانونية، بأن تحمل مدرجات هذه الكلية أسماء قامات بارزة بصمت المسار التربوي والفكري بهذه المؤسسة الجامعية.

اجتهاد والتزام

من جانبه، حرص محمد الدرويش، رئيس مؤسسة فكر، على التذكير بأهداف مبادرة مؤسسته والتي تحمل عنوان، “أعلام في الذاكرة”، والتي تتغيى ربط الإضاءات المشرقة في الماضي بالإسهامات التي أثْرَت نسق الثقافة المغربية في الحاضر، كما ألقي الضوء على إسهام هذا الجيل في ترسيخ قيم ثقافية ومعرفية ونضالية متجددة تنشغل بالحياة بشتى تشكلاتها، وتترجم قناعات رجال ونساء عانقوا قيم الحرية والهوية والأصالة في مواجهة آفات الفقر والأمية والظلم ومخلفات عهد الحماية والاستعمار، وناشدت قيم التحرر والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية قبل وخلال وبعد مرحلة الاستقلال.
وأثار محمد الدرويش الانتباه إلى الإجماع الذي يحيط بالفقيد عزيز بلال كأحد قادة النضال السياسي والنقابي من الجيل المؤسس للمغرب المعاصر في مجالات المعارف الإنسانية والاجتماعية، مبرزا أن الراحل يعد أحد مؤسسي المدرسة الاقتصادية المغربية المعاصرة، ومناضلا سياسيا محنكا، وفاعلا نقابيا متميزا صادقا وذو مصداقية، مؤمن بقضايا وطنه ومشاكل مواطناته ومواطنيه، ومثقف عضوي متعدد المواهب والقيادات، حيث عمل موظفا بوزارة التخطيط والشغل، ثم أستاذا باحثا برحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وبعدها بكلية الحقوق بالبيضاء كما كان فاعلا مدنيا ونقابيا وترابيا وقائدا سياسيا بالحزب الشيوعي المغربي، ثم بحزب التقدم والاشتراكية”. …
ومن جانبها، دعت ممثلة وزير الشباب والثقافة والتواصل، في كلمة ألقتها باسم الوزير المهدي بنسعيد، إلى إعادة كشف الجوانب المتعددة في فكر الراحل عزيز بلال والتزامه الثقافي والسياسي، قائلة: “إن المفكر عبد العزيز بلال قد قرأ سياقه الزمني قراءة عميقة واستشرافية مقرونة باجتهاد والتزام أنارته بصيرة الممارسة الميدانية الواسعة الاطلاع”.
وشددت على أن إعادة قراءة الإرث الفكري للراحل عزيز بلال في السياق الحاضر الذي أصبح أكثر تشعبا وتعقيدا وصارت حاجته إلى قدرات التفكيك والمنهج الرصين الذي سلكه الراحل الذي خلف منجزا فكريا قد يكون سابقا لعصره، قائلة “أستحضر روح الراحل الذي نرجو أن يكون ملهما لكل الإرادات التي تسعى إلى إيجاد أجوبة حقيقية لأسئلة التنمية”.
ومن جانبه، حرص الدكتور فريد الباشا، رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، على أن يؤكد في بداية كلمته خلال افتتاح هذا اللقاء، أن هذه الجامعة ليس فضاء جامعيا فحسب بل هي تراث وطني بذاكرتها التي صنعتها قامات من بينها الراحل عزيز بلال، مبديا تفاعلا إيجابيا مع ملتمس الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بخصوص إطلاق أسماء قامات فكرية وعلمية على مدرجات الجامعة، حيث أعلن أن الاقتراح الذي تقدم به بنعبد الله، تم التفكير فيه منذ سنوات على مستوى الجامعة، وأنه قبل خمس سنوات تم تدارس لائحة بهذا الخصوص، وأنه سيتم بناء على المقترح الجديد سيتم فتح الملف من جديد لتدارس الموضوع.
كما حرص رئيس الجامعة على تثمين مبادرة مؤسسة فكر التي تواصل برمجة فعالياتها الفكرية والثقافية، والتي تندرج في إطار ثقافة العرفان، معتبرا أهمية هذا المسعى الذي يندرج في إطار الذاكرة والتاريخ، بقوله “لا مجتمع متماسك ولا ديمقراطية مع النسيان”.
وشهدت الندوة عرض محاضرة افتتاحية ألقاها الاقتصادي نور الدين العوفي، تحت عنوان “فرضية التنمية السيادية”، والتي تمحورت حول كتيب نشره قبل عام تحت عنوان: “هكذا يفكر عزيز بلال”، صدر عن دار الفينك، باللغة الفرنسية والذي ضمنه قراءة شخصية تركيبية اختزالية لاستعمال الراحل عزيز بلال، خاصة كتابه حول “الاستثمار في المغرب 1912-1964″، وأيضا كتابه “التنمية والعوامل غير الاقتصادية للتنمية”، والتي تمحورت حول منهج ومضمون الفكر الاقتصادي للراحل عزيز بلال.
وقال د.العوفي: “إن كتاب “الاستثمار في الاستثمار في المغرب” يعد من الأعمال الاقتصادية ذات الطبيعة النظرية والعملية أي التي يمكن تحويلها إلى استراتيجيات وسياسات عمومية قابلة للتطبيق”، مشيرا إلى أن الأعمال التي تجتمع فيها هاتين الصفتين قليلة في تاريخ الفكر الاقتصادي بصفة عامة، واضعا في هذه الإشارة الراحل عزيز بلال ضمن المفكر والمنظر الاقتصادي جون ميلر كينز التي أصبحت نظريته العامة سياسة اقتصادية تطبق سنوات بعد الحرب العالمية الثانية.
وحرص العوفي أن يقدم قراءة دقيقة لمنظور التنمية، كما يراه الفقيد عزيز بلال، حيث أبرز أن: “فرضية التنمية الوطنية لدى الراحل لا تتم إلا بشروط وهي تشمل الاقتصادي وغير الاقتصادي، المادي وغير المادي، العام والخاص، إذ تقوم التنمية على أساسيات منها ما هو تابت ومنها ما هو متحول”.
ونبه العوفي إلى أن عزيز بلال في كتابه الاستثمار لا يستعمل النموذج التنموي، بل يتحدث عن الطرق والسبل (بصيغة الجمع) المؤدية للتنمية، واستعمل المنهجية التاريخية، حيث تناول الاستثمار من عهد الحماية إلى الاستقلال.
وعدد العوفي الأساسيات التي وضعها عزيز بلال للتنمية، والتي تشمل 6 عناصر، تتمثل في الخروج من التبعية، والضرورة الصناعية، الاندماج الاقتصادي، تدخل الدولة الذي اعتبره من أساسيات التنمية الوطنية، التأطير السياسي والمشاركة الشعبية، ثم التنمية السيادية.
هذا وعمل العوفي محاضرته الافتتاحية لهذا اللقاء على استعراض تفاصيل كل عنصر من هذه الأساسات، مبرزا في ختام عرضه أن عزيز بلال، اعتبر أن التنمية هي من جهة ثورة اجتماعية وثقافية عميقة في البنيات والعلاقات والسلوكات التي تعيد إنتاج التخلف وتعيق التقدم، وهي من جهة أخرى تحرر وطني أصيل للاقتصادي والسياسي من الهيمنة الأجنبية التي تحد من السيادة.
ونبه د.العوفي، إلى أن سؤال التنمية يعود من جديد اليوم مع النموذج التنموي الجديد في ظل تحولات عميقة قيمية ورقمية بالأساس، داعيا إلى العودة لأعمال عزيز بلال بشكل عام وأطروحته حول الاستثمار، والتي هي عودة إلى الحاضر والمستقبل.

التنمية الاقتصادية

كما عرفت الندوة جلسة ترأسها الأستاذ الموساوي العجلاوي، وقدم فيها الأستاذ عبد الله ساعف مساهمة حول موضوع: “العوامل غير الاقتصادية للتنمية، حيث أكد أن عزيز بلال كان يمثل موقعا خاصا على المستوى الفكري بل وفي تاريخ الأفكار في المغرب، وكانت له مكانة قوية ومتميزة على مستوى الجامعة، حيث يجسد القيم الجامعية وفي نفس الوقت باحثا صارما، يحسن الإنصات للطلبة ويناقشهم ويتداول معهم ويؤثر فيهم، كما كان من الناحية السياسة ملتزما في وقت كان فيه الانتماء بثمن”.
وأشار فيما يخص أطروحته الفكرية إلى أن الرحل عزيز بلال ركز على دور السياسة والدور الثقافي والاجتماعي في التنمية، حيث دخل في العلاقة القوية والتمفصل بين كل ما يتعلق بالتنمية وجوانب الثقافة بما فيها ما هو عالمي، وما يخص الهويات الثقافية بصيغة الجمع.
ومن جانبه قدم عبد السلام الصديقي وزير التشغيل السابق، مداخلة تحت عنوان: “عزيز بلال، نموذج المثقف الملتزم ومؤسس المدرسة الاقتصادية المغربية”، أكد فيها أن الراحل موسوعة علمية، وأن تحليله وأفكاره لازالت ذات راهنية، كاشفا أن جوانب مفصلية في النموذج التنموي الجديد تطرقت لها أطروحة عزيز بلال حول التنمية، علما يشير المتحدث إلى أن الراحل ساهم بقدر كبير في إنجاز المخطط الخماسي على عهد حكومة عبد الله إبراهيم الذي بقي حبيس الرفوف.
وكشف الصديقي أيضا الذي عايش الراحل كرفيق له داخل حزب التقدم والاشتراكية، إلى أن عزيز بلال تحمل مسؤوليات عديدة كقائد سياسي ونقابي وأن ذلك لم يكن من أجل تحمل المسؤولية بل للعمل في الميدان، واصفا الراحل باعتباره كان طالبا لديه، أنه كان خطيبا من الدرجة العلياـ حيث كان يثقن لغة التواصل مع كل الفئات خاصة الشعبية منها، ولمح في هذا الصدد إلى واقعة بشأن التواصل للراحل أثناء حملة انتخابية.
وحرص د.موسى الكرزازي، الذي قدم مداخلة حملت عنوان: “بصمات الإشعاع الفكري لعزيز بلال”، على التأكيد بأن المشروع التوثيقي الذي يتم على مستوى الحزب بشأن الإنتاجات الفكرية لعزيز بلال، حيث يتم تجميع وتنظيم هذا الأرشيف الذي يوجد بعض منه لدى فرنسا وإسبانيا ودول الأمريكيتين، لإخراجه ووضعه رهن إشارة الباحثين والمهتمين.
ومن جهته، استعرض د.فؤاد عمور مداخلة تمحورت حول: “الفكر التنموي عند عزيز بلال من المدرسة التبعية إلى المدرسة التفكيكية”، التغيرات الطارئة والتي طبعت الفكر الاقتصادي العالمي، انطلاقا من المدرسة التبعية إلى حدود الثورة الرقمية التي تسم العالم حاليا.
هذا فيها شهدت الجلسة الثانية التي ترأسها د.يوسف الكواري، مداخلة للدكتور لحسن أميلي حول: “أسس فكر عزيز بلال”، الذي أبرز أن الراحل عزيز بلال كان يؤكد على المنهجية في البحث، مشيرا إلى أن الذين اعتبروا أن فكر عزيز بلال متجاوز كانوا غير منصفين، لكون الراحل أظهر فكرا متقدا حيث كان يؤكد جيدا أن الحديث عن التنمية لا يستقيم دون الحديث عن جوانب أخرى، قائلا: “الاستثمار عامل مركزي في مسلسل التنمية لأنه هو من سيخلق القيمة المضافة”، لكن عزيز بلال يضع عددا من الشروط وأول القضايا التي يثيرها هي تدخل الدولة لتوجيه هذا الاستثمار والعمل على تسريع التصنيع.
وأفاد د.إدريس عباسي، في تدخل حمل عنوان: ” حول الاقتصاد السياسي حسب عزيز بلال، إرث متعدد الآفاق”، أن عزيز بلال من القامات التي ينبغي أن يطلق عليه صفة المفكرين الكبار لكون كلما قرأت أعماله تستشف منها قضايا وأمورا جديدة، فالراحل حسب ذكر المتحدث، يعد منظرا رائدا في فكر اقتصاد التنمية.
ومن جانبه، لفت د.عبد الواحد الجاي، في مداخلة حول خطاب المنهجية لدى عزيز بلال، أن الإنتاج الفكري لعزيز بلال لا ينحصر في كتاباته بل يشمل مساهماته القيمة التي شهدتها الندوات والأنشطة واللقاءات العلمية، مؤكدا أن منهجية التحليل لدى عزيز بلال، تركت بصمات واضحة على هذا المجال بالجامعة.
وفي مداخلة للدكتور سعيد التنوسي حول: “الآفاق الجديدة للاستثمار”، أن الراحل كان يعتبر نجاعة الاستثمار عنصرا أساسيا وكان يؤكد على دور الدولة وتدخلها كطرف محوري على هذا المستوى، مشيرا إلى أن الراحل كان يدفع في اتجاه مغربة القرارات الاقتصادية والنهوض بمصالح التنمية والدولة الاجتماعية مع توزيع الثروة.
هذا واختتمت هذه الندوة بتقديم تدخل مسجل لابن الراحل يوسف بلال، الذي يوجد في مهمة بإثيوبيا، تمحورت حول الممارسة السياسية والنضالية للراحل وتشبثه بالقيم الأخلاقية العالية في النضال قائلا: “بوصلة عزيز بلال لا سيما في حياته العلمية والسياسية كانت دائما هي الأخلاق، مستعرضا فكر عزيز بلال من خلال القضايا التي حملها كقائد مناضل على رأسها القضية الفلسطينية، حيث أكد في مقال نشره في مجلة أنفاس سنة 1968 على الشرعية الإنسانية والتاريخية للكفاح الفلسطيني المسلح”.
هذا، وشهدت هذه الندوة الوطنية التي احتفت بفكر والأعمال الأكاديمية للراحل عزيز بلال، حضور قامات وشخصيات سياسية وفكرية، مولاي اسماعيل العلوي، رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية، عضو أكاديمية المملكة، والطيب الشكيلي، الرئيس الأسبق لجامعة محمد الخامس السويسي، ووزير التعليم السابق، وعبد الأحد الفاسي الفهري، عضو المكتب السياسي لحزب الكتاب، وزير الإسكان السابق، وعبد الحفيظ ولعلو، نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، وعدد من الأساتذة الجامعيين والأطر بكلية الحقوق أكدال الرباط، والطلبة، ومناضلي الحزب وأعضاء من منظماته الموازية.

< فنن العفاني
تصوير: رضوان موسى

Top